يفترض الكثير من الأزواج أن كل الأشياء يجب أن تكون واحدة بالنسبة لكليهما. أإي أن كليهما يجب أن يملك نفس المجموعة من القواعد. هذا ليس حقيقياً. يمكن لكل منكما أي يعمل وفق قواعد مختلفة في نفس الجوانب المهمة. إن أكثر العلاقات سعادة ونجاحا وقوة هي التي يرى فيها الطرفان وجوب التحلي بالمرونة في قواعدهما، وتكييف العلاقة وفقا لذلك.

أرى أنك تطلب مثالا، أليس كذلك؟ أنت كذلك بالطبع. دعنا نفترض أنك بالغ النظام، بينما الطرف الآخر يحب الفوضوية (أيا كان ما يعنيه ذلك). سوف تجد بالطبع طرفا دائم الشكوى من الطرف الآخر بسبب فوضويته الشديدة (أو نظامه). سوف تتولد بذلك قلاقل ومشاكل. ذلك لأن كليكما يسعى للعمل وفق نفس القاعدة، يجب أن يكون كلانا منظما، أو يجب أن يكون كلانا فوضويا. ما رأيك بقاعدة مختلفة؟ يمكنك أن تكون فوضوياً، وتكون لك أماكنك التي تمارس فيها نظامك. نحن الآن لن نتشاجر، لأن لكل منا قاعدة مختلفة. لا يجب أن أكون منظماً عندما لا تكون هذه هي طبيعتي، ولا يجب أن تكون أنت فوضوياً لأن هذه هي ليست طبيعتك.

مثال آخر؟ تكره زوجتي أن أغيظها، وأثير حنقها. أنا؟ لا يزعجني هذا. قاعدتها هي ألا أثير حنقها أو غيظها، وقاعدتي هي أنني أستطيع. قد تكون من ذلك النوع الذي يحب أن يعرف مكان شريكه في الوقت الذي لا يزعج فيه شريكك نفسه بمكانك، ولا يتوقع حتى أن تخبره. يمكنك بناءً على ذلك أن ترسى قاعدة أن يخبرك شريكك بمكان تواجده، ويطمئنك عليه، بينما لا تحتاج أنت إلى تقديم صورة كاملة، لأن هذا الشأن لا يثير إزعاجه.

قد يكون شريكك بحاجة دائمة إلى أن تؤكد له حبك، وقد يكون بحاجة إلى ذلك عدة مرات يومياً. قد تفضل أنت أن يخبرك بمثل هذه الأمور بعدد مرات يوميا. قد تفضل أنت أن يخبرك بمثل هذه الأمور بعدد مرات أقل عندما تعتريه رغبة صادقة في البوح بمشاعره – إذن يمكنك بناءً على ذلك أن ترسى قاعدة تقضي بوجوب تعبيرك عن مشاعرك بشكل دائم في الوقت الذي لا يفرض عليه هو ذلك بشكل دائم، أو في كل مرة تفضي فيها بمشاعرك، لكل شخص طريقته واحتياجاته.

إن كنت تتصور نفسك محور الكون فانت إذن بالغ الحمق، إن الدائرة التالية المحيطة بك هي حبيبك، زوجك، هذه هي أقرب العلاقات وأكثرها حميمية، أما الدائرة التي تليها فهي دائرة الأسرة والأصدقاء. هؤلاء هم الأشخاص الذين تكن لهم القدر الأكبر من الحب، والذين تفضل أن تقضي معهم معظم وقتك، والذين يكنون له كل الحب. هؤلاء هم الأشخاص الذين تستطيع أن تسترخي أثناء تواجدك معهم وتكون على طبيعتك. ولكن ما زالت هناك قواعد يجب ان تلتزم بها، ما زالت هناك طريقة صحيحة يجب أن تعاملهم بها وهي طريقة قد تكون خافية عليك. ماز ال عليك أن تتصرف بشرف وكرامة واحترام. أنت تحمل مسئوليات تجاه كل من أبنائك وأهلك، تحمل واجباً نحو أشقائك، تحمل التزامات، يجب أن تتعامل معها بمنتهى الجدية، نحو أصدقائك.

لديك مجموعة كبيرة من القبعات يجب أن ترتديها – مع أهلك وأصدقائك وأبنائك واختك وأخيك وعمتك وعمك وأبيك وابناء إخوتك وأبناء أخواتك وأبناء أعمامك – لديك مجموعة كاملة من القواعد والواجبات التي يجب أن تؤديها. الجزء التالي سوف يرشدك إلى أفضل طريقة لارتداء كل هذه القبعات.

ونحن نمضي في الحياة يجب أن نتفاعل مع الغير. نحتك بهم عاطفياً طوال الوقت، ويجب أن تكون هناك قواعد تحكم سلوكنا لكي نحسن التصرف والتعامل، لكي توجهنا خلال المواقف الحرجة، والتجارب الجديدة، والعلاقات الحميمة الدائمة.

إن كنا نريد أن تتسم علاقتنا بالأهل والأصدقاء بالنجاح، وإن كنا نريد أن يحتفظوا بصورة مثلى عنا، فعلينا إذن أن نمنح هذه العلاقات قدراً من التفكر، يجب أن نتعامل معها بشكل مدروس واع بدلا من أن نمضي فيها ونحن نيام كما يفعل معظم الناس. أنت إن التفت بشكل مقصود واع إلى كل ما يجري، فسوف يتسنى لك تحسين كل هذه العلاقات، ومجابهة كل المشكلات، وتشجيع الغير، ونثر روح الدفء والسعادة بشكل عام على كل من حولك. هل هناك ما هو أفضل من ذلك؟