إذن ما الذي سوف يحكيه عنك التاريخ؟ ما الذي تشعر في قرارة نفسك أنه سوف يقال في حفل تأبينك بعد رحيلك؟ ولا أعن بذلك ما سوف يحفر على شاهد قبرك، ولكن ما سوف يدون في السجل الكوني. أنا شخصياً، لا أرى أنني أستحق أن يرد ذكرى. ولكن إن حدث وورد بالفعل، فإنني أحب أن يذكرني التاريخ على أنني حاولت، وبذلت جهداً، وسعيت بأقصى ما أملك لكي أحدث فارقاً. أريد أن يذكرني بأنني دافعت عن معتقداتي، ونهضت لأطبق ما أؤمن به، ودافعت عن حقوقي. أريد أن يقول التاريخ – ربما – إنني تخطيت فشلي ونهضت واقفاً على قدمي ثانية – سوف يكفيني هذا.

وأنت، يا صديقي، ما الذي تحب أن يذكره عنك؟ ما الذي تظن أن التاريخ سوف يقوله عنك؟ ما الذي تحب أن يقوله التاريخ عنك؟ هل هناك هوة بين هذين السؤالين الأخيرين؟ هل يمكنك أن تتداركهما وتمد جسرا للتواصل بينهما؟ ما الذي عليك عمله لكي تتخطى هذه الهوة؟ فكر فيما يقال عنك كشخص، وفكر في أفعالك.

يجب أن نهتم، إن كنا نسعى للنجاح، بأن يرث من سوف يخلفوننا بعد رحيلنا عالماً أفضل من العالم الذي وجدنا أنفسنا فيه. هل تذكر كل هذه الكتب عن الاكتفاء الذاتي التي انتشرت، وذاعت في السبعينات من القرن العشرين؟، حسناً، من بين النقاط المشتركة الأكثر بروزاً بينها هي أنها كانت تذكر أنك إن كنت تملك أرضاً فعليك أن تستغلها على أكمل وجه، وأفضل مما سبق. ينطبق هذا على العالم. يجب أن نبذل جهداً كبيراً لتحسين الحياة قبل أن نرحل. علينا أن نتحمل مسئولية ما منحنا إياه، وعلينا أن نستغله أفضل استغلال قبل أن نمضي ونورثه لغيرنا.

كيف سنشير إلى المحيطات الملوثة، والأنهار الجافة، وجبال الثلج الذائبة ونقول لأبناء المستقبل: "في يوم من الأيام سوف ترثون كل هذا، أوه، نحن نأسف على ما فعلناه"؟ أعتقد أنهم سوف يغضبون منا قليلاً. قد يذكرنا التاريخ على اننا وحشيون. دمرنا ولوثنا وذبحنا وقضينا على الأشياء. كل شخص منا يملك أن يحدث فارقاً. يجب أن نحدث فارقاً. يجب أن يذكر التاريخ كل واحد منا على أنه كان شخصاً مسئولاً.

ولكن المشكلة هي أن هناك الكثير من الأشخاص ممن لن يسعوا للتغيير، ويظنون أنهم سوف يفلتون بفعلتهم. إن مثل هؤلاء الأشخاص يظنون أنه طالما لا أحد يرى، فإنهم يمكن أن يفلتوا بجريمتهم. ولكنْ التاريخ سوف يتذكرهم جيداً.