لعلك تتساءل عن سبب تواجد هذه القاعدة هنا، وليس في الجزء الخاص بالعالم. حسناً؛ إن هذه القاعدة تخصك أنت. إن الاهتمام بالعالم الخارجي يعني أن تعمل على تنمية نفسك. أي أنك تعمل لصالحك أنت وليس لمصلحة العالم. أنا لا أعني بذلك مشاهدة الأنباء بشكل دائم، والقراءة، والاستماع، والحديث، والاطلاع على كل ما يجري من حولنا. إن اللاعب الماهر لا يسقط فريسة حياته الخاصة؛ لا يعيش داخل فقاعة ضئيلة. يجب أن تجعل هدفك هو معرفة ما يجري في العالم من حولك، من أحداث، وموسيقى، وأزياء وعلوم، وأفلام، وطعام، ووسائل مواصلات. إن اللاعب الماهر هو الذي يملك القدرة على التحدث في كل شيء، وأي شيء تقريباً؛ لأنه يهتم بكل ما يجري. هذا لا يعني أنك يجب أن تملك بالضرورة آخر صيحة في كل شيء، ولكن عليك أن تملك فكرة جيدة عن كل ما يتغير؛ ما هو الجديد وما الذي يحدث؛ سواء داخل مجتمعك أو في الجانب الآخر من العالم.

وما الفوائد من جراء ذلك؟ حسناً؛ بداية سوف تكون شخصاً أكثر اهتماماً مما سيضفي عليك دائماً روح الشباب، لقد قابلت ذات مرة سيدة مسنة في مكتب البريد، وكانت بصدد تعلم كيفية التعامل مع الأرقام السرية "أرقام سرية، ما الذي سأستفيده من تعلم آلية الأرقام السرية في سني هذه؟ "والإجابة هي أنها بالطبع كانت بحاجة إلى تعلمها لكي تحصل على معاشها. ولكن الأمر يفوق ذلك؛ لأنه كان من السهل السقوط في هوة "لم يسبق لي قط أن فعلت شيئاً كهذا؛ لم أعد أملك مثل هذه الطاقة الذهنية". نحن إن فعلنا هذا فسوف نفتقد الكثير على الأرجح.

إن أكثر الناس سعادة، واتزاناً ونجاحاً في الحياة هم الذين يمثلون جزءاً من شيء. هم الذين يمثلون جزءاً من العالم، ولا يعيشون بمنأى عنه. كما أن أكثر تحفيزاً وجذباً لمن حولهم هم الذين يبدون اهتماماً كبيراً بكل ما يجري حولهم ولقد استمعت في المذياع صباح أحد الأيام إلى مدير خدمات السجون الأمريكية، وهو يتحدث عن إصلاح نظام العقوبات، وهو موضوع لا يهمني شخصياً بحال (أنا لا أعرف أحداً داخل السجون). يمكنك أن ترد عليَّ قائلاً بأنني لست بحاجة للاطلاع على خدمات السجون الأمريكية، أو أن السيدة لم تكن بحاجة إلى تعلم الأرقام السرية، ولكنني شعرت أنني أكثر تحفيزاً وحيوية عندما أصغيت لما يقول. وهو أمر جيد