المحتويات

 

تاريخ الأدغال:

ذات يوم كان كوكبنا مغطى تماما بكتل متشابكة من النباتات الكثيفة تسمى الأدغال. ومع زحف العصور الجليدية الأولى، أي منذ ملايين السنين، بدأت الغابات الشاسعة في التقلص. واستطاعت الأشجار الأقوى عوداً – مثل الأشجار الدائمة الخضرة، والإسفندان، والبلوط، أن تحمي نفسها إلى حد ما ضد عدوها الجليد.

ولكن في زماننا هذا، لا توجد أدغال حقيقية إلا في الحزام الأرضي المحيط بخط الاستواء، حيث تغطي جزءاً من عشرة أجزاء من مجموع مساحة سطح الكرة الأرضية، وما يقرب من نصف مجموع مساحات الغابات الموجودة فيه.

أكبر مناطق الأدغال في العالم:

وتوجد أكبر مناطق هذه الأدغال في أمريكا الجنوبية. وهي تغطي هناك ما يزيد على خمسمائة ألف كيلومتر مربع "مليون ميل مربع"، من وادي نهري الأمازون وتمتد من ماتو جروسو في البرازيل إلى الساحل الكاريبي. وتوجد أيضاً في أمريكا الوسطى وجنوب المكسيك.

أمّا في الشرق الأقصى فتمتد مساحات الأدغال من جنوب غربي الهند إلى الصين والفليبين. وأكبر رقعة من الأدغال المتصلة، في هذا الجزء البعيد والتي تقع في أراضي شبه جزيرة الملايو والجزر المتاخمة لإندونيسيا.

منطقة الأدغال بغرب أفريقيا:

أما منطقة الأدغال الشاسعة بغرب أفريقيا هي الثانية في المساحة بالنسبة لتلك الموجودة بالبرازيل. وهي تمتد من حوض الكونغو غربا إلى أفريقيا الفرنسية الاستوائية.

وفي هذه المساحات الشاسعة المترامية الأطراف من الأدغال توجد أنواع شتى من النبات والحيوان أكثر بكثير من العناصر البشرية التي تعيش فيها، ولكن هناك عاملا واحداً يجمع بينها جميعا، ألا وهو تشابه الطقس.

طقس الأدغال:

فتولّد الشمس الحارقة كتلا من الهواء الساخن الذي يصعد ويبرد، ثم يلتقي بما يحمله من ماء على هيئة مطر. وتصل كمية المياه المنهمرة في الأدغال إلى متوسط سنوي قد يبلغ "مائة بوصة".

ويصل حجم الأمطار المنهمرة بشدة إلى سبعة وسبعين سنتيمتراً وثلاثين بوصة، تسقط في مائة يوم. ولذا يطلق علماء النبات على أصقاع الأدغال اسم «الغابة المطيرة،

وفي المناطق الملاصقة لخط الاستواء يوجد فصلان ممطران في العام يتبادلان مع فصلين يسميان الفصلين الحافين.

وخلال الفصول الحافة قد يسقط نحو عشرة سنتيمترات تقريبا خمس بوصات من المطر خلال شهر واحد. حتى أثناء صحو السماء تتساقط من قمم أشجار الغابة الممطرة قطرات لا نهاية لها من الماء.

والهواء في الأدغال يكون دائماً رطبا ومشبعا ببخار الماء، وسبب ذلك أن الخضرة الكثيفة تحجب الشمس والريح. لذا فليست هناك فرصة لتبخر الرطوبة.

وفي مثل هذه الظروف من الاحتفاظ بالسخونة تنمو الأشجار والنباتات بغزارة.

والمعدل السنوي لدرجة حرارة والغابات المطيرة، هو ۹۸۰ فهرنهايت. أي حوالي ۲۷م. ولكن الحرارة في وقت الظهيرة قد تتعدى ذلك بعدة درجات.

وقد تهبط درجات الحرارة أثناء الليل إلى 62 فهرنهايت (حوالي ۱۷م)، ولكن هذا لا يحدث كثيراً..

وعلى العكس من الاعتقاد الشائع لا تتميز المناطق الاستوائية بالنهايات القصوى لدرجات الحرارة. بل توجد هذه في المناطق الصحراوية، مثل صحراء كاليفورنيا، حيث قد تصل درجة الحرارة إلى ۱۳۰ فهرنهايت (حوالي 55م) في الظل.

اختراق الأدغال:

ويعتقد البعض أن من قبيل المستحيل على أي شخص أن يخترق الأدغال الاستوائية الضخمة. وهناك قصص عن أشخاص استعملوا المشت (منجل اسباني) ليشقوا طريقهم. ويصدق هذا بالفعل على كثير من الأماكن ولكن حيث بني النمو الأصلي للأشجار دون أي تدخل فليس هناك تشابك الأشجار الجديدة ونباتات الظل والشجيرات.