المعيشة في الأدغال:

مناطق الأدغال في العالم شاسعة، وبعض أجزائها بعيد عن المدنية. ولكي يعيش الشخص فيها يجب عليه أن يعلم بعض الحقائق الأساسية عن مناطق فال.

حينما تنتقل في الأدغال، يجب أن تتعلم كيف تجد الماء والطعام في مكان غريب عليك، وكيف توقد النار حيث يكون معظم الخشب مبتلا. وكيف تقيم مظلة واقية من ماء المطر من المواد الموجودة في متناول يدك. ويجب أن نتعلم كيف تجد طريقات خلال هذه المناطق الخالية من الأثر.

وقبل كل شيء يجب أن تفهم كيف تعتني ببدنك وتحتفظ بطاقتك. ومن المهم جدا الاستعداد آخذاً في الاعتبار جميع الاحتمالات لمواجهة أي طارئ. وما دمت قد أحطت علما بكل ما يمكن توقعه، فلن يبدو أي جزء من الأدغال مجهولا تماما أو مخيفا بالنسبة إليك.

وتعتمد المعيشة في الأدغال على سعة الحيلة، فلو أنك تزودت جيداً وعرفت القليل من القواعد الأساسية للمصنوعات الخشبية، لكانت فرصك في المعيشة رائعة. ولكن مناطق الأدغال ليست على وئام مع الإنسان. فمن الضروري أن تلم أيضا بتلك الأشياء المؤذية والخطيرة.

ولا ينبغي لأحد أن يجوس خلال الأدغال أو يطير فوقها دون أن يكون لديه الحد الأدنى من الأدوات والمعدات المناسبة.

ومن الضروريات الملابس الخفيفة، ومدية ذات غمد أو منجل، وبندقية وذخيرة، وشصوص (صنانير) صيد، وخيط، وأعواد ثقاب، موضوعة في صندوق لا ينفذ إليه الماء، ووشاح خفيف، ومنكلة "ناموسي"ة لا يزيد حجمها إذا طوتت على حجم منديل اليد.

الإتجاهات في الأدغال:

حيث إنه من المحتمل أن يضل الشخص طريقه دون أمل في أن يهتدي إليه حتى بعد خمس دقائق من تركه علامة مميزة، فيجب أن تحمل البوصلة دائمًا. ومن الممكن في المناطق المفتوحة أن تحدد اتجاهك خلال النهار بوساطة الشمس.

وأما في الليل فإن النجوم مرشدة أكيدة للاتجاه. ولكن في معظم أماكن الأدغال يكون السطح عند القمة كثيفا لدرجة يستحيل معها في أغلب الأحيان أن ترى الشمس أو النجوم. حتى ولو كنت سعيد الحظ تماماً بأن تكون لديك خريطة للمنطقة التي نقف فيها، فيجب عليك أن تحدد دائما مكانك بوساطة البوصلة، كما ينبغي أن نعرف كيف تحدده في جميع الأوقات.

نصائح التنقل في الأدغال والغابات:

ويجب أن تكون يقظا، فتفحص الأرض التي أمامك بكل عناية، وتقف وتنصت بين آونة وأخرى، وتتجنب التسرع وتستريح كثيراً.

فإن الشخص الذي يسرع الخطى في منطقة مرتفعة الحرارة والرطوبة سيكون أول من يستسلم للتعب. وخطوة منتظمة وثابتة تكون أكثر روية كسياسة عامة.

ولو فرض أن ضللت طريقك أو اتجاهك فإياك والقنوط. وحاول أن تتذكر طول المسافة منذ كنت متأكداً من مركزك. وحدد النقطة التي تقف فيها بعلامات على جهات الشجرة الأربع، بحيث يمكن رؤية العلامات من أي اتجاه.

وحينئذ يمكنك أن تبدأ في تتبع الطريق إلى الحاف، مع الثقة بأنك تستطيع دائما أن تجد النقطة التي بدأت منها. وباستثناء حالة الطوارئ فإياك أن تحاول التنقل في الأدغال أثناء الليل..

وكلما كان ذلك ممكنا فين الحكمة أن تتبع مجاري المياه والأنهار إذا كانت في نفس الاتجاه العام الذي تسلكه. وقرى الأهالي تقع بالقرب من ضفتي النهر، ومرات الحيوانات تؤدى دائما إليه. وحتى لو كلفك مجرى النهر سفراً يزيد بضعة أميال، فإن ذلك في النهاية سيوفر لك الوقت والجهد. وليس هناك من إرهاق أكثر من تحسس طريق يقطع المكان مارًا بأدغال متكاثفة.

وإذا كان النهر متسعا وعميقا وليس فيه شلالات فإن ركوب عائمات يعتبر طريقة نموذجيا للتنقل. وينمو الغاب. البامبو، بكميات وفيرة على طول ضفاف بعض مجاري الأنهار بالأدغال. وحيث إن «البامبو، مجوف وفي منتهى القوة، فإن شجرة الغاب هذه تطفو جيداً، ولا يلزم أن يكون «البامبو، جانا،. فالبامبو» الأخضر يطفو جيداً أيضاً.

وتجنب الأطراف العالية إذا كان ذلك ممكنا حينما تنتقل خلال أماكن الأدغال. فيحتمل أن تكون مغطاة بغابات من نخيل الراتان الشوكي، وهو نوع من النخيل المتسلق المزود بنتوءات حادة منحنية تشق وتمزق ثيابك. وحتى إذا كان معك منجل حاد فقد يكون من المستحيل أن تتحسس طريقا من غابات الراتان دون أن تعرقلك لدرجة اليأس.

وسيلازمك البعوض والقراد والعاق باستمرار، والوقاية الوحيدة ضدها هي أن تلبس النوع اللائق من الملابس. فلا ينبغي مطلقاً لبسي السراويل "البنطالونات القصيرة" في الأدغال.

بل يجب أن تكون السراويل خفيفة وطويلة، على أن تثني نهاياتها داخل فتحة الحذاء ذي الرقبة، وإذا تعلق حيوان "العلق" بأي جزء مكشوف من جسمك، فعليك بتقريب ثقاب مشتعل منه، وبذا تخفف هذه الآفة مسكتها وتسقط عنك.