الفهرس

 

الحياة البرية في أندونيسيا:

الحيوانات البرية في جزر الأدغال الأندونيسية مثيرة ومتنوعة. منها الطاووس الزاهي وغيره من الطيور غير المغردة ذات الريش الغريب. وهناك أكثر من مائة نوع مختلف من الثعابين، من بينها الثعبان الناشر الضخم، وحية الصخر، والكريت التي يخشي بأسها، وهنالك دبية العسل: والتيتل المراوغ المستوطن للملايو، والكركدن (الخرتيت) المستوطن لجاوة وبورنيو وسومطرة الشبيه لنوع وحيد القرن بالهند. والغزال الفئراني الصغير البهيج الذي يبلغ ارتفاعه قدماً واحدة، وهو مهم كأحد الألوان الشعبية.

النمور في أندونيسيا:

والنمور شائعة في غرب جاوة، وكذلك في بالي، وسومطرة، وهي حيوانات قوية سريعة القفز، ويمكنها أن تسدد ضربة قاضية بمخالبها الأمامية. ولونها الأسمر النحاسي المخطط بالأسود بعينها على الاختفاء ببراعة بالنسبة لنوع النباتات السائدة هناك. وهي تفترس عادة الحيوانات البرية مثل الغزال.

وعندما يصبح النمر سميناً كسولا فإنه يؤثر أن يستقر في مكان يتيح له الحصول على اللحم والماء بلا نصب، وهنا يعقد هدنة مع القرى حيث يقتل ثورة أو بقرة مرة كل خمسة أو ستة أيام. وهو لا يقفز فوق ظهر ضحيته كما يفعل النمر الأرقط، بل يقفز على صدر الفريسة ممسكاً بالرقبة من أسفل.

ويستهلك النمر في الغالب خمسين أو ستين رطلا من اللحم في أول ليلة. وبعد ذلك يأكل رقما شاء خلال النهار أو الليل حتى يجهز على الجثة بأكملها.

وأحياناً يصبح أحد النمور من أكلة لحوم البشر. وكثيراً ما تروع هذه الوحوش الي تهاجم ليلا القرى الداخلية. وهي تقضي على بعض الضحايا قبل أن يتكاتف الناس المرتاعون عليها لصيدها. ويبلغ معدل طول النمر كامل النمو حوالي ثلاثة أمتار من أنفه إلى قمة ذيله، ويزن من ۱۲۲ إلى 144 كيلوجراماً. (من ۲۷۰ إلى ۳۲۰ رطلا،

وللنمر الأرقط مستوطن الملايو علو مرعب أكثر من النمر العادي، فالنمر الأرقط يخفى نفسه بين أطراف الأشجار ثم يقفز دون إنذار أثناء مرور فريسته من أسفل. ومخالبة وأسنانه يمكن أن توقع أضراراً أكثر من الضرر الذي تحدثه مخالب وأسنان النمر العادي.

صيد النمور في أندونيسيا:

وللأهالي طريقة مبتكرة لصيد هذه القطط الكبيرة. فإنهم يستخدمون الدبق (مادة لزجة يصاد بها) وهي نوع من الغراء مصنوع من صمغ الشجر. ونشر الصياد الدبق على طول الطريق إلى مكان الماء ويغطيها بقليل من أوراق الأشجار. وبمجرد أن يضع النمر الأرقط قدمه في المادة اللزجة بصبح محنقا عديم الحول.

ويحاول بهوس أن يلعق أو ينزع الغراء من أقدامه. وكل ما يصل إليه هو أن يجعلها تغطي وجهه على هيئة طبقة تحجب عينيه. ويجلس ويزأر بغيظ، وفي هذه اللحظة يندفع الصياد إليه حاملا شوكته فيجهز على عدوه اللدود.

وبنفس هذه الطريقة تصاد الطيور والنسانيس أيضا بسهولة عن طريق نشر الدبق بطريقة فنية.

النمر الملبد :

وثمة حيوان آخر جميل من فصيلة القط هو النمر الملبد. ويسمى كذلك نسبة لفرائه ذي اللون البني المائل للرمادي، مع نقط طويلة غير منتظمة.

ولأهل الملايو اسم خاص يطلقونه على هذا المخلوق الجبار هو "ريموداهان" ومعناه نمر الأشجار.

وفي الحقيقة أن النمر الملبد يقضي معظم حياته على الغصون العليا حيث يتغذى بالطيور والحيوانات الثديية الصغيرة. وهو ينزل إلى الأرض بحثاً عن الماء، ولهذا السبب فهو لا يشكل خطراً كبيراً على الإنسان ماشيته.

ويضطر النمر الأرقط أحياناً إلى مقاتلة الحيوانات التي يسميها الأهالي ابابا - روزا. وهي خنازير الأدغال البرية السوداء. وقد يظن أن النمر الأرقط المراوغ الغلبة في مثل هذا الصراع، ولكن ليست هذه هي الحال دائماً.

فخنزير الأدغال البري سريع بدرجة لا تصدق. فسرعته الفائقة، ورأسه الكبير، وجلده السميك، وحوافره الحادة، وأنيابه، كلها أسلحة قوية.

وحينما تنتقل الخنازير البرية في قطعان فإن أي صياد عاقل يبتعد عنها.

الماشية البرية "بنتتج":

ويخشى الأهالي أيضاً الماشية البرية المسماة "بنتتج". نحاستا النظر والشم عندها حادتان، وهي تهاجم بسرعة فائقة وبغتة. ويجدر بصياد البنتتج أن يركز بصره على شجرة ليحتمي بها عند اللزوم.

مهربه الوحيد من هجوم مباشر هو أن ينتحى جانبا، أو يستلتقي ممدداً على وجهه وبدع الوحش يمر من فوقه. ذلك أن البنتتج من القصر بحيث إن قرونه لا يمكن أن تصل إلى شخص يستلقي ممدداً على الأرض.

وإذا لم يفقد الصياد وعيه بعد أول هجوم فإن في استطاعته القفز إلى الشجرة قبل أن يستطيع البنتتج أن يتحكم في سرعته. ولكن إذا قدر لهذا الوحش أن يمسك بضحيته فوق قرونه فمن المستحيل عليه الفرار.

القرود في أندونيسيا وإنسان الغاب:

توجد بإندونيسيا عدة أنواع مختلفة من القردة، ولكن القرد المعروف باسم "أورانج أوتان"، (إنسان الغابة) يوجد في بورنيو وسومطرة فقط. واسمه مشتق من لغة الملايو حيث إن كلمة أورانج تعني إنساناً، وأوتان معناها والذي يعيش في الغابات».

وهذا الحيوان يلي في الحجم الغوريلا الموجودة بأفريقيا. وحينما يقف يبلغ طوله قرابة المتر ونصف المتر وذراعاه الممتدتان تبلغان ما يزيد على المترين وربع المتر. وقوة هاتين الذراعين هائلة. فإن في استطاعة قرد بالغ النمو من فصيلة أورانج أوتان أن يثني ماسورة من الصلب قطرها سنتيمتر ونصف سنتيمتر بسهولة كما لو كانت مصنوعة من المطاط.

وهذا القرد لا يتنقل على الأرض أبداً إذا كان في استطاعته أن يتأرجح من شجرة إلى أخرى. وحيث إن بالأدغال أماكن قليلة مفتوحة فإنه يوجد عادة على الغصون العالية وهو يتأرجح لمسافات مذهلة.

حياة قرود حيوان الغاب:

وتعيش قرود الأورانج أوتان في مجموعات عائلية يتراوح عدد أفرادها بين 40 و50 قرداً. وأكبر وأقوى قرد يكون هو الرئيس. وتصنع هذه القردة مساكنها على قواعد من الفروع.

ويصيد الأهالى قرود الأورانج أونان باستعمال قاذفات المزاريق والسهام المسممة. وهذه الأسلحة تشبه تلك التي يستعملها الهنود بالأدغال البرازيلية.

النسانيس في أندونيسيا:

وأكثر أنواع النسانيس، في بورنيو غرابة هو المسمى «بالبوز»، وهي كلمة تعني منطقة الأنف. ونظراً لأن معظم «النسانيس، لا تكاد يكون لها أنف قط، فإن منظر «نسناس، البرز شيء غير عادي. فإن أنفه ضخم ولم يحدث أن اكتشف أحد الوظيفة المحددة لهذا الأنف بالنسبة للحيوان.

وثمة نوع آخر من "النسانيس"، الأكثر شيوعاً هو ونسناس، المكاك الخنزيرى الذيل. ونراه عادة في حدائق الحيوان. وهو يوجد أيضاً في الهند وبورما وشبه جزيرة الملايو وبورنيو وسومطرة، وكذلك في بعض أنحاء الصين واليابان. ويسمي بهذا الاسم نسبة إلى ذيله القصير الملتوي.

نسناس المكاك الحنزيري

وبعض أنواع المكاك ليس لها ذيل مطلقاً. وهذه الحيوانات تتسابق بين قمم الأشجار، في مجموعات كبيرة، وهي تغتذي بالحشرات والفواكه والعظاءات الصغيرة، وتستخدم خدودها المنتفخة كمخازن ممتازة للطعام الزائد على الحاجة.

ومن المستحيل ترويض بعض أنواع المكاك لتصبح حيوانات مدللة، ذلك لأنها شرسة مخيفة وتقاوم أي بوادر للصداقة.

الزواحف في الأدغال الأندونيسية:

ويقابل الغريب في الأدغال الإندونيسية أنواعاً وأصنافاً لا حصر لها من الزواحف. هذا عدا أن الثعابين والتماسيح في الأنهار أكثر عدداً وشراسة من تلك الموجودة في الأدغال البرازيلية، وهي تقصد الأماكن التي يغتسل فيها الناس أو يغسلون فيها ملابسهم، وفي الأماكن شديدة الازدحام بالناس تقتل المئات من الضحايا كل عام.

ويشار عادة إلى فيل الملايو وإندونيسيا باسم الفيل الهندي. والأصح أن يطلق عليه اسم الفيل الآسيوي، ذلك لأن مدى انتشاره يمتد من الهند إلى شبه جزيرة الملايو والجزر المتاخمة لها. والفيلة المستخدمة في حدائق الحيوان وملاعب الحيوانات تكون عادة من هذه السلالة الآسيوية، حيث يسهل جدا ترويضها أكثر من أبناء عمومتها الأفريقية البرية.

الفيلة في أندونيسيا:

والفيلة حيوانات نباتية. فقد يستهلك الفيل في اليوم الواحد ۱۷ كيلو جراماً من أوراق الشجر والحشائش. ولديه القدرة على شرب حوالي مائتي لتر من الماء في اليوم.

وهو يشعر أنه في موطنه سواء أكان في أكثر الأدغال غزارة أم في السهول الخضراء، ومنذ عدة أجيال والحكام الوطنيون بمتلف الجزر يصطادون هذه الحيوانات ويروضونها، وحتى عام ۱۹۲۹ كانت تستخدم في عملية النقل في الجيش الهولندي الهند الشرقية.

ويجلس السائق المسمى "ما هوت" على رقبة الفيل ويضغط بركبتيه على أذنيه. ودون أن يصدر عن الماهوت أي صوت يمكنه أن يوجه مطيته للتقدم إلى الأمام، أو الاتجاه يساراً أو يميناً، وأن يلتقط الأشياء، وأن يحبو أو يبرك.

وقد وضعه أحد العلماء المشهورين في المرتبة الثالثة بين العشرة الحيوانات البرية - الأكثر ذكاء، حيث لا يتفوق عليه سوى الشمبانزي والأورانج أوتان.

وإيقاع قطيع من الفيلة المتوحشة في الفخ شيء مروع وخطير. ولصنع الفخ تسحب مجموعة من الأشجار طول كل منها سبعة أمتار ونصف متر إلى المكان المحدد، وتغرس على عمق بعيد في الأرض.

وتحاط كل واحدة بأشجار أصغر تساعدها على تحمل الضغط المائل للقطيع المندفع. ويتخذ الفخ شكل دائرة تقريبا لها جناحان طويلان يتقابلان بالقرب من المدخل.

وبعد أن تحاط جميع الأعمدة جيداً تربط بعضها ببعض بحبال من الخيزران في قوة الأسلاك. وحينها ينتهي صنعها تبدو المصيدة كأنها جزء من الأدغال المحيطة بها.

إذا كان هناك قطيع من الفيلة على بعد ميلين فإن مهمة الصيادين مي دفع الحيوانات الضخمة إلى داخل المصيدة، ويقف رجال يسمون والقارعين، على هيئة خط طويل خلف القطيع وهم يحملون الطبول وغيرها من الآلات المحدثة للضوضاء. في بادئ الأمر يكونون في منتهى الهدوء. فلو توقعت الفيلة وجود الصيادين عن قرب لفر القطيع جميعه.

وحينئذ تعطي إشارة، فيقرع الرجال طبولهم، وتصم الحلبة الآذان، وتندفع الفيلة لتهرب من الزئير. ويقودها الطريق الوحيد إلى الفخ الرابض أمامها بالمرصاد وتزعق الوحوش الضخمة بحدة وقد رفعت خراطيمها إلى أعلى. ويدفعها القارعون إلى داخل الأدغال، في النهاية تقتحم الفيلة الطريق المؤدية إلى مدخل الفخ.

وعندما يطمئن الصيادون إلى أن آخر فيل قد وقع في الفخ، تنهار البوابة. وعندئذ بعلو طنين من الحوار والصخب يصان الآذان.

ثم تقطع فجوات صغيرة في البوص القائم بين الأعمدة بحيث يمكن سحب الفيلة الصغيرة من القطيع الأب. وتكون هذه الصغار عند ولادتها حوالي المتر في الارتفاع وتزن حوالي مائي رطل. ومن السهل تغذية هذه الصغار المفطومة وهي في حالة الأسر.

ويغمس أحد المدربين من الأهالي خرطوم الفيل الصغير الطفل في دلو ممتلئ باللبن الدافئ، ثم يثنى الخرطوم وبعيده إلى فم الصغير، وسرعان ما يتعلم الفيل إطعام نفسه بنفسه.

ولكن عملية فصل الفيلة البالغة المتوحشة أمر أكثر صعوبة، فحركة خاطئة واحدة من جانب الممرنين قد تعني حدوث مأساة. وفي بادئ الأمر تعطي الحيوانات قليلا من الطعام. لأن من الأسهل ترويضها حينما تكون جائعة.

وفي نفس الوقت تسحب أعمدة ضخمة إلى الأرض لتشكل جسراً على هيئة حرف v وتوضع داخله حزم من الطعام. وتوجه الفيلة الجائعة واحداً تلو الآخر في اتجاه حزم الطعام مباشرة. فتنكب على الطعام وحينئذ تسحب الأعمدة بعضها مع بعض عند القمة. ويمسك كل فيل بشدة من خلف الأذنين.

وتربط الحبال حول أقدامه وركبه وبذا لا يستطيع الحيوان الفرار.

ترويض الفيلة في أندونيسيا:

يبقى الفيل بعض الوقت في الدعامات، ثم يعهد به إلى ممرن خاص. ويحرص الممرن على أن يتغذى الحيوان جيداً ويغسل بالماء في فترات منتظمة، ويدعك ظهره، ومع المعاملة الطيبة يتلاشى عند الحيوان شعوره بالخوف من الإنسان بعد وقت قصير.

وعندما يسمح الفيل لممرنه بأن يجلس فوق رأسه، يطلق سراحه من الدعامات، وهو لا يزال مقيداً بشدة، وفي هذه اللحظة يقف اثنا عشر رجلا عن قرب للإيقاع بالفيل إذا هو حاول الإدبار.. وسرعان ما يتعلم أن يركع، وأن يستدير، وأن يتراجع، وأن يتقدم، ويصبح مولعة ولعاً شديداً بمدربه، وحينما يفك رباطه يبقى الفيل القوى وديعاً مطيعاً خلال حياته الطويلة.

وفي غابات شجر الساج في جاوة وبورما تروض بعض الفيلة على الإشراف على الفيلة الأخرى. وفي مصانع الخشب الكبيرة، تدحرج هذه الوحوش كتل خشب الساج في المكان المخصص لها حيث توجد المناشير. فيدفع فيلان برأسيهما كتل الخشب إلى أعلى على زلاقات مائلة نحملها إلى القاعدة، ويترأس فيل ثالث العملية.

ويدرك الفيل الرئيسي أن الكتلة يجب أن تتحرك على الزلاقات بكيفية معينة، وأن الفيلين الدافعين يجب أن يحافظا على التوقيت المضبوط. ويمسك الرئيس في خرطومه بسلسلة يستعملها مثل السوط. فإذا تباطأ أحد لدافعين في بذل المجهود فإن الرئيس بضربه بالسلسلة.

جاموس الماء (كارابو) : 

ويلي الفيل المتمرن جاموس الماء المسمى كارابو: باعتباره من دواب العمل الرئيسية في جزر الهند. وقرون الكارابو الضخمة تمتد لمسافة تصل إلى المترين. وجلده سميك وليس به مسام، لذا فليس في إمكانه أن يعرق، ولابد لهذا الوحش الضخم لكي يبرد جسمه كل يوم أن يتمرغ في الطين.

وبدون حمام الطين المرطب هذا يندفع الكارابو بهياج محدثة أضراراً جسيمة للأحياء والأشياء. وإذا أحسنت قيادة هذه الوحوش الضخمة يصبح من السهل على الأطفال الصغار الذين يعتنون بها توجيهها وقيادتها.

جاموس الماء في أندونيسيا

الطيور في أندونيسيا:

وتتجمع الطيور في كل مكان: طائر بلاشون عريض المنقار وطائر القراد، الذي يلازم الجاموس بأجنحته البيضاء، ودرج أرجاس الضخم الذي يجعل من المستحيل صيده لطيرانه السريع عبر الأدغال الكثيفة.

ويحتمل أن أنواع الحشرات في هذه المنطقة أكثر عدداً عنها في أي من مناطق العالم كله. فهناك حوالي 200 ألف نوع من الملايو وحدها. منها الخنفساء الماردة المسماة بيوبرستس.

وكما هي الحال في المناطق الاستوائية الأخرى فإن الحشرات أكثر فتكا بالإنسان من الحيوانات المفترسة. وأنهار الأدغال البطيئة تكون مرتعاً خصباً لطفيليات الأمراض.