غابة آتوري العملاقة الغامضة:

الذي يستهوي المسافر إلى الأدغال أكثر من مدن الأدغال ذاتها غابة آتوري الممطرة الكبيرة. ففي أعماقها الخضراء الغامضة تعيش الحيوانات المتوحشة، كما أن مستوطنيها يختلفون عن أي أناس آخرين في العالم..

الطريق من ستانلي قبل إلى بونا مثل النفق يخترق أشجار الغابة المحضرة العالية. وعلى طول الطريق يمكن رؤية نباتات الموز والطاع حيث تنمو في موطنها. وكذلك أشجار الأرز كل حين. وبعد الأميال القليلة الأولى يصبح الطريق مبتلاً وممتلئا بالنقر والأخاديد التي سببتها الأمطار السابقة.

وعلى الرغم من أن غابة آتوري تعرف بأنها غابة ممطرة، فمن النادر أن يتساقط المطر هناك طوال النهار أو طوال الليل.

فقد ينهمر المطر لمدة ساعة أو نحو ذلك في أيام متبادلة، ويحدث هذا عادة نحو الساعة الرابعة أو الخامسة من بعد الظهر. وشهر أبريل ونوفمبرهما أكثر أشهر السنة أمطاراً.

أشجار غابة أتوري:

وتبرز الأشجار الضخمة العارية من الفروع حتى تمنها تقريبا فوق المستوى الأسفل للنباتات. وهناك أنواع شتى من أشجار السنط التي تبدو إلى حد ما مثل المظلات الضخمة المنبسطة القمة تحملها أيد طوال. وهناك ايضا أشجار البوباب التي يسميها الأهالى " خبز النسانيس". ولهذه الشجرة الشاهقة جذع ضخم، كما أن قلفها الغليظ يحميها تماما ضد تبخر الماء في الموسم الجاف.

ويوجد في كل مكان أشجار الماهوجنى النفيسة وأشجار المبالي الفاخرة. وغالبا ما يكون قطر جذع شجرة لمبالى 6 أمتار وعشرين قدما، وخشبها يشبه خشب شجرة البلوط.

وآثار أقدام الفيلة في الطريق تذكر المسافر بأن المكان بعيد جدا عن المدينة.

وليست هناك معابر على الطريق الرئيسية في هذه الأدغال. ولا بد من اجتياز الأنهار بوساطة عوامات، وهي عبارة عن قواعد مبنية بالعرض على ما يقرب من سنة زوارق.

وعندما يدخل شخص غريب الغابة الضخمة فإنه يحس فجأة بانقطاع صلته عن بقية العالم. فهناك على كل جانب أشجار حية وميتة وأخرى على شاك الموت. وباستثناء المناطق التي أزيلت منها الحفرة بالحرق أو القطيع قد يقضي الإنسان طوال حياته في غابة آتوري ولا يرى مطلقا لأبعد من عشرين ياردة.

ذبابة التسي تسي:

ولحسن الحظ يتمتع هذا الجزء من الأدغال بتصريف جيد للمياه، لذلك فليست الأوبئة الحشرية مصدر إزعاج. ويوجد القليل من البعوض، ولا يوجد بها "القراد"، الخطير الذي يتغذى ليلا وينقل مرض الحمى الراجعة. ولكن ذبابة تسي تسي الناقلة لمرض النوم موجودة في كل مكان.

ويبلغ طول جسم ذبابة تسي تسي حوالي ستة مليمترات. ومن بين ثلاثين نوعا من هذا الذباب أو أكثر من ذلك فإن أربعة أو خمسة منها نقط هي التي تنقل العدوى القاتلة. ويسير الأهالي من الحمالين دائما في صف واحد. ويحمل كل منهم غصنا مورقا لينفض به أية ذبابة قد تقف على الظهر العاري للرجل الذي يسير أمامه.

وعندما تمتص الذبابة دم فريستها ينتفخ بطنها. وحينها تمتلئ بالطعام تبدأ في الطنين. وينبه هذا الإنذار الطفيف ضحينها، ولكن الإصابة تكون قد وقعت فعلا.

وقد قتل مئات وآلاف الأهالي وبعض الأوربيين أيضا بسبب هذه الذبابة المخيفة. ويحكي المسافرون أنهم وصلوا إلى قرية خالية حيث هلك جميع سكانها بمرض النوم. والممر المفروش بالمواد العضوية الذي يخترق الأدغال يجعل المرور زلقا.

حيوان أوكابي:

ويكون المسافر محظوظا لو تصادف أن رأى أكثر أنواع الحيوانات الأفريقية وداعة وندرة ألا وهو حيوان أوكابي. وهو حيوان على صلة بعيدة بالزرافة.

ولكن الزرافة تعيش في مناطق السهول المفتوحة. وبالنسبة لتأثير ظروف الأدغال فإن حيوان أوكابي يختلف اختلافا كبيراً عن أبناء عمومته طويلة الرقبة.

وهو يقرب من حجم الحمار الكبير، ولون جسمه يغلب عليه البني الداكن المخضب بالأرجواني. والأرجل مخططة باللونين الأبيض والأسود، وأنفه يشبه الحنك والبوزه. وللذكور قرون صغيرة مغطاة بالجلد ومدببة.

والأوكابي مثل الزرافة لا يمكنه أن يصدر صوتا. ويعتبر لحمه من أشهى الأطعمة في الأدغال.

الفيلة:

وفي غابة آتوري أيضا تسنح الفرصة دائمًا لمقابلة قطيع من الفيلة. ويختلف الفيل الأفريقي في عدة نواح عن قريبه الأسيوى. فإن أكتافه أعلى، وشكل جمجمته أقرب إلى شكل القبة، وأنيابه أثقل وزنا وذوات نهايات متجهة للخارج ولكن الاختلاف بين النوعين يبدو في حجم الأذنين. فأذنا الحيوان الأفريقي ضخمتان. وحينما ينزعج أو برتاب في شيء، فإنه يرفرف بهما للخلف والأمام مثل الأجنحة الضخمة.

ويقال أحيانا إن من غير الممكن استئناس فيل الكونغو، ولكن ذلك ليس حقيقيا، فمنذ عام ۱۹۰۰ أمكن تمرين الفيلة في المزرعة المسماة جانجليا - نو- بوديو. ويستغرق التمرين مدة تصل إلى عشر سنوات مع اتباع خطة معينة بكل عناية. وللشركة التي تقوم بتأجير هذه الحيوانات العاملة نظم صارمة للعمل على صالحها. فلا يجب ألا يعمل الفيل في الصباح الممطر.

ويجب أن يعود كل حيوان إلى مسكنه في الساعة الواحدة ظهراً، لكي يكون لديه وقت كاف للغداء والراحة والاستحمام. وحيث إن السماء تمطر كل يوم تقريبا في عدة أنحاء من الكونغو، فإن الفيل العامل يلي حياة مترفة بعض الشيء.

والعدو الوحيد للفيل هو الإنسان. فقبل أن يأتي الصيادون الأوربيون إلى أفريقيا، كان هذا الوحش الضخم يقطن السهول كما كان يقطن الغابات. أما في يومنا هذا فإنه يميل إلى البقاء في حماية الأدغال، حيث تقل المخاطرة بوقوعه في الأسر أو بموته بالقذائف.

الفيل القزم الصغير:

وفي أعماق غابة آتورى يعيش الفيل القزم الصغير. وهو صورة مصغرة القريبة الماموث (فيل منقرض) وأذنا القزم صغيرتان ومستديرتان، بخلاف أذني الفيلة الأخرى، وقد روى أحد هذه المخلوقات في الأسر المرة الأولى في حديقة حيوان برونكس بنيويورك. وكان هذا الحيوان الأسير معظم الوقت وديعا حسن الطباع. ولكنه كان أحيانا ينغمس في ثورة غضب.

وحينئذ يبتعد حراسه تماما عن متناول أنيابه الصغيرة المؤذية. ولسنا نعرف الكثير عن حياة وعادات هذا الحيوان نظراً لأنه يقطن أكثر مناطق الأدغال غزارة في أفريقيا كلها.

فرس البحر:

ويلى الفيل بين حيوانات البر في الضخامة فرس البحر، ومع ذلك فإنه يشعر براحة أكثر عندما ينزل إلى الماء ويقضي معظم وقته فيه. وجسمه الضخم الذي يشبه البرميل محمول على أرجل قصيرة ممتلئة. وفمه الضخم يحمل صفوفا كثيرة من الأسنان. وطوال حياة الحيوان، تنمو هذه الأسنان باستمرار، ولكن حيث إن أطرافها تحتك بانتظام بعضها مع بعض، فإنها تبقى بنفسي الطول.

وأذنا الوحش الضخم صغيرتان وفتحتا أنفه بأعلى نقطة من حنكه (بوزه)، وحينها يطفو فرس النهر في الماء تكون لديه القدرة على أن يرى ويسمع وبتنفس بينما يكون أقل قدر من جسمه ظاهراً فوق الماء. وحينما يغطس فإن في استطاعته أن يغلق أذنيه وفتحتى أنفه ليمنع دخول الماء فيها.

فرس البحر في أدغال أفريقيا

اصطياد فرس البحر:

ويصطاد الأهالي الأفريقيون فرس البحر خلال الموسم المفتوح في مواقع من النهر ليس بها مكان لاختباء الفريسة. ويبقى الوحش الضخم عادة في نقطة واحدة لعدة ساعات. ويسمح لنفسه بأن يغطس إلى القاع. ويطفو إلى السطح من وقت إلى آخر للتنفس. ويتقدم الصيادون باحتراس في زوارقهم. وفي كل مرة يغطس الحيوان يتحركون نحوه.

ويستعد رئيس الصيادين لشهر حربته. ولهذا السلاح طرف حاد وتتصل به عدة باردات من السلك القوى ربطت به عوامة خشبية. وحين يظهر الحيوان أذنيه تغمد الحربة عميقا بين كتفيه فيثب فرس النهر خارج الماء ثم يغطس فجاة وتطفو العوامة إلى السطح، ولكن لا يكون هناك أي شيء ظاهر من الحربة التي سرعان ما تغوص في جسم الحيوان.

وتحرك الضحية تحت الماء بأقصى سرعة. ويتبع الصيادون بانفعال اتجاه العوامة، وفجاة ببطؤ الحيوان، وتوقف العوامة، ويرتفع الوحش إلى أعلى، فتغمد فيه حربتان أخربان قبل أن يتاح له الوقت للتنفس.

وهنا يستدير الوحش خائر القوى وهو ينزف من هذه الجروح ليهاجم معذبيه ويفور الماء في ثوران، ولكن يكون الصيادون في منتهى السرعة. وبكل مهارة يتجنبون هجمات الحيوان الثائر ويسددون إليه الضربة القاضية. ويقام عيد كبير في القرية مساء ذلك اليوم.

فرس البحر القزم :

ومن الاستكشافات الحديثة نوعا ما بالأدغال فرس البحر القزم. فمنذ سنوات عدة اصطيد ثلاثة منها ونقلت إلى حديقة حيوان برونز.

وحتى ذلك الوقت لم يكن أحد يعلم بوجود هذه المخلوقات الصغيرة العجيبة باستثناء الوطنيين الأفريقيين. ويزن فرس البحر القزم عندما يكتمل نموه ثلاثمائة رطل فقط. ويصل وزن قريبه الأكبر إلى أربعة أطنان.

خنزير الغابة :

خنزير الغابة الضخم لم يكن معروفا هو الآخر للعالم الخارجي حتى وقت حديث نسبيا. ويبلغ مدى انتشاره من شرق أفريقيا حتى الكونغو، وقد عثر عليه في أماكن يبلغ ارتفاعها ۳۰۰۰ متر ، على منحدرات جبل كينيا. وهو وحش قوي، ذو أشواك غليظة سوداء، ويبلغ طوله ۱۸۰ سم تقريبا. وأقدام،. وأنيابه الضخمة المنحنية إلى أعلى تجعل منه عدوا خطيرا. وخنازير الغابة تنتقل في جماعات مخترقة طرقا من الخضرة البالية في أكثف المناطق ذات النموات الواطية، والصيادون الشجعان فقط هم الذين يجرؤون على مهاجمتها محرابهم.

والأسود الأفريقية ليست من حيوانات الأدغال. فهي تعيش وتصطاد في مناطق السهول المفتوحة فقط. ولكن النمر الأرقط تلائمه مناطق السهول والتلال الصخرية والأماكن العميقة في الأدغال. وهو بعكس الأسد وحش انفرادي. ويندر أن ينتقل في صحبة أخر. وإذا جرح نمر أرقط فإنه يقاتل حتى النهاية، بغض النظر عن فرصه المتعددة للهروب. ولون النمر الأرقط مميز وواضح عندما يشاهد في قفص. ومع ذلك فإنه يتألف بدرجة كبيرة مع البيئة الطبيعية للحيوان بحيث يكون من الصعب رؤيته. وتفضل النمور المرقطة أن تأكل والنسانيس، والبابون والغزال والصغير. ومع هذا فإنها لا ترفض تذوق اللحم الآدمي.

الجاموس الأفريقي:

والجاموس الأفريقي من بين أخطر حيوانات الصيد الكبيرة، سواء في ذلك الجاموس الأحمر الصغير بالأدغال أو الجاموس الأسود الأكبر بمناطق السهول. وحينما يهاجم الجاموس صياداً ويشرع في قتله، فإنه لا يتركه ما دام هناك أي مظهر للحياة في فريسته.

الغوريلا:

ولعل الغوريلا من أكثر حيوانات هذه المنطقة متعة. فهذا القرد الضخم الذي يشبه الإنسان يعيش في الأدغال المنخفضة من الكونغو. وعلى الحدود الشرقية للمناطق الجبلية. ولا تقارن قوة بني الإنسان بقوة هذه القردة الضخمة حينما يكتمل نموها.

وأوجه الغوريلا جبهة صغيرة وحاجبان معلقان وعينان حمراوان متقاربتان، والأنف أفطس، وله فتحتان كبيرتان، ويبدو الرأس الضخم وكأنه يرتكز دون رقبة مباشرة بين الكتفين الكبيرتين. وللحيوان قفص صدري يشبه البرميل.

ذراعان طويلتان غاية الطول. ورجلان قصيرتان غلظتان ولكنهما قويتان.

الغوريلا الأفريقية لا تهاجم من تلقاء نفسها

وتبدو الغوريلا شرسة متوحشة. ولكنها لا تهاجم أبدا الحيوانات الأخرى التفترسها. فهي تتغذى بأوراق النبات والتوت وجذور النبات. وهي لا تهاجم إنسانا إلا إذا استفزها، أو دفاعا عن صغارها. والغوريلا حيوان وديع. وإذا أغضبت أو أزعجت فإنها تطرق صدرها القرى. وينتقل الصوت المسافة بعيدة مثل دقة طبلة غريبة. وعلى الرغم من أن في إمكانها الوقوف منتصبة مثل الإنسان فإن هذا القرد يمشي على أربع في مجموعات عائلية. ولا تبني الغوريلا مأوى لها.

ولكنها تهيئ أماكن للنوم بأن تحفر دائرة في الأرض وتبطنها بأوراق النبات وأكثر أنواع القرود شبها بالغوريلا من حيث الروعة هو الشمبانزي.

الشمبانزي:

وهو يوجد فقط في أدغال أواسط أفريقيا. والشمبانزي من بين أكثر أنواع الحيوانات ذكاء. وغالبا ما نراه في الملعب والسيرك، بركب الدراجات، ويلعب بالكرة ويقوم بحركات بهلوانية. وهو يأتي بأفعال من الغريب أن فيها مهارة الإنسان.

ويزن الحيوان البالغ في المتوسط حوالي 67 كيلوجراما ۱۰۰۰ رطلا، وحينها يقف يبلغ طوله ۱۰۰ سم وأقدام، ولذراعيه الطويلتين ويديه قوة كبيرة.

والشمبانزي مثل الغوريلا تنتقل في جماعات في موطنها من الأدغال. وهي بخلاف الغوريلا تبني قواعد بين الأشجار للنوم. وكثيراً ما استخدم العلماء الشمبانزي لدراسة وعلاج أمراض الإنسان.

النسانيس:

وتعيش في غابة آتوري أنواع شتى من "النسانيس"، وأكثرها شيوعا هو الإبلنج. ويوجد هناك ما يزيد على سبعين صنفا من هذا الحيوان الصغير البهيج ذيل الإبلنج الطويل الرفيع لا يستطيع التعلق بالأشياء، ولكن أصابعه قوية صلبة. وهو ممتلىء مرحا مثل الجرو اللعوب. وترى الإبلنج أحيانا في شوارع استانلي قيل، مع أصحابها من الأهالى الذين يدربونها على استجداء النقود.

وتعيش "النسانيس" في جماعات كبيرة. وهي تنتقل غالبا مرتفعة بين الأشجار تحت إمرة إبلنج أكبر سنا، يتصرف مثل الأب الصارم.

نسناس الجريزا:

ولعل أكثر الحيوانات التي تقطن الأشجار الإفريقية جمالا هو "نسناس الجريزا"، وهذا «النسناس، متوسط الحجم مميز بشعره الطويل الأسود اللامع. وتنحدر على ظهره عباءة تشبه والحرملة، من الشعر الأبيض الناصع. ويستعمل الأفريقيون المقاتلون فروة "نسناس الجريزا" في صنع أغطية الرأس جميلة المنظر.

ومنذ سنوات غير بعيدة، كان نفس نوع الفراء وموضة، في أمريكا على شكل حلية كلفة، لقبعات وفساتين السيدات. وحيوان الحريزا هو من أكثر أنواع النسانيس، المدللة حظوة. ويعزى ذلك إلى مظهره الجميل وصفاته الطيبة.

الأفاعي والثعابين (الحنفش):

وكما هي الحال في غالبية المناطق الاستوائية، تحتوي الأدغال الأفريقية عدة أنواع من الأفاعي السامة، ويفوقها جميعا حية الحنفش - وهي زاحف بطيء غليظ الجسم - بخرج عادة من مكمنه عند الغروب.

والمعروف أن من تعضه هذه الحية يموت خلال عشرين دقيقة. وبخلاف غالبية أنواع الأفاعي، لا نضع هذه الأفعى بيضا، ولكنها تلد أفاعي حية صغيرة.

ثعبان المامبا:

ويخشى الوطنيون الأفريقيون كثيراً ثعبان المامبا الأسود، فهذا الثعبان الأهيف ينتمي إلى فصيلة الكوبرا. وعلى الرغم من أن لونه بصير أسود عندما يكبر فإن له لونا يميل إلى الخضرة، وهو حديث السن. وحينما يلتف حول غصن شجرة بين الأوراق فإنه يكاد يختفي تماما عن الأعين.

حية الجابون:

ونوع آخر من الثعابين الخطرة: حية الجابون وجسمها في غلظ ذراع، الإنسان، ورأسها في مثل كبر حجم قبضته. وهي مميزة بوضوح بنقط حمراء وزرقاء. وهذا النوع الذي ينتمي إلى فصيلة حية الحنفش يفرز خليطا من السموم التي تقتل الفريسة بشل الجهاز العصبي ومحق كرات الدم الحمراء.

الثعبان الباصق:

والثعبان المسمى باسم "الثعبان الباصق"، يمكنه قذف سمه لمسافة أمتار. وهذا السم غير مؤذ إذا وقع على جلد الشخص. ولكن لو أنه وصل إلى العين لسبب التهابا حادا قد يؤدي إلى العمى. وهذا النوع ينتمي إلى فصيلة الكوبرا.

وثعبان آخر يجب الاحتراس منه هو الحية القرناء. ومن النادر أن يزيد طولها على تسعين سنتيمتراً ۳۰ أقدام، والأصل في اسمها هو البروزات القشرية الصلبة جدا التي تبرز مثل القرون على مقدمة رأسها المفلطح المثلث.

وتوجد الحية القرناء بوجه عام بالقرب من الماء لأنها سابحة ماهرة، ومن الصعب جدا رؤيتها عندما تقف على نباتات متعفنة، وحينما تزعج أو تستفز فإنها تضرب بسرعة مذهلة.

ولحسن الحظ أن في استطاعة الإنسان المعيشة وقتًا طويلا في الأدغال الأفريقية دون أن يقابله أي من هذه الثعابين القاتلة. فغالبيتها تلوذ بالفرار عند رؤية الإنسان.