المحتويات

شجرة المنجروف:

إن شجرة المنجروف المرتكزة على جذورها الشبيهة بالأرجل الطويلة هي النبات السائد المُميَّز لهذه المنطقة "أدغال أندونيسيا" على طول الشاطئ، وهي تنمو في أحزمة سميكة مشابكة.

وهي نبات عجيب، يشبه نبات الرند ذا الأوراق الصغيرة، وتمتد سيقانه في الماء. وهي تترعرع في التربة التي يغطيها المد. وتتكون «البادرات» على الشجرة نفسها وتتساقط مثل الإبر في الطينة السوداء.

وهنا تمتد جذورها في ظرف ساعات معدودة. ويبدو خشب الشجرة مثل خشب الماهوجني الممتاز الأحمر القاتم، وله حبة سارة حسنة الشكل. ومنذ قرون عدة يستعمل أهالي الملاير خشب شجرة المنجروف في إنتاج الفحم المستعمل للطهي.

نخيل نيبا : 

ويكثر نخيل نيبا حيث تكون مستنقعات المنجروف شديدة الغزارة.

ونخيل نيبا له جذور تصل إلى أعماق بعيدة وأوراقه الخضراء الفاتحة تتباين مع ظلمة نباتات المستنقع، والساق قصيرة لدرجة تبدو معها الأوراق كانها تخرج من الطين. ومن هذه الشجرة بصنع الوطنيون الأقفاص وأثاث المنزل وسقوف مساكنهم.

وتمتد أدغال إندونيسيا بمثابة شريط من الحفرة على امتداد الشاطئ إلى ارتفاع ۱۰۰۰ متر50000 قدم، فوق سطح البحر.

نخيل راتان ونبات الكروم:

وعند قاعدة الجبال نرى لأول مرة نخيل راتان. وفوقه تتسلق الكروم التي قد يبلغ طولها أكثر من ۱۹۸ متراً ۲۲۰۰ باردة، ولها أشواك تمتد مثل مانعات الصواعق. وخلال موسم تزهيرها تضيف هذه المتسلقات عدة نقط زاهية اللون إلى الحضرة العادية.

ومعظم النورات في الأدغال لا ترى من الأرض نظراً لأنها تتفتح في الضوء فوق مستوى الأوراق.

أزهار الأوركيد:

وحتي أزهار الأوركيد هنا تكون صغيرة وقائمة. وليس من بين الفواكه البرية هنا ما يمكن مقارنته من حيث المذاق بفواكه المناطق المعتدلة مثل التوت والشليك.

ويبدو أن الحرارة الشديدة والرطوبة الأبدية تستنزفان النكهة والشذا من الثمار والأزهار.

وإن المرء ليرى هنا وهناك مجموعات فخمة من شجر الكافور الثمين. ثم يرى تباعا على أبعاد متفاوتة شجرة وارانجن الشهيرة، وهي شجرة يقدسها الأهالي هناك. وأكثر الأورانجن شهرة تنمو في جزيرة بالي، حيث تغطى الشجرة الواحدة مساحة تزيد على فدان ونصف فدان.

أشجار النخيل و البامبو في أندونيسيا:

ويوجد بإندونيسيا ۱۰۰ نوعا من شجر النخيل على الأقل.. ومن أكثر الأنواع فائدة نخيل الساج، فالجزء الداخلي اللين منها يزود الأهالي (وخاصة الموجودين بغينيا الجديدة) بغذائهم الرئيسي.

والبامبو - في غابات مفتخرة منه - يصل إلى ارتفاع ۳۹ متراً ۱۳۰۰ قدمًا، ويشكل مجموعات رائعة. ويتفاوت لون أوراقه من الأخضر الفاتح إلى الأصفر القائم.

وهذه الشجرة العشبية تحب الضوء. وفي سبيله تتسلق أكثر المنحدرات ميلا، وعلى الأخص في جبال سومطرة، ويمتص البامبو كميات هائلة من الماء من التربة وينمو بسرعة فائقة. ومنافع هذه الشجرة المهولة متعددة.

فمنها يصنع هيكل وأرضية وجدران مساكن الأهالي. وتستعمل أجزاء منها كأنابيب ماء أو أوان للطعام.

تصنع بعض المنازل من البامبو في أدغال أندونيسيا

وبعض الصناع المهرة يحولونها إلى أقفاص طيور ذات رسوم غريبة الشكل. ويمكن استعمالها كأطواف تبلغ حجما كبيراً بحيث تنتقل فيها أسرة كاملة، كما أنها تصنع على هيئة شظايا رقيقة يمكن تشكيلها بمثابة مزارق مدية. ويعتبر البامبو أكثر أشجار جزر الهند أهمية.

وكلما زاد ارتفاع أرض الأدغال بانتظام على جوانب الجبال، اختفت أنواع معينة من الأشجار، وحلت مكانها أنواع أخرى.

فبعض أنواع الأشجار المخروطية تصل إلى ارتفاع حوالي سبعين متراً، وهي في سومطرة وبورنيو تكون أكثر من 50٪ من أرض الأدغال المرتفعة.

وقد جلبت هذه الأشجار في بادئ الأمر من جبال الهمالايا. وزحفت إلى جزر الهند الشرقية حيث اختلطت مع أشجار الكازورينا المجلوبة من أستراليا.

نبات الحرة الغريب:

وعلى المنحدرات المنخفضة بغرب إندونيسيا تحتوي الغابة أيضًا نبات الحرة الغريب، بأوراقه التي تقفل مثل القماقم الكبيرة ذات الأغطية.

وكلما تسلق المرء إلى أعلى وجد أن النباتات المزهرة قد أصبحت أكثر عدداً. وبعض الأزهار مثل الشقيق والبنفسج عديم الرائحة مشابهة للأزهار التي تنمو في المناطق المعتدلة.

وأكبر غابات شجر الساج بإندونيسيا موجودة في منطقة جاوة. ويعتقد بعض الناس أن هذه الشجرة الثمينة قد استجلبها المستعمرون الهنود من الهند الصينية إلى جاوة.

ولقد استمر قطع أشجار الساج البرية منذ ما يزيد على نصف قرن. ولكن أشجاراً جديدة زرعت في أماكنها.

وتبدو غابات الساج، مع ذلك مفتوحة وعلى وتيرة واحدة. وبها القليل من الكروم، أو الحشرات، أو الطيور.

شجرة التين الخانقة:

ومن أكثر الأشجار غرابة بغابة إندونيسيا الشجرة المسماة شجرة التين الخانقة وتبدأ بذورها في النمو على الأشجار العالية بعيداً عن سطح الأرض.

وتتحول البادرة بسرعة إلى جذع غليظ برسل جذوراً إلى أسفل في الهواء. وبعض هذه الجذور تتعلق بجذع الشجرة العائلة. والبعض الآخر يمتد إلى الخارج في الهواء، وفي النهاية تصل الجذور إلى التربة حيث تمسك فيها بقوة.

وهناك تتضاعف حتى يصبح جذع الشجرة العائلة محاطا بشبكة خشبية قوية. وفي نفس الوقت تصبح قمة شجرة التين كبيرة ومتلئة.

وبعد مضي الوقت تموت الشجرة العائلة. أي أنها تختنق حتى الموت بفعل بادراتها ذاتها، وهذا يترك شجرة التين الخانقة على هيئة شجرة مجوفة في هيكلها ذاته.

وهي غالبا شجرة كبيرة جدا وقد تصل إلى أعلى مستوى في النمو بالأدغال الإندونيسية.

شجرة الكابوك:

وثمة نوع من أشجار الأدغال الإندونيسية يبدو أنه سيكون له مستقبل زاهر هو شجر الكابوك. وتنمو أشجار الكابوك حتى يصل ارتفاعها إلى حوالي خمسة وثلاثين متراً "مائة قدم"، وتمتد فروعها في غير انتظام عمودية على جذوعها.

وأشجار جزر الهند هذه تنتج تسعة أعشار حاجة العالم من خشب الكابوك، ويحصد الناس بذورها قبل أن تنبثق مباشرة، ثم تفصل الألياف الحريرية من البذور الصغيرة السوداء باليد.

خشب الكابوك يمتص الصوت ويقاوم الماء. وحينها بطفو يحمل ثلاثين ضعفا من وزنه، وهو يستعمل كمادة عازلة ولملء الوسادات.