المحتويات

 

حياة الحيوانات في الغابة:

في الأدغال البرازيلية وعلى غرار حياة نباتات الغابة المطيرة، فإن حياة الحيوان تقوم أيضاً على مستويات مميزة واضحة المعالم.

فعلى ذروة الغصون تعيش الببغاوات والماكو  (ببغاء أمريكية طويلة الديل). وعدد لا يستهان به من أنواع الطيور الأخرى، وفي مستوى أدنى من ذلك توجد طيور الطنجر والعصافير والطيور الصداحة.

وبين أدنى الغصون توجد الطيور الأثقل وزنا مثل طيور كوراسو والطيور ذات القبعة، وناقرات الخشب ذوات المنقار العاجي. وعلى الأرض ذاتها توجد الطيور المرعة: طيور المليحة والأنيس ونينامو.

لذوات الأربع أيضاً مناطق خاصة بها، فعلى قمم الأشجار توجد للنسايس والسناجب.

وفي المستوى الثاني توجد حيوانات الكسلان وأبو سوم والقنافذ طويلة الذنب. وبين الغصون السفلية توجد حيوانات القوطي والكنكاجو والقطط الأصغر حجماً.

وفي المستوى الأرضى توجد النمور الأمريكية والبيومة من اللواح الأمريكية) والخنازير الأمريكية والسناد (حيوان من الأناعيم) وأكلات النمل والدويرعات (حيوان من الدرداوات).

وكما هي الحال في كل مكان من الغابات المطيرة توجد عدة أشكال من الحيوانات الماردة. فحيوان الكابيبارا الذي ينتمي إلى فصيلة القوارض يبلغ في حجمه حجم الماشية، ويزن أربعين كيلوجراما تقريبا.

العناكب الضخمة في الأدغال:

وهناك عنكبوت يبلغ من الضخامة حداً يمكنه من اصطياد طائر. والنطاط الأحمر في حجم العصفور. ونمل توكانديرو يزيد على خمس سنتيمترات "بوصتين"، في الطول، ويحتمل أن تنتج عن قرصته حمى قد تكون قاتلة.

آكل النمل المارد:

وآكل النمل المارد بالغابات المطيرة يبلغ طوله من أنفه إلى نهاية ذيله مترين وعشرة سنتيمترات وسبع أقدام، وعندما يقف منتصبا يفرق في طوله رجلا طويل القامة وأقدامه الأمامية مزودة بمخالب قوية منحنية يمكنها أن تقطع في تل من تلول النمل بنفس السهولة كما لو كان قالبا من الزبد.

وفم هذا القارض يزيد قليلا على ثقب صغير يقع في نهاية بوزه. ومنه يندفع لسان طوله أكثر من نصف متر يرعى بين النمل المنتشر في سرعة البرق. وحينما يتملك آكل النمل الغضب فإنه يصبح عدوا لدوداً، ومن المعروف أنه يقتل النمر الأمريكي بسحق هذا الحيوان الذي يفوقه ضخامة بأذرعه القوية ويقطعه إرباً إربًا بمخالبة.

آكل النمل الحريري:

وأقرب الحيوانات شبها بمارد الأدغال هذا هو آكل النمل الحريري. ولهذا المخلوق الصغير جسم طوله خمسة عشر سنتيمتراً وست بوصات.. وهو يتأرجح من غصن إلى غصن مستخدما ذيله وكأنه بد إضافية.

حيوان السناد:

والسناد من أكثر حيوانات الغابة المطيرة إدهاشاً. فهو يزن عشرات الكيلوجرامات وجسمه يشبه جسم الخنزير. وله بوز قصير يشبه بوز الفيل وأعين صغار قصيرة النظر. وله معرفة تشبه معرفة الفرس. وكل من قدميه الأماميتين مزودة بثلاث أصابع والخلفيتين بأربع أصابع. والسناد حيوان نباتي يغتني بالنباتات الوارفة التي تحد الأنهار والبحيرات، ولحم هذا الحيوان الغريب عندما يكون «طازجا، من أطرى لحوم حيوانات الأدغال وألزها مذاقا.

النمور الأمريكية :

والنمور الأمريكية وحيوانات البومة التي تعيش في الغابات المطيرة البرازيلية أكبر حجماً من أترابها التابعة لنفس نوعها. وعلى عكس غالبية أنواع فصيلة القطط يبدو أن النمور الأمريكية تستمتع بالماء فعلا. وهي تصيد السمك من المياه الضحلة للنهر. وهو غذاء محبب إليها، وعلى الرغم من أنها صائدة جريئة وفاجرة فقلما تهاجم إنسانا مالم يتحرش بها.

الزنابير السوداء وجيوش النمل وقطعان الخنازير!

وهناك ثلاثة أشياء يخشاها كثيرا سكان الأدغال، وهي الزنابير السوداء الكبيرة، والجيوش الزاحفة من جنود النمل، والقطعان الضخمة من الخنازير الأمريكية بيضاء الشفاه، وهذه الأخيرة بلا شك هي الأكثر خطورة على أي مخلوق تلقاه دون حراسة.

على أن الخنازير الأمريكية هزيلة، وهي ذات لون رمادي مشوب باللون الأسود، وظهرها مثل حد الموسى، ولها أنياب مقوسة. وهي تبدو فعلا مثل الخنازير نصف البرية حتى تتحرك. وتجمع القطيع يحدث تصفا تواده حوافرها، واحتكاك أنيابها، وتلاطم أنوفها المرفوعة. أما عيونها الحمراء فتبدو كأنها بجر.

النسانيس:

وتعيش في الغابات المطيرة أنواع عدة من (النسانيس). ويمكنها أن تتعلق من أذيالها بخلاف تلك التي تعيش في أفريقيا وآسيا. وهذه المقدرة ليست مقصورة على «النسانيس، فالقنافذ التي تقطن الغابات المطيرة وآكلات النمل متسلقة الأشجار والكنكايو الشبيه بالراكون كلها أبيضا ذات أذيال يمكنها استعمالها في القبض على الأشياء.

ولعل "نسناس سيبوس" هو أكثر النسانيس شيوعا لأنه هو النوع الذي يستخدمه اللاعبون على الأرغون. وهذه الحيوانات الرمادية الصغيرة هي أجمل جميع الأنواع التي تعيش في الغابة وأكثرها مودة، وائتناسا.

نجم الألعاب البهلوانية في الأدغال هو: النسناس العنكبوت. وباستخدام نباتات اللبانا المتسلقة شبيهة الحبال كأرجوحة فإنه يقذف بنفسه لمسافة خمسة عشر متراً ليتعلق بفرع شجرة حيث يتسلل إلى لقمة سائغة يشتهيها.

والنسانيس، من جميع الأنواع غذاء محبب إلى الهنود. فهم يقذفون والنسانيس، بالسهام المزودة أطرافها بسم يقتل الحيوان، ولكنه لا يؤذي الأشخاص الذين يأكلون اللحم.

النسناس الأحمر العوّاء:

وأفضل الأغذية هو النسناس الأحمر العواء. والنسناس العواء هو أكثر مخلوقات الأدغال صخبا.

إذ أن له قشرة جوفاء من العظم في الجزء العلوي لمزماره تمكنه من إصدار ضوضاء هائلة تصم الآذان. والصخب الذي يصدر عنه بدفع جميع المخلوقات بالغابة إلى الصياح أو الصراخ أو الزئير. وحينا يسمع لأول مرة أثناء الليل بالأدغال فإن ضجيجه يبدو تقريبا وكأنه صوت عدد من النمور الأمريكية الحبيسة وهي نتقاتل فيما بينها. ومع هذا فإن ذلك الحيوان الذي يسبب كل هذه الضوضاء لا يزن أكثر من عشرة كيلوجرامات فقط.

حيوان الكسلان:

ومن أقل مخلوقات الأدغال حولا وقوة حيوان الكسلان، فهو غير مزود بوسائل دفاع لأنه لا يستطيع القتال أو الهرب. وبدلا من ذلك فإنه يتدلى في وضع مقلوب من غصن شجرة ويبقى دون حركة لعدة ساعات كل مرة.

شعره الطويل مغطى بطبقة كثيفة من الطحلب لدرجة أنه يبدو كأنه أحد السراخس. ويبدو الحيوان ذاته كما لو كان جزءاً من الشجرة نفسها.

تماسيح أنهار الأدغال البرازيلية:

وتماسيح أنهار الأدغال البرازيلية مخلوقات لا يمكن التكهن بتحركاتها، فحين يقوم أحدها بتعريض نفسه للشمس في بقعة رملية يبدو كأنه كتلة من الخشب جرفها التيار. ولكن في استطاعة هذه الكتلة الخشبية أن تدب فيها الحياة بسرعة مذهلة.

وأحيانا يكون هذا الحيوان الزاحف الضخم جبانا ويهرع إلى الماء بمجرد أن يرى إنسانا. ولكن التمساح الثور الذي يحرس عشا مليئا بالبيض تركته أنثاه يهاجم بوحشية أي شخص وأي شيء وللهنود طريقة خاصة تقتل هذا الحيوان. فهم يلفون شظايا حادة من الغاب والبامبو في عدة طبقات من أمعاء السماك. ويتركون هذا الطعم على حافة النهر أثناء الليل فيلتهم التمساح الطعم، وبمجرد أن يتحلل السمك، تمزق شظايا البامبو التمساح فتقضي عليه.

وهذه الوحوش الضخمة ذات اللون الأخضر المشوب باللون الأصفر، والتي تعيش في الأدغال البرازيلية، تزن حوالي 44 كيلوجراما لكل ۳۰ سم طولي د ۱۰۰ رطل لكل قدم». وأقرباؤها ذات الصلة الوثيقة بها والمسماة كايمان (تماسيح أمريكا الوسطى الجنوبية) حيوانات سود ضخام.