المحتويات

 

حشرات الأدغال وخطورتها

تتسبب حشرات الأدغال في نسبة من وفيات الغابة أكبر مما تسببه النمور الأمريكية والتماسيح والثعابين السامة مجتمعة.

فالغابة المطيرة الشديدة الرطوبة تعتبر مرتعا خصبا بالنسبة للحشرات، ذلك لان أشعة الشمس يندر أن تتسرب تحت قمم الأشجار، ناهيك بعدد حشرات الغابة المطيرة وأنواعها التي يصعب تصديقها.

بعوض الأدغال:

والبعوض بمفرده يعتبر من العقبات الرئيسية في وجه غزو الأدغال. فقد أدى إلى فشل المشروعات الهندسية والزراعية، وبناء الطرق والمنشآت. وبعوضة والأنوفيل» الناقلة لمرض الملاريا هي ألد الأعداء ضراوة. ويقدر عدد الأشخاص الذين يقاسون هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنحو 100.000000 شخص.

بعوضة أبيدس:

وبعوضة أبيدس الصغيرة تنقل الحمى الصفراء. والمدن الكبيرة مثل ريو دي جانيرو وإن كانت خالية من هذه الآفات، إلا أنها لا تزال مصدر تهديد لها من الأدغال.

النمل في الأدغال

يُوجد في الأدغال نمل من جميع الأشكال. وبعض أنواعه شديد الخطورة، والبعض الآخر ليس كذلك.

فنمل "سويا"  ويسمى أيضا النمل قاطع أوراق النبات - يعتبر مثل الطاعون بالنسبة لحدائق الهنود. وينتقل نمل سويا في شكل أعمدة، وتحمل كل نملة إلى أعلى قطعة من ورق الشجر مثل المظلة.

ويمكن لهذا النمل أن يقضي على حديقة كاملة في ليلة واحدة.

وربما كان من أغرب أنواع النمل جميعا النمل ذو الجيوش، أو النمل الحربي.

وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يتحرك في نظام عسكري، وله قواد يقفون في مراكز على أبعاد منتظمة مثل الضباط. وكأنهم يصدرون أوامر من كل جانب.

وهو يبدو مثل الجيوش المتحركة التي تبلغ قوتها ملايين الأفراد، وقد يهاجم النمل الحربي معسكرك فيتركه نظيفا خاليا من أي بقايا، في نظافة المطبخ الهولندي، فلن يترك هناك أي قطرة من الدهن في أي مكان، وستصبح معدات الطهي براقة كما لو كانت قد نظفت لتوها. وعظام الديك الرومى البري الذي تناولته في الغداء تصبح نظيفة ومصقولة كما هي الحال مع عينات المتاحف.

الزنابير في الأدغال:

ويوجد بالغابة المطيرة أنواع عدة من الزنابير، وجميعها يفرز مواد ضارة إلى حد ما. وأكثر الكائنات إزعاجا مي النحلة الصغيرة غير اللاسعة، وتسمى أحيانا رحلة العرق، وتتعلق المئات من هذه الآفة على أي جزء ظاهر من اللحم المتصبب عرقا. ويزحف هذا النحل إلى أذن الشخص وعيونه وأنفه وفيه المفتوح وملابسه. وهذه الشياطين الصغيرة ذات اللون البني المصفر يمكن أن تحيل الحياة داخل الأدغال إلى شقاء.

القُراد في الأدغال:

وثمة آفة أخرى بالأدغال هي القراد المسمى كاراباتو. ويغطى القراد أوراق الأشجار ثم يتساقط على المارة، وحينئذ تدفن كل واحدة رأسها تحت جلد الضحية وتملأ نفسها من دمائها. لابد من اتخاذ منتهى الاحتياط عند التخلص من القراد بحيث لا يتبقى على الجلد منه أي أثر. إذ لو حدث ذلك لتبقت فكوكها منغرسة في جلد الشخص فتؤله أشد الألم.

ولكن على الرغم من الأخطار والمتاعب التي تحيط بالأدغال فهى تبعث سحراً في نفس الشخص الذي يعيش بها مدة طويلة، لدرجة أنه يود على أي حال أن يعود إليها.