صحراء موجافي ونباتاتها:

في صحراء موجافي النبات الدال عليها هو شجرة يوكا بريفيفُليا، ويسمونها في الولايات المتحدة الأمريكية "جوشووا ترى". ولقد أخذت هذا الاسم الغريب منذ أكثر من قرن على أيدي رواد المورمن في أثناء رحيلهم عبر الصحراء. فعندما رأوها بارزة نحو السماء ، اعتقدوا أنها تشبه رجلا رافعاً ذراعيه ليدلهم على طريقهم ، فأعطوها ذلك الاسم على شرف النبي يشوع ابن نون ( خليفة موسى ، وقائد اليهود العبرانيين إلى أرض كنعان) الذي قاد شعبه إلى أرض الميعاد في الأردن .

وتتخذ جرذان الغابة والطيور والحراذين لنفسها بيوتاً في ظلال شجرة يوكا بريشيفانيا أو فروعها الخشنة.

وعلى أطراف تلك الفروع توجد أزهار النبات البيضاء، نامية في نورات كبيرة. وشجرة يوكا بريفيفليا شجرة طريفة في موسم خاص، شأنها في ذلك شأن أفراد غيرها من جنس اليوكا ؛ فعند ما تكون مزهرة ، يضع نوع معين من الممث بيضاً في عضو التأنيث الأنبوب من الزهرة .

ثم تضغط كرة صغيرة من حبوب اللقاح ، جمعها من أزهار أخرى من شجر اليوكا. وشجرة اليوكا لا يتسنى لها أن تتكاثر ما لم تحضر العثة حبوب اللقاح تلك من نباتات أخرى ، لتخصب بويضات اليوكا . ثم إن اليرقات التي تخرج من بيض العث لا يتسنى لها أن تعيش بدون أن تأكل حبوب اللقاح و بعض بذور النبات . وهذا واحد من أعجب الأمثلة المعروفة للعلماء عن اعاد حياة النبات وحياة الحيوان كل على الآخر .

أشجار يوكَّا بريفيفيليا:

وفي وقت من الأوقات، بدا أن أشجار يُوكا بريفيفليا قد تنقرض يوماً لأن أعدادها كانت تتناقص سنة بعد سنة.

ولكن الآن قد صارت غابة أشجار بوكا بريشيفليا في صحراء موجافي من المعالم القومية. ومعنى هذا أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد اضطلعت بمشروع حماية هذه الشجرة وحفظها ليراها الناس كافة ويتمتعوا بها .

وصبار الساجوار الشبيه بالشجرة نبات يدل على صحراء سونورا.

ونظراً لكونه أطول أفراد عائلة الصبارات ، فإنه يسمى أحيانا الصبار المارد .

وللنبات ساق أو جذع رئيسي سميك ، وفروع قائمة قد ترتفع إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ارتفاع الرجل . ويستطيع ذلك النبات اختزان كمية هائلة من الماء في سيقانه المجمدة ، وهو يستطيع أن يحتمل القحط الشديد فيعيش إلى أن يبلغ مائي عام.

والنساجوار و أزهار بيضاء شمعية ، تتفتح عند أطراف السيقان، وبعد الإزهار تظهر الثمار التي تبدو شبيهة بالخيار الصغير البيضى الشكل، وهي حمراء داكنة من الداخل، مملوءة بذورا صغيرة دقيقة، وهي صالحة جدا للأكل.

ولقد أنشنت غابتان قوميتان لحماية نباتات صبار الساجوار وصبار ضخم آخر يطلق عليه صبار أنابيب الأرغن وسيقانه طويلة ترتفع رأسيا لأعلى فتشبه أنابيب أرغن ضخم. وهاتان الغابتان موجودتان في صحراء سونورا، وتجتذبان ألوف الزوار كل عام.

والسبب في هذا أنهما حديقتان متسعتان حقا، بهما أنواع كثيرة مختلفة من النباتات الصحراوية وحدائق حيوان ترى فيها الحراذين والأفاعي والطيور وصور أخرى من الحياة الوحشية في الصحراء.

وغابة الساجوار والقومية وغابة صبار أنابيب الأرغن القومية مطروقتان في الربيع بصفة خاصة، لأن هذا هو موعد إزهار الصبار.

كما أن ذلك هو موعد نمو ألوف من النباتات قصيرة العمر تحت الصبارات فعندئذ، وبين عشية وضحاها، تكتسي أرض الصحراء العارية ببساط من ألوف الأزهار الدقيقة الرقيقة من كل لون تقريباً من ألوان قوس قزح ، فتجد منها ما هو أرجواني وأصفر وأحمر وبرتقالي وأزرق وبنفسجي.

ومن الناس من يكره النباتات الصحراوية، خوفاً من أشواكها الكثيرة. وغيرهم يقول إن النباتات الصحراوية أجمل النباتات في العالم.

ولكن كل من زار الصحاري الأمريكية يعرف أن رؤية نبات الأجاف أو شجرة يوكا بريفيفليا أو الساجوار والعملاق، لأول مرة، لممًا يأخذ بالألباب. إنَّ رؤية واحد من تلك النباتات علامة، إذ يستطيع الزائر أن يقول: "انظر! الأول ! لقد بلغنا الصحراء".