روي تشابمان أندروز ورحلته التاريخية لاستكشاف الصحراء:

في ربيع سنة ۱۹۲۲، اتجه روي تشابمان أندروز، العالم الأمريكي الشهير، داخل الصحراء المسماة الغوبي.

وكان يأمل أن يعرف المزيد عن الغربي - وهي إحدى الصحارى التي يعرف عنها القليل – وأن يرسم خريطة البعض مناطقها التي لم يسبق رسمها . وكان يأمل أيضا أن يعرف المزيد عن الأرض في عصور ما قبل التاريخ ، بأن يعثر على حفريات الدينوسور الذي كان يعيش في صحراء غوبي منذ مليون سنة.

ولقد ساعد المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك آنذاك في تنظيم بعثته . وكانت مجموعته تتكون من أربعين رجلا ثماني سيارات ومعهم ۱۰۰ جملا لحمل المؤن والبنزين.

وبدأت البعثة رحلتها إلى داخل الصحراء من المدينة الصغيرة الصينية كان المسماة الآن وانتشوان . فذهبت السيارات أولا . فقد رغب آندرز في أن تسرع لتقيم معسكرا في الصحراء في أبكر وقت ممكن. وعرف أن بعثته كان من الممكن أن تبقى في الصحراء في فصل الصيف فقط . وإلا فإن البرد القارس والعواصف الثلجية العنيفة ستضطر مجموعته إلى ترك المكان إذا أقبل الشتاء . وخلف السيارات ذهبت الجمال حاملة مزيداً من البنزين والمؤن .

واتجه آندرز وفرقته، راكبين السيارات، فوق أرض صحراوية ضروس صلبة، صوب الشمال الغربي باستمرار. وسافروا على طريق قديم للقوافل، كان بصل وانتشوان وأولان بائر، عاصمة منغوليا.

وقرب منتصف الصحراء انعطفوا نحو الغرب، تاركين طريق القوافل، ليدخلوا إلى منطقة مجهولة تماماً. ليس فيها أثر لأي طريق . ونفد الماء من البعثة مرات . وأوشك البنزين على الانتهاء. وكثيراً ما كان على الرجال أن يتكتلوا داخل خيامهم وقد تدثروا بملاءاتهم ليحموا أنفسهم من العواصف الرملية العاتية. وكانوا يرتجفون من البرد ليلا، واسود جلدهم من حرارة الشمس نهاراً .

وفي أثناء سفرهم كان آندرز برسم الخرائط للمناطق التي لم يسبق رسمها والتي كان يراها ، ودون المذكرات واصفاً هذه الأراضي المجهولة . ولقد عثر على حفريات الديناصور .

والواقع أنه أثبت أن صحراء غوبي هي إحدى المناطق الممتازة في العالم لاحتوائها على الحفريات، وأحد المصادر الممتازة للمعلومات التي تقدمها عن تاريخ الأرض. ولقد كانت بعض عظام الدينوسور الحفرى التي نقب عنها، مختلفا عن تلك التي اكتشفت في جهات أخرى. كما أنه أحضر معه إلى دياره أول بيض للدينوسور رآه الإنسان.

و يُمكن أن يرى بيض الدينوصور اليوم في عرض مثير للدينوصور في متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك. ولقد أثبت البيض والخرائط والمذكرات التي دونها آندرز القيمة العظيمة للكشف العلمي في الصحراء.