الهنود أول من استكشف الصحاري الأمريكية:

أول هنود رأوا الصحاري الأمريكية كانوا صيادين بدائيين، وكانوا أعضاء في قبائل مختلفة كثيرة جالت منذ زمن بعيد في هذه الأرض الموحشة الخاوية.

ومن المحتمل أنه لم تكن لهم في البداية منازل على الإطلاق، أي إنهم كانوا يعيشون في كهوف . ولكنهم شرعوا يبنون منازل بدائية تدريجاً، بأن حفروا في الأرض ثم غطوا الحفر بسقوف. وكانت أدواتهم بدائية أيضاً.

وكانوا يصطادون برمي الرماح أو السهام، وما كانوا يصطادونه كان يُضاف إلى وجباتهم من جُذور وثمار بريّة. ولكنهم صنعوا نعالا من ألياف اليوكا ونسجوا حبالاً من قطع من جلد الأرانب للطقس البارد.

 وصاروا مهرة فائقين في صناعة السلال المحكمة من الجذور والسيقان والألياف. وذلك هو السبب في أنهم قد أطلق عليهم اسم صناع السلال.

هنود القرى "بويبلو":

والمحتمل أن يكون ثاني من سكنوا الصحاري الأمريكية قوم قدموا إليها من مكان ما في الجنوب منذ حوالي ۱۲۰۰ سنة. وهؤلاء هم هنود القرى ويبلو، الذين قهروا صناع السلال أو اتحدوا معهم. وهؤلاء أيضاً كانوا أناساً من قبائل كثيرة مختلفة ، ولكن الاسم الدال عليهم جميعاً يعرفنا أنهم عاشوا في قرى (بويبلو).

وكان في مقدورهم أن يستقروا في مكان بدلا من التجوال بحثاً عن صيد، نظراً لأنهم استطاعوا أن يزرعوا.

فقد زرعوا الفول والذرة والقطن وحفظوا قطعاناً من الديوك الرومية المستأنسة.

ولم يكن لديهم حيوان آخر مستأنس سوى الكلاب. وهنود القرى أيضاً صنعوا السلال، ولكنهم كانوا يختزنون طعامهم عامة في أوان فخارية جميلة. وما زال هنود القري مشهورين بفخارهم الممتاز.

ومن المحتمل أن هنود القرى قد حلوا أولا في أماكن كان الحصول على الماء فيها سهلا، كما في جيرة الينابيع وعلى طول الأنهار.

ولكننا نعرف أن كثيرين منهم حفروا الآبار، ونعرف أن هنود القرى الذين أطلق عليهم منشئو القنوات (هوهوكام) استحضروا الماء إلى قراهم عن طريق شبكة من القني.

وفي بادئ الأمر بني هنود القرى البيوت بالطريقة التي اتبعها صناع السلال، وهي حفر الحفر ثم تغطيتها بسقف. ولكن سرعان ما بدأوا في رفع سقوفهم الأعلى، فوق جدران من الحجر أو الطين المكوم. وأخيراً صارت الحفرة محزناً صغيراً فقط في طابق لبيت مربع بي حول الحفرة.

ولقد بنوا منازل وحيدة الحجرات الواحد فوق الآخر ، فنتج عن ذلك بناء مدرج من الكبر بحيث احتوى على قرية بأكملها. وكانوا يصلون إلى الحجرات العليا بسلالم، وكانوا يعيشون في أمان في الحجرات الداخلية، مستخدمين الحجرات السفلي والخارجية للتخزين فقط.

ولقد بنوا في بعض الأحيان تلك المنازل الحجرية المصنوعة من الأحجار أو الطوب النيء داخل كهوف طبيعية في سفح صخرة عالية.

وفي بعض الأحوال كان هناك كثير من المنازل وحيدة الحجرات الواحد فوق الآخر داخل الكهف حتى تم امتلاء الكهف. وكان المعتاد أن يكون الوصول إلى تلك المساكن التي في الصخور عن طريق السلام وحدها الى تستند إلى الصخر وهي في الوادي. وإذا حفظ سكان الصخرة السلام داخل الكهف ظلوا دائما في أمان من أعدائهم.

وكان مركز كل قرية من قرى هنود القرى منزل منخفض، عبارة عن جحر عميق لدرجة أن سقفه كان في مستوى الأرض.

وللدخول فيه تستخدم السلام للنزول، وهذا المنزل يطلق عليه "كيفا"،، كان المكان الذي تؤدي فيه كل الطقوس المقدسة والاحتفالات في القرية.

حياة الهنود في الولايات المتحدة حديثاً:

يسكن كثير من الهنود الآن في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية، في مستعمرات هندية متناثرة في ولايات عدة، لا تزال تبني القرى بنظام يشبه النظام الذي اتبعه أسلافهم. وفي صحراوات الولايات المتحدة الأمريكية تمكن مشاهدة أطلال قرى عتيقة احتفظ بها كمعالم قومية.

فمثلا تجد أن البيت العظيم (كازا جراندا) من المعالم القومية في صحراء سونورا، وهو عبارة عن أطلال مدينة مسورة عتيقة من مدن الهنود منشئو القنوات، بنيت منذ أكثر من ۸۰۰ سنة خلت. وفي مركز المدينة تجد برجاً مكونة من أربعة طوابق من الطوب النبي، من المحتمل أنه كان يستخدم للمراقبة. وأول رجل أبيض رأى هذا المكان قس يسوعي هو الأب يوسبيو فرانشسكو كينو، وقد أسمى البرج كازا "جراندا"، أي البيت العظيم، أو البيت الكبير. ويطلق عليه الناس اليوم أولى ناطحات السحاب في أمريكا.

حصن "منتزوما" التاريخي للهنود:

حصن "منتزوما" في صحراء سونورا أيضاً، من المعالم القومية.

 وهو أحد المساكن المعروفة للهنود القدامى المقامة في الصخر ، والتى أحسن حفظها. وهذا الحصن المكون من خمسة طوابق من الطوب النيء القرنفلى، والمبني داخل كهف مرتفع، أطلق عليه هذا الاسم المكتشفون البيض الأوائل، اعتقادًا منهم أن منتروما الزعيم المكسيكي الهواتلي العظيم عاش هناك مرة. ولكن لا يعرف أحد اليوم أى القبائل الهندية بنت حقا هذا المكان الذي هجر طويلاً.