إن استدعى الأمر قد تطير طائرة فوق الطريق لتحديد موقع جماعة ضالة. وفي العادة تزود العربات التي تستعمل للسفر في الصحراء بأجهزة خاصة بالتبريد، وتزود أحياناً بإطارات خاصة.

وقد صنع أحد أنواع الإطارات المستخدمة في الصحراء، بقياس مساحة خف الجمل ومقارنته بوزن الجمل. ثم صمم إطار زائد السمك بحيث تتناسب مساحته مع وزن العربة. ولقد أقيمت فنادق للمسافرين في القوافل منذ مئات السنين في كثير من المناطق الصحراوية. وهي تبني عادة حول حوش داخلي يمكن أن توضع فيه الجمال والكلاب في أمان ليلا.

وأحياناً يشعل قائدو الجمال نيرانهم في الحوش،، ويأكلون هناك ، وينامون على الأرض وقد التفوا بأغطيتهم، وقد يستأجر مستخدموهم إحدى الحجرات الصغيرة المحيطة و بالحوش،، ويأكلون في مطعم الفند .

وفي الصحراء الكبرى اليوم فنادق، قد تحتوى على ضوء كهربي وتسهيلات أخرى مما يتوقعه المسافرون العصريون.

واليوم تنتظر الأمنيبوسات الفاخرة في «الحوش» ، بجوار الجمال النائمة كريهة الرائحة.

وفي الصحراوات الأمريكية فنادق يطلقون عليها موتيل، هي صورة عصرية لفنادق القوافل العتيقة . وبعض هذه الموتيلات حل محل فنادق قديمة كانت تقف عندها القطارات في طريقها إلى مستعمرات (محلات) جديدة أو مناجم ذهب منذ قرن أو يزيد.

ولا شك أن السفر بالطائرة قد أثبت أنه قيّم للغاية في الصحراء. فقد يحصل مركز للجيش في الصحراء، مثلاً، على كميات كبيرة من مئونته عن طريق الجو . ويطير الآن الزوار إلى أماكن لم تكن يوماً قريبة، فيصلون إليها في بضع ساعات، ربما ليشاهدوا أطلال مدينة قديمة، أو ليتمتعوا بأشعة الشمس الحافة الحارة في حفل صحراوي مثل بام سبرنجس ( ينابيع النخيل ) بكليفورنيا. ولكن السفر عن طريق الجو لا يزال زائد الغلاء ، وبخاصة للبضائع الثقيلة بالنسبة للاستعمال الكثير لسكان الصحاري.

وثمة صورة عصرية للنقل في الصحراء، تشبه طرق الري القديمة شيها كبيراً، هي الأنابيب. فتستعمل الآن أنابيب ضخمة معدنية لنقل الماء إلى مدن صحراوية معينة، ولنقل البترين والنفط عبر المناطق الصحراوية.

وفي بلاد العرب ينقل النفط حوالى ۱۷۹۰ كيلومتر (۱۱۰۰ ميل) في أنابيب قطرها ۷۰ سنتيمتراً (30 بوصة) توصل من آبار النفط في الصحراء إلى ميناء على البحر المتوسط. ولكن هناك مساحات هائلة من صحاري العالم لا تخترقها طرق السفر الحديثة مثل الطرق أو السكك الحديدية أو الأنابيب أو خطوط الطيران.

وبعض تلك المناطق مقفر لدرجة أنه بندر أن يخترقه إنسان، إذ لا يوجد داع لارتيادها. وهناك مناطق أخرى يرن فيها صدى صوت سيارة جيب التي تستطيع أن تسافر في بلاد عديمة الطرق إذا لم تكن زائده الوعورة أو كثيرة التلال. وثمة مناطق أخرى تخترقها اليوم، كما كان يخترقها منذ قرون، قطارات البضاعة والحيوانات. وأفضل الحيوانات التي تسافر في الصحراوات هي الجمال، أو اللاما، أو حيوانات حمل الأثقال مثل حمير المكسيك وجنوبي غربي الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تزدحم يوماً ما طرق السفر الرئيسية في صحاري العالم بالجِمال واللاما والحمير. ولكن الأرجح أنها ستكون هناك دائماً أماكن يتم فيها السفر بمساعدة الحيوانات، وإلا فلا سفر على الإطلاق.