ليست كُل الصحاري في العالم جافة، كالصحاري الواقعة في الجنوب الغربي في الولايات المتحدة الأمريكية، والصحراوات الأخرى.

فالأرض التي تقع شمالي الدائرة القطبية، مثلا، نوع من الصحراء؛ فيها ماء وفير في صورة جليد. ولكن الحيوانات لا تستطيع شرب الماء المتجمد، والنباتات لا تستطيع امتصاصه بجذورها. ولذا، فإن المناطق القطبية والأراضي المفرطة في البرودة معماري أيضًا. وتسمى أحيانا الصحراوات الباردة شاطئ المحيط، أو شاطئ البحيرات الملحة، صورة أخرى للصحراء. وقد تهطل الأمطار عليه كثيراً، وقد يغمرها المد (ارتفاع مياه البحار) كل يوم، بل قد تفيض عليها المياه، ولكن الماء هناك ملحي.

حتى ماء الأمطار العذب الذي ينزل هُناك، يصير مالحًا عندما يختلط برمل الشاطئ الغارق في الملح. ولذا، فمعظم النباتات والحيوانات البرية لا يستطيع العيش على الماء المالح فإن السواحل الرملية صحاري أيضا من نوع خاص، وتسمى أحياناً الصحاري المالحة.

وثمة نوع آخر من الصحاري وهو المستنقعات مالحة الماء، فهناك أيضًا تجد أن الماء مالح. وهذا سبب تسمية المستنقعات الواقعة على حواف المحيطات أو المياه المالحة بالصحراوات المبتلة أو الرطبة.

ولكن الصحاري في رأي معظم الناس هي تلك الأماكن التي يقل فيها أي نوع من الماء حتى الماء المتجمد أو الماء المالح.

ويطلق عليها العلماء الصحاري الجافة، ليتأكدوا من أنها لا تختلط بالصحاري ذات الأنواع الأخرى.

والأرض في تلك الصحاري شديدة الجفاف، والهواء جاف أيضًا. وسقوط المطر شحيح جداً وفي فترة أو فترتين قصيرتين فقط في السنة تلك الصحاري الجافة، التي تبلغ مجتمعة سيع مسطح اليابسة في الأرض، هي الصحاري التي ستقرأ عنها في هذا الكتاب وهي ليست جميعاً متشابهة، كما أنها متناثرة حول العالم في كل قارة باستثناء أوربا. وفي هذه الصحاري شيء واحد مشترك وهو: ندرة الماء.