منذ العام 1945 عرفت شركة أديسون جنرالي إليكترين الثاني على أول فرن للموجة الكهرطيسية الصغرى، والمعروف بـ "الميكرويف"، ومنذ ذلك الحين أصبح استخدام هذه الأفران أكثر شيوعاً في العالم، نظراً للسرعة التي تطهو فيها الطعام.

إذا ينضج الطعام بداخل هذه الأفران عن طريق الاحتكاك الحراري: بمعنى أن يبث هذا الفرن موجات إشعاعية قصيرة المدي (أي موجات لا يتعدى طولها المليمتر الواحد وحتى 30 سنتيمتراً)، تتغلغل بداخل الطعام وتؤدي إلى ذبذبة الجزيئات التي يتألف منها. وتحدث هذه الحركة الحرارة التي تظهر بنورها الطعام.

هذا، ويمكن أن تترك الأوعية الفخارية أو الزجاجية أو غيرها بداخل الفرن أثناء عملية الطهي، من دون خشية عليها من فعل الموجات الحرارية، وذلك لأن هذه الموجات تعبر مثل هذه المواد دون أن تفعل فيها ما تفعله في الأطعمة. وكذلك الأمر فإن جزيئات الميكرويف تصطدم بالمعدن وتنعكس عليه من دون أن تعدل من حرارته.

ويشتمل فرن الميكرويف على انبوب فراغي الكتروني يعرف بـ "المغنطرون"، وهو الذي يحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة إشعاعية عالية الأرتداد عن طريق الذبذبة.

وفي أغلبية هذه الأفران تنتقل الموجات الإشعاعية القصيرة بداخل أنبوب معدني إلى شفرات محرك (يشبه المروحة الكهربائية يتولى توزيع هذه الموجات بداخل الفرن مما يؤدي بها إلى الارتطام بجدرانه أنه والارتداد عنها، ومن ثم النفاذ إلى داخل الطعام ولكن، نظر لعدد الموجات الإشعاعية القصيرة المحدودة التي تصدر عن جهاز الغنطرون، فإن الطهي بواسطة أفران الميكرويف يظل أقل فعالية من الأفران التقليدية، التي بإمكانها طهي كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة، وعلى سبيل المثال، فإن بقدرة الفرن العادي ان يطهو حبة بطاطا، أو عدة حبات منها، بمدة ساعة من الوقت فيها يقوم فرن الميكرويف بهذه العملية خلال ثلاث دقائق فقط. إلا أنه يحتاج إلى دقيقتين إضافيتين لطهي كل حبة بطاطا إضافية.