عليك أن تجد العصا

 

هناك قصة قديمة عن معلم وتلميذه. ذهب التلميذ لمنزل المعلم ذات يوم ودعاه المعلم للدخول. جلس وأمامه على المائدة فنجان من الشاي، ثم أخرج المعلم عصا غليظة من تحت المائدة وقال: "هذا هو درس اليوم: إذا شربت فنجان الشاي، فسأضربك بهذه العصا، وإذا لم تشرب فنجان الشاي، فسأضربك أيضأ بهذه العصا".

 

لا يمكن حل هذه المشكلة عن طريق المعالج المنطقي. إن المنطق يقول أشياء مثل: "حسنا، سأشرب الشاي وأستمتع به ما دمت سأضرب بأي حال". ويقول آخرون: "سأفرغ الشاي وعندئذ سيضرب". أو: "سألقي به في وجه المعلم. فمادام سيضربني، فسأنال منه أنا أيضا"

وهذه ليست مشكلة منطقية، بل إنها مشكلة موقفية. إن الصورة الأكبر هي التي يجب حلها، فالمشكلة لا تتعلق بالشاي، أتفهم؟

 

حسناً، يقول بعض الأشخاص إنهم سيغادرون المكان، وهذا يدل على أنهم ربما يستخدمون مقدم الفص الجبهي ويغيرون الموقف، ولكن من الجائز أنهم سيغادرون المكان فقط لأنهم قد اكتشفوا أنهم سيضربون بالعصا على أي حال. قالت امرأة ذات توجه منطقي ثديي إنها ستقول للمعلم: "إذا اقتربت مني هذه العصا، فسوف أضربك بحيث أجعلك تصرخ بأعلى صوتك".

 

كل هذه الإجابات مثيرة للاهتمام، ولكن أفضل إجابة هي أن تأخذ العصا بعيدة، بإبعاد العصا، يمكنك تغيير العلاقة بينك وبين المعلم، ولكنكما ستظلان متصلين.

 

إن المعلم ينشئ معضلة مزدوجة، مأزق يبدو أن الشخص فيه لا يستطيع الفوز بغض النظر عما يفعله. إننا نشعر بأسوأ مشاعر عندما نقع في معضلة مزدوجة فهناك دائما شعور سلبي يلازم هذا الموقف. ثق بذلك الشعور؛ فهو يحاول أن يخبرك أن هناك خطأ ما. والآن ركز جيداً في هذا الجزء. هذا الجزء الصغير سيوفر عليك مثل هذا الأسى في حياتك، ويستحق أن تدرسه لساعات أو لأيام. أطلب منك عدة دقائق فقط، وسأعرضه عليك بتبسيط واختصار. هذا الجزء الصغير سيجعلك تقتنع أن هذا الكتاب يستحق المبلغ الذي دفعته فيه أيا كان قدره، وكذلك الوقت القليل الذي أمضيته في قراءته. ما أحاول قوله هو: هذا الجزء في غاية الأهمية!

 

الخطوة 1: استشعر الإحساس بالغضب. إن الإحساس بالغضب الذي تشعر به وأنت في موقف يبدو أن تأثيراته سيئة بغض النظر عما تقوم به هو إحساس مهم. إنه يحاول أن يخبرك بشيء ما. إنه يحاول أن يخبرك بما تعرفه فعلا، إنه يحاول أن يخبرك أنك في مأزق مزدوج بالغ الصعوبة.

 

الخطوة ۲: عندما تدرك أنك في مأزق مزوج، لا تحاول أن تفهمه للحظة. خذ نفسا عميقا، وأوقف عقلك عن التسارع، وانظر إلى هذا المأزق وحسب، (تأمله، أو انظر إليه، أو أيا ما تريد أن تقول). اسمح لنفسك بأن تشعر به. كيف تشعر به؟ دون على الورق الخيارات المتاحة أمامك في اعتقادك. بعد ذلك انظر إلى كل تلك الخيارات. لا تفكر فيها، فقط انظر إليها. أترى أي شيء؟ إذا لم تر شيئا، فنحن بحاجة لأن نجعلك أكبر من ذلك الموقف.

 

تخيل للحظة أنك كیان فائق تطير في الفضاء وتصادف أنك مررت فوق هذا الكوكب ورأيت بلايين البشر الذين يعيشون فوقه. افترض أنك أردت أن تلاحظ واحدة فقط من هؤلاء الناس، وحدث أن اخترت لذلك هذا الشخص الذي يقرأ هذا الكتاب الآن. سوف تنظر إلى اللحظة الحالية لهذا الشخص، واضعة في اعتبارك امتداد حياته، ماضيه والمستقبل المنتظر له. ماذا ترى؟ ما النصيحة التي ستقدمها لهذا الشخص؟ إذا كان هذا الشخص في مأزق مزدوج، فما هي العصا؟

كنت أعرف امرأة ميسورة الحال وكان لها أخت تعيش في الجانب الآخر من المدينة مع أطفالها الثلاثة، بعد أن تخلى عنها زوجها. كانت أختها تذكرها دائما قائلة: "لم تحبني أمي بقدر ما أحبتك، ولذلك لم أفلح في حياتي مثلك. لديك كل هذه الثروة، فلن يضرك أي شيء إذا قمت بمساعدتي". كان هذا يضع هذه المرأة في مأزق. لم تكن ترغب في أن تجعل أختها تتمادى في تلك التصرفات، ولكنها فعلت ذلك معها بالفعل في بعض الأحيان، وكذلك لم تكن تريد أن تتخلى عنها. كان ما تقوله الأخت عن والدتهما صحيحا. ذات مرة قالت الأخت: "أريد أن أسافر لقضاء إجازة. أنت تسافرين طوال الوقت. لماذا لا تساعديني على السفر إلى هاواي"، فرفضت المرأة. ثم قالت أختها: "إذا لم تستطيعي عمل ذلك من أجلي وأنت تملكين كل هذه الأموال، فلا تبالي وتزعجي نفسك وتأتي هنا مرة أخرى. عليك أن تختاري". لقد كانت تحب أطفال أختها، وكانت تؤثر عليهم تأثيرا إيجابية، ولا تريد أن تترك ذلك. لقد كانت الأم البديلة لأختها منذ أن رفضتها أمها، إذا ما الذي ينبغي أن تفعله؟ ماذا كانت العصا في هذه الحالة؟ أهي العلاقة المختلة بينهما بسبب تفكك الأسرة؟ ليكن، ولكن ماذا بالتحديد؟ استغلال الأطفال للضغط عليها؟ ليكن، ولكن ماذا بالتحديد؟ لعب دور الأم لها؟ ليكن، ولكن ماذا بالتحديد العصا دائما هي شيء يمكننا أن نتعامل معه. إنها ليست العلاقة المختلة بينهما، ولا ما نتج عنها. العصا هنا هي الاختيار.

 

الموضوع بسيط، أليس كذلك؟ إذا لم تفهم، فتأكد أنك لم تستخدم مقدم الفص الجبهي، قالت المرأة لأختها: "لن أختار. أنت التي ستختارين. أتريدينني في حياتك أم لا؟". لقد عادت مسئولية الاختيار لتقع على عاتق الأخت التي لم تكن مسئولة لدرجة كبيرة، ولذلك لم تقم بالاختيار.

 

لم تنته بعد، وقد حان الوقت الآن لتوضيح الموقف.

 

توضيح الموقف

 

 قرر الحقائق، فقط قلها كما هي، هذه هي الحقيقة والحقيقة الكاملة. القاعدة هي: وأنت توضح الموقف لشخص ما، لا:

• تصدر أحكاماً عليه.

• تنتقده

• تبدِ رأيك

• تحقر من شأنه

• تستخدم صفات

• تستخدم علامات الدهشة (شفوياً)

• تهاجم شخصيته

• تكن في موقف دفاعي

• تنعته بشيء

• تقم بإلقاء اللوم عليه

• تكن عدائياً: تعارضه وترفضه

تهدده

• تنبذه وتتخل عنه

• ترهبه

• تسيطر عليه

• تتحرك نحو حل المشكلة فورا

• تستسلم للتفكير بشكل سيئ فيه أو في دوافعه الخفية

وعليك أن:

• تستخدم عبارات تبدأ ب "أنا"، وليس عبارات تبدأ ب "أنت" (على سبيل المثال: "أنا غاضب"، وليس: "أنت أغضبتني)

• تحاول الوصول لتقدم في فهم الموضوع، وليس لحل. لا تنشد الكمال

• تكون مباشرة ولكن لبقة

• تلاحظ حالته المزاجية ومشاعره وعينيه وموقفه

• تطلب منه الاحترام

• تظهر له الاحترام

• تصغي إليه

 

كل هذا يتطلب الممارسة. ومن المحتمل ألا تفعل ذلك بشكل صحيح من أول مرة، إنها عملية مستمرة، ولا تتم في خطوة واحدة، وسوف تتحسن باستمرار في أدائه. إذا كنت مستعدا لكل ذلك، إذن حان الوقت لتوضيح الموقف. لذلك ستقول المرأة موضوع المثال السابق لأختها: "دعيني أفهم ذلك. تريدينني أن أدفع مصروفات رحلتك لهاواي. وإذا لم أفعل، فلن أراك بعد ذلك. وهذا يعني أنني لن أرى أختي التي تربت معي، ولا أولادك. وهذا سيؤذيني لأني أحبهم. وأظن أنهم يحبونني أيضا، وأظن أنك أيضا تحبينني. تشعرين أنني يجب علي أن أفعل ذلك لأني أمتلك مالا كثيرة. وتشعرين أن أمنا فضلتني عليك، وهذا سبب آخر يجعلني أقوم بهذا. هل أصبت في فهم هذا الموقف؟"

 

ما قامت به هو أنها وجهت أختها لمقدم الفص الجبهي، وإذا نجحت في هذا، فسترى الأخت الصورة الأكبر وقد ينتهي الأمر هنا. أما إذا لم تنجح، فربما سيتعين على الأخت أن تتمادى في موقفها. وإذا تمادت في موقفها، فسيكون عليها أن تتمسك بمشاعرها: "أشعر بالحزن والخوف، وهناك شيء ما في هذا لا أرتاح له".

 

وإذا ظلت الأخت على موقفها هكذا، فعلى المرأة أن تخبرها أنها لا يمكنها التحدث معها الآن، فهي مستاءة لدرجة تمنعها من الكلام. عليها أن تتحدث معها فيما بعد. وهذا يعطي كلا منهما الفرصة لتأمل الموقف. لاحظ أنه لم يكن هناك موقف، ثم أصبح هناك موقف الآن. الأخت صاحبة الوقف وتلقي به على المرأة. ليس الموضوع رحلة هاواي ولا يتعلق بأي مما يلي:

• استغلال الأخت

• عدم رؤية أطفال الأخت

• عدم تفضيل الأم للأخت

• كل ما فعلته المرأة للأخت

• ذنب المرأة

• شعور الأخت بالاستحقاق

• آلام الأخت

• آلام المرأة

• مسئولية المرأة

• عدم مسئولية الأخت

 

الأمر لا يتعلق بأي من ذلك! في هذه اللحظة، إنه الاختيار، بين إعطاء الأخت الفرصة للتمادي أو لا.

 

إذا نظرت لهذا المأزق وأنت متأثر بالظروف المحيطة به، فسيبدو أنه يتعلق بتلك الأشياء. وإذا اتخذت المرأة قرارا قائمة على الظروف، فسوف يستمر الموقف في التصعيد، أما إذا اتخذت قرارا موقفية، فلن تتأثر بالظروف.

 

أحتاج لبعض الوقت هنا لأوضح الفرق بين القرارات التي تعتمد على الظروف والقرارات الوقفية. كان يمكن أن أختار كلمتين أخريين ولكني اخترت الظروف

والمواقف لأشرح منظوراً في غاية الأهمية. لست متأكداً من أن هناك كلمات تعبر عن هذا المنظور بالضبط، لذلك سأستخدم هاتين الكلمتين لأعبر عن مقصدي.

 

أعرف الظرف بأنه حدث ما، وهو مثل الدليل العرضي، ولا يحتوي على الصورة الأكبر. فهو مجرد لقطة فوتوغرافية. إنه المحتوى. وأعرف الموقف بأنه الصورة الكبرى. إنه السياق الكلي.

إذا ذهبت لمنزل صديق وسألك إذا كنت تريد أن تشرب القهوة مثلا، فقد يكون قرارك قرارا يعتمد على الظروف: "هل أريد قهوة الآن؟". ولكن إذا كانت لديك مشكلة صحية معينة ولديك تعليمات تقضي بأن تمتنع عن شرب المنبهات، فالقرار الآن ليس قرارا يعتمد على الظروف، ولكنه قرار موقفي: "هل أريد أن أدمر حياتي؟". إن شرب القهوة في هذه الحالة لا يعتبر مأزقه مزدوجة لمعظم الناس، أما لهذا الشخص الذي حذره الطبيب من شرب المنبهات فيعتبر كذلك. إن ماضي هذا الشخص به قرارات كثيرة اعتمدت على الظروف أضافت إلى نمط لا يمكن التحكم فيه من أنماط حياته.

 

والمرأة التي تشعر أنها محجوزة كرهينة عند أطفال أختها باستغلال أختها لها، تواجه قرار موقفية. يمكنها ببساطة أن تقول: "حسنة، هذا هو المال، اذهبي إلى هاواي"، هذا هو التعامل مع الموقف بشكل عرضي اعتمادا على الظروف، ولكن ما الذي يحدث للصورة الأكبر الاستياء والاستغلال ومزيد من الشعور بالأسر ستكون كلها جزءا من العلاقة القائمة.

 

دعنا نأخذ مثالاً صارخاً لنقل إن هناك مجرمة سادية اقتحم منزلك وطلب منك أن تقرر أية من أفراد أسرتك يطلق الرصاص عليه أولا. إذا اتخذت القرار العرضي المبني على الظرف، فبذلك توافق على المشاركة في الموقف الذي صنعه القاتل السادي، إنه الشخص المتحكم، أترى، الموقف موجود هناك بأي حال، فهذا القاتل السادي اقتحم منزلك. إذا قمت بالاختيار، تتورط في سياق الموقف. إنه سيفعل ما يريده على أية حال. ولكن إذا لم تقم بالاختيار، لا تكون تحت تحكيه، وهو يريدك أن تكون تحت تحكمه، لذلك يمكنه إجبارك لتحمل المسئولية. لقد التقيت بعدد من القتلة الساديين، ورأيت أنهم إذا استطاعوا التحكم فيك، يفقدون احترامهم لك. وفرصتك الوحيدة للنجاة في موقف كهذا هي أن تجعله يحترمك. إذا توسلت طلباً للرحمة، فستموت. قد يقتلك على أي حال، ولكن ستكون مسئوليته. إن القتلة الساديين وغيرهم من الناس)، لا يحبون تحمل مسئولية أفعالهم، لكن هذه قضية منفصلة. لا يهمنا هنا نفسية القاتل الصادي. أنت بحاجة لأن تتخذ استجابة موقفية، لا تقوم على الظروف.

 

إذن، فلنعد إلى الأخت. إنها تحتفظ بالمرأة كرهينة وتبرر ذلك وتلومها عليه، فما الحل إذن؟! إن الظروف ليست في أهمية الموقف. إذا كنت ستبدأ في التعامل مع نساء سيئات الطبع، فقد تحتاج لاتخاذ قرارات موقفية، وليس عرضياً، اعتماداً على الظروف.

 

بالنسبة لرجل يعمل لدى امرأة تكره الرجال، فإن الموقف هو المهم، وليست الظروف، مهما كانت، وعندما تتغاضى عن ترقيته مثلا، ربما سيكون لديها بعض الأسباب المقنعة، فماذا إذن؟ لن تستقيم الأمور أبدا ما لم يغير الموقف ويعمل لدى شخص، رجلا كان أو امرأة، لا يكره الرجال. لن يعرف أبدأ قيمته، ما لم يتخذ هذا القرار الموقفي، فعادة ما يكون هناك وظائف أخرى ومديرون آخرون، إلا إذا كان هناك جوانب تعويضية أخرى في موقفه معها.

والمرأة التي تكون رئيستها في العمل امرأة تفضل الرجال تواجه موقفا، وليس ظرفاً. عليها أن تقرر إذا كان هناك ما يعجبها في الوظيفة لدرجة تقنعها بالبقاء فقد تكون هناك مزايا تعويضية أخرى.

 

قد يكون من الصعب تمييز الفرق بين القرار الموقفي والقرار العرضي، ومع ذلك ففي بعض الأحيان يكون القرار الموقفي هو القرار الذي سيقربك أكثر من الموقف الذي تفضله في الحياة. لكي تتخذ قرارا موقفية، يجب أن ترى حقيقة الموقف وألا تأسرك الظروف، على سبيل المثال، المرأة التي تتعرض للضرب باستمرار من زوجها يكون هذا هو الموقف الذي تعيشه، ولكنها عرضية أو من ناحية الظروف تحتاج لدخل لها ولأطفالها، ولا مكان لها للعيش إلا معه. القرار الموقفي بعید المدي، أما القرار العرضي فهو للحظة الحالية. من فضلك لا تجعل الكلمات التي أستخدمها تشوشك، ولكن حاول أن ترى الصورة الأكبر التي أحاول توصيلها. الموقف محدد بنمط ثابت معين، أما الظرف فهو لقطة واحدة. إذا كنت متزوجة من امرأة تعارض كل ما أفعل ولا تظهر أبدا أي عاطفة، فهذان نمطان يحددان موقفي. أما الظروف فيمكن أن تكون مثلا: "لا نستطيع تحمل نفقات دراستك المسائية"

 

معارضة)، أو: "لا تلمسني، فقد طلبت أظافري توا" (لا عاطفة)، وقد تتغير هذه الظروف إلى: "لست مستعدة لاستقبال ضيوف اليوم" (معارضة)، أو: "لا تمسك يدي، فأنت تشوش انتباهي"، أو "كف عن ذلك، فأنا أشاهد الفيلم" (لا عاطفة). كما نرى، الظروف تتغير، ولكن يظل نمط الموقف كما هو.

 

إذا فهمت المسألة بشكل جيد، يمكنك تحديد النمط في أول مرة يحدث فيها. مثلا عندما يقول لك أحد الأشخاص: "أعرف أننا التقينا توا وأن هذا شيء محرج، ولكن هل يمكن أن تقرضني عشرة دولارات؟".

 

هل أعطيتك أمثلة كافية حتى الآن؟ حسنا، لم تنته بعد. أريد أن أعطيك شيئا تحتفظ به معك لبقية حياتك. إنه أساس للتعامل مع معظم المواقف. وهو عملية مستمرة، وليس شيئا ستصل إليه في خطوة واحدة. تابع من فضلك.