القبول في مقابل التدخل بعمق

 نحن نعرف أن الرجال يميلون إلى القبول, وربما قبول الخطأ أحياناً.

فمثلا، "جو" و "هاري" في السيارة على الطريق. يقول جو لهاري: "هاري، لقد كذبت على زوجتي كذبة كبيرة الليلة الماضية". فيجيب هاري: "عليك أن

 

تكون حريصاً، فلديك زوجة لطيفة، وقد تقوض بتصرفاتك أسرتك بأكملها". ولكن الرسالة الكامنة التي أوصلها هاري لجو في: "مهما تكن أفعالك سيئة، فسأظل صديقك للنهاية". هنا نجد القبول الكامل.

 

ولكن النساء لسن كذلك. فلو تخيلنا أن "روز" وسلفيا" في السيارة على الطريق، وأن روز تقول لسيلفيا: "لقد كذبت على زوجي كذبة كبيرة ليلة أمس “، فستستاء سلفيا للغاية وترد قائلة: "ماذا؟! ماذا دهاك؟ قد تقوضين كل شيء!". هنا لا يوجد أي قبول، ولكن هناك تدخل بعمق. فالنساء تتورط وكأنها تتوحد في الأمر، ولكن الرجال لا يتدخلون بشكل شخصي إلى الدرجة التي يصبح عندها تدخلهم في الأمر ظاهراً للعيان.

الرجال

النساء

تقدير الذات

مشروع تحسين الرجل

القبول

التدخل بعمق

 

 

الهدف في مقابل المشاعر

 تقول الكتب التي تتحدث عن الاختلافات بين الجنسين إن تعبير الرجال عن الأشياء يتكون من ۸۰٪ كلمات و۲۰٪ مشاعر، أما تعبير النساء عن الأشياء فيتكون من ۲۰٪ كلمات و۸۰٪ مشاعر. ورغم أن النساء عادة يلجأن إلى التعبيرات الشفوية أكثر من الرجال، فما يعبرن عنه بالكلمات هو مشاعر في الأساس. وهناك عدد كبير من الرجال لا يؤمنون أن المشاعر مهمة للغاية، وهؤلاء بحاجة لتعلم أن المشاعر مهمة للغاية... بالنسبة لها.

إن جوهر روح المرأة هو مشاعرها، وعادة ما تشعر المرأة أنك تعرفها إذا كنت تعرف

مشاعرها.

 

الرجال

النساء

تقدير الذات

مشروع تحسين الرجل

القبول

التدخل بعمق

.۸۰٪ كلمات، ۲۰٪ مشاعر

۸۰ مشاعر، ۲۰٪ كلمات

 

المشاعر

 

 

ولكن ذلك لا ينطبق على الرجل. فجوهر روح الرجل لا يكون مشاعره. إن أهدافه وغاياته هي جوهر روحه. الرجال يتم تربيتهم على ذلك، فنحن نؤكد لهم دائماً على أن المشاعر ليست أمراً مهماً: "لا تكن طفلاً. كن رجلاً! "، فتصبح الأهداف والغايات أهم عنده من المشاعر، وذلك ببساطة لما تعلمه وتربى عليه.

 

وهنا يكمن موقف رئيسي آخر من مواقف سوء الفهم. فربما تستمر المرأة في محاولة حمل الرجل على التحدث عن مشاعره، فهي تؤمن أنهما من الممكن أن يزدادا تقارباً بهذه الطريقة. ولكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة, رغم وجود بعض الرجال الذين يؤمنون بأن مشاعرهم هي جوهر روحهم. وفي الغالب يعبر الرجل عن نفسه وعن جوهره وحقيقته من خلال التعبير عن آماله وأحلامه. وقد يقول: " حسناً، أعرف أنني ربما أكون قد أسأت التصرف. ولكن ما أردته فعلاً لنا ولأسرتنا هو..". وفي نفس الوقت، قد تجيب هي قائلة: "أنت تبرر الأشياء وتقدم أعذاراً فحسب. لو كنت تعبر لي عن مشاعرك من آن لآخر، لكانت علاقتنا أكثر ألفة وتقارباً". وهذا يجعله يقول: "إنها لا تفهمني". (نفس العبارة مرة ثانية).

 

الرجال

النساء

تقدير الذات

مشروع تحسين الرجل

القبول

التدخل بعمق

.۸۰٪ كلمات، ۲۰٪ مشاعر

۸۰ مشاعر، ۲۰٪ كلمات

الهدف/الغاية

المشاعر

 

 

من الجائز أنه يبرر ويقدم أعذاراً بالفعل، ولكن قد لا يكون الأمر كذلك، وفي هذه الحالة، سيكون وكأنه كان يفضي بسريرة نفسه لشخص أصم. وهنا تكون هي قد فقدت ما كانت تصبو إلى الحصول عليه منه (الألفة والتقارب من خلال لحظة ضعفه).

وتواجه المرأة مشكلة مماثلة عندما تحاول إظهار مشاعرها. فمن الجائز أنها تعمل في وظيفة ممتعة، ولكنها تأتي للمنزل كل يوم وتشكو من مديرها لمجرد التنفيس عن مشاعرها، وبعد مرور عدة أسابيع على هذه الحال, قد يقول لها: "ابحثي عن وظيفة أخرى!". إنها لا تريد أن تجد وظيفة أخرى، ولكنها كانت فقط تفضي بسريرة نفسها لزوجها، غير أنها لم تلق أي صدى، وكأنها كانت تخاطب أذنا صماء

 

وبالإضافة للعامل الوراثي، فإن المجتمع يعلم الأولاد التوجه نحو تحقيق الأهداف وكبت المشاعر، بينما يعلم البنات البحث عن المشاعر. ويبدو أن النساء يؤمن أن الطريق المؤدي إلى تحقيق الهدف يعتبر في نفس أهمية الهدف نفسه.

 

الصورة الأكبر

دعنا إذن ننظر للصورة الأكبر.

 

 

  1. المرأة تحاول أن تجعل الرجل أفضل مما هو عليه، وتحدد المجالات التي يحتاج لتحسينها ليصل إلى أبعد ما يستطيع الوصول إليه. وفي نفس الوقت، يدرك أنها لا تقبله كما هو، وأنه لا يستطيع أن يرضيها ويعجبها بغض النظر عما يفعله
  2.  يحاول الرجل أن يجعلها تفهم وجهة نظره والطريقة التي يفكر بها (هدفه، وغايته)، وهي تحاول أن تجعله يقدر مشاعرها. وهو يقول عبارات مثل: "إن ردود أفعالك مبالغ فيها"، وتقول هي عبارات مثل: "لا تضيع الوقت، وأخبرني فقط بما تشعر به"
  3.  وهو يأخذ كلامها حرفياً ويعمه على كل المواقف ويتألم تقديره لذاته عندما تحاول أن تعبر عن مشاعرها، وقد يحاول أن يصحح معلوماتها عندما لا يكون لديها التفاصيل الصحيحة. وهي تشعر بالإحباط عندما تجده يعطي كل الأهمية للكلمات ولا يرى أنها تريده أن يفهم مشاعرها, تلك المشاعر التي لا يقدرها ولا يعترف بها في الأساس. فهو لا يعتقد أن المشاعر مهمة. وهي لا تعتقد أن كلماته مهمة. أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة إكس واي" XY Syndrome، وهو الاسم الذي اقترحه أحد الحاضرين بإحدى ندواتي.

 

ولنأخذ مثالاً ملموساً. تتصل سيدة بزوجها في العمل وتطلب منه أن يحضر معه علبة لبن فيجيب قائلا: "حسناً", ولكن الرجال عموماً لا يحبون أن يملي أحد عليهم تصرفاتهم. وهي في الحقيقة لا تملي عليه ما يفعله، ولكنها تفترض فقط أنه يرغب في المشاركة والمساعدة. ولذلك تعتقد أنه سيحضر معه اللبن. ونتيجة لما يدور بداخله من صراع على مستوى اللاوعي، يأتي للمنزل بدون أن يحضر اللبن. وعندما تسأله: "هل أحضرت اللبن؟"، يجيب: "متأسف، لقد نسيت".

 

فتستاء هي لأنها تجده لا يرغب في المشاركة والمساعدة. ولذلك تقول له: "إنك لا تشعر بالمسئولية إطلاقاً!". وعندئذ يؤذي مشاعره تماماً أن يعتقد أن هذه المرأة، التي من المفترض أنها تعرفه جيداً، ستعتقد من الآن أنه "شخص غير مسئول"، بعد كل التصرفات المسئولة التي قام بها. فما الذي يفعله الرجل عندما تتأذى مشاعره؟ عادة سيغضب، ويقول: "لا أشعر بالمسئولية؟! حسنا، لم تعتقدي أنني شخص غير مسئول الشهر الماضي عندما سددت عربون سيارتك الجديدة, أليس كذلك؟! ولا طيلة السنوات العشر الماضية التي لم أتوانَ فيها عن سداد أقساط المنزل". ويحمر وجهه وتبرز عيناه. إنه غاضب الآن، فبعد كل الأعمال المسئولة التي قام بها، يأتي خطأ بسيط كهذا ويمحو كل جهوده السابقة. وهو في هذه الحالة يكون مستغرقاً بشدة في الدفاع عن تقديره لذاته لدرجة تجعله لا يفهم مشاعرها، أما من ناحيتها, فهي لم تقصد أنه شخص غير مسئول عموماً. إنها تعتقد أنه غير مسئول لأنه لم يحضر اللبن فقط. وبما أنه مخلوق يهتم بالكلمات في المقام الأول, يأخذ كلامها حرفياً وعلى وجه التعميم. ويمثل ذلك طعنة قوية لتقديره لذاته, رغم أن ذلك لم يكن مقصوداً. وهو لا يزال لا يعترف بمشاعرها, ويدخل في مناقشة حول المسئولية التي لا تعتبر لب الموضوع إطلاقاً. الآن هي مستاءة فعلاً! فهو يحاول أن يكسب المناقشة لصالحه بدلاً من أن يعترف بمشاعرها. ولذلك فهي ستحاول الآن أن تتذكر جميع المواقف التي لم يكن فيها شخصا مسئولاً، طيلة حياته، فإذا لم تحمله على تقدير مشاعرها، فعلى الأقل ستكسب المناقشة وستكون "على حق".

 

وبعد سنوات عديدة على هذا المنوال. يأتي الزوجان لمكتبي بمشكلاتهما وخلافاتهما الزوجية، وغالبا ما يأتي الرجل بعد أن تصر المرأة على ذلك. وهو يكون في حالة من اللامبالاة ويكون بادياً عليه أنه فاقد لأي أمل. أتحدث معه أولاً وأسأله: "ما المشكلة في اعتقادك؟".

 

وغالباً ما تكون إجابته شيئاً مثل: "إنها لا تقبلني كما أنا ومهما أفعل، لن أستطيع إرضاء هذه المرأة أبداً". فأسأله: "في اعتقادك، ما رأي زوجتك فيك الآن مقارنة برأيها فيك في بداية زواجكما؟"، فيقول: "في بداية زواجنا، كانت تراني إنساناً مثالياً، أما الآن فترائي على العكس تماماً". ثم أسألها هي: "ما رأيك في زوجك الآن، مقارنة برأيك فيه في بداية زواجكما؟".

 

فتجيب قائلة: "في بداية زواجنا، كان شخصاً متهوراً وغير مسئول، أما الآن فهو أفضل بكثير".

 

فينظر إليها وهو في غاية الدهشة.

 

هل ترى كيف تتكامل (أو لا تتكامل) الصورة الأكبر؟ أترى لماذا يعتبرها سيئة الطبع (متذمرة، ولا تفهمه أبداً, ولا ترضي أبداً, ولا تتقبله كما هو... إلخ)؟ أترى لماذا أصبح متباعداً من الناحية العاطفية (أي يستعيد تقديره لذاته منها حتى لا يتألم؟)، أترى سبب استيائها وكونها غير عاطفية (أي أنها قد كبتت مشاعرها حتى كادت تنفجر؟ لماذا تشعر بقيمتها عنده (فهو لا يقدر مشاعرها أبداً؟ ولماذا يشعر أنه عديم القيمة في عينيها (إدراكه أنها تعتقد أنه ليس شخصاً جيداً بالقدر الكافي)؟

 

هل يحبط كل منهما الآخر؟ نعم، إنهما يفعلان ذلك دون إدراك منهما، فهما لا يفهمان بعضهما البعض، ولا يستطيع كل منهما أن يضع نفسه مكان الآخر. إنهما يسيئان فهم بعضهما البعض. من السهل إلى حد ما أن تضع نفسك مكان الآخر وتفكر بنفس طريقة تفكيرك، ولكن الأصعب من ذلك بكثير أن تضع نفسك مكان الآخر وتفكر بطريقة تفكيره هو.

دعني أوضح ذلك أكثر. اعتاد رجل أن يشتري لزوجته بانتظام في أول عامين من زواجهما زهور القرنفل. وفي أحد الأيام، قالت له: "لست ناكرة للجميل، ولكني أريد أن أعرف لماذا تشتري لي زهور القرنفل؟".

فقال: "حسناً, لأن رائحتها جميلة وتعيش فترة طويلة".

فقالت له: "هذا صحيح، وأنا أيضاً أحب القرنفل, ولكن هل تعرف ما نوع الزهور التي أحبها أكثر؟".

وفي هذه اللحظة، أدرك كم كان نرجسياً.

ثم أردفت قائلة: "أحب الورود. الورود الحمراء".

 

لقد كان أنانياً طيباً، ولكنه كان أنانياً رغم ذلك. لقد حاول أن يضع نفسه مكانها، ولكنه كان لا يزال يفكر بنفس طريقته. وهو كان يحب القرنفل. الأصعب بكثير كما قلنا أن تضع نفسك مكان شخص آخر وتفكر بطريقة تفكيره هو.

 

إذن ما المشكلة هنا؟ سوء الفهم. وما العلاج إذن؟ حسنا، إذا كنت تابعت بتركيز هذا التوضيح, فلديك الآن بالفعل الجزء الأكبر من العلاج. علاج سوء الفهم، ببساطة شديدة، هو الفهم. وهذا هو أحسن ما في الأمر.

 

إذا كنت ممن ينطبق عليهم ما سبق، فلديك الآن "البنسلين" اللازم للعلاج. ولكن هل تشعر بالشفاء بعد أن تأخذ البنسلين مباشرة؟ لا. إن الشفاء هو عملية طويلة، ولا يتم بعصا سحرية كتلك التي توجد في الحكايات الخرافية.

شيء مهم آخر. عندما يفهم الرجل أن نوايا المرأة حسنة, يمكنه أن يتفهم تصرفاتها. ولكن يجب تذكيره دائماً بنواياها وأهدافها (لن يكلفها شيء أن تربت على كبريائه وتقديره لذاته بعد أن تطأهما بقدميها). إنه أسلوب معروف وفعال في الإدارة أن تخبر الموظفين بأهميتهم أولاً ثم توجه النقد. فهذا يرسم الصورة الأكبر قبل تقديم التفاصيل السلبية. وذلك يمنع الشخص من المبالغة وتهويل الأمور، ويضع الأمور في منظورها السليم. فيمكن أن ينهار الرجل بسرعة إذا وصلته صورة شخصية سيئة، نحن إذن بحاجة لرسم الصورة ككل، وليس الجزء السلبي فقط.

والرجل والمرأة كلاهما لا يحب أن يقلل أحد من شأنه أو أن يعامله بغير احترام. والرجل لا يجد مشكلة في أن يقول له أحد أصدقائه على سبيل الدعابة: "أيها الوغد، أو أيها الأحمق مثلا"، كما أنه قد تعلم أن يتسامح مع مثل هذه الأشياء على اعتبار أنها مجرد دعابة، ولكنه مع ذلك يكره أن ينعته أحد بأنه "شخص غير مسئول أو غير ناضج أو جاهل". ولكن المرأة قد لا تأخذ المسألة على نحو شخصي إذا ما نعتتها صديقتها بأنها "غير مسئولة". والحقيقة هي أن الإهانة اللفظية هي إهانة في كل الأحوال، ومهما كانت الصفة المستخدمة، فهي لازالت تنعت الشخص بشكل معين.

وكما قلت. إن كشف ما يحدث فعلاً هو الحل. وترحب النساء بهذا الحل لأنه يقر ما يحدث, والرجال يرحبون به لأنه يصلح المشكلة. والمرأة يمكنها عندئذ الاختيار هل تريد أن ترعى تقديره لذاته أم لا. يمكنها أن تقول: "إنني لم أقبل أبداً أن أرعى تقديرك لذاتك، فهذا ليس شأني". وقد ينجح هذا الأمر. ويمكن أن يعتبر الرجل ذلك أمراً معقولاً، ولكن المرأة تفقد قدراً كبيراً من التأثير بهذا الطريقة.

وهناك أسلوب آخر وذلك عندما تقول المرأة للرجل: "متأسفة، لقد وطئت تقديرك لذاتك بقدميّ، والآن يمكنني رؤية جميع الجوانب التي تأثرت بذلك، وسأراعيها بشكل أفضل في المستقبل". فإذا كان ذلك هو الأسلوب الذي ستتبعه المرأة، فأقترح ما يلي: في الموقف السابق، عندما يعود للمنزل بدون اللبن، فعليها أن تربت على كبريائه وتقديره لذاته أولاً. في البداية، دعيه يعرف شعورك عامة (في الصورة الأكبر): "لا أصدق أنك نسيت اللبن، فلا يمكن أن يفعل ذلك رجل مسئول مثلك، اشترى لي سيارة في الشهر الماضي، ولم ينسَ سداد أي قسط من أقساط المنزل لمدة عشر سنوات". أنت الآن قمت بملاطفة كبريائه وتقديره لذاته بدرجة كبيرة. الآن أصبح تقديره لذاته كبيراً جداً ويريد الرجل أن يرتقي ليكون قدر هذه الصورة، وربما يعود بسيارته مسرعاً ليحضر اللبن. وبالرغم من أن هذا

 الأسلوب يبدو أنه ينطوي على قدر من الاستغلال والخداع، إلا أنني لا أعرف أي رجل يكره أو يمانع أن يستغل بهذه الطريقة. والحقيقة هي أن هذا الأسلوب هو مجرد اعتراف بالأمور وليس استغلالاً.

كما أنني أيضا أطلب من المرأة أن تختار كلماتها بحكمة أكثر. يمكن أن تقول مباشرة: "إنني فعلاً غاضبة لأنك لم تحضر اللبن"، وهنا لا مجال لأي نقاش عن المسئولية، ولا يسعني أن أقول ذلك للنساء هذه الأيام، فقد ظلوا لقرون يحاولون تكييف عقليتهم مع عقلية الرجل، ولم يأت ذلك بأي فائدة لأي طرف من الأطراف. إن ذلك يمكن الرجل أكثر فقط، كما أنه لا يتعلم أبدأ أن يبحث عن المشاعر.

 

بدلا من ذلك، سأسأل الرجل عن الطريقة التي قالت بها زوجته إنه غير مسئول، وقد يقول: "لقد نظرت إلى بقسوة، وقالت: ’ أنت غير مسئول، غیر مسئول بالفعل!’.

ثم أسأله: "هل لاحظت أن كلامها كان يحمل أي شعور معين؟".

يفاجئه ذلك، ولكنه يعترف أنه كان هناك كثير من المشاعر فيما قالته. أضيف قائلاً: "ربما كان يجب أن تقول شيئاً مثل: لقد جعلك ذلك تشعرين بالغضب حقاً. أنت غاضبة حقاً من ذلك.

 

قد تصبح هي عندئذ في غاية السعادة لأنه أخيراً أقر بأحد مشاعرها، وقد تسرع نحو السيارة وتذهب لإحضار اللبن بنفسها (ولن يتركها هو تفعل ذلك بالطبع).

 

وعندما أسأل الرجل عما ضايقه عندما قالت إنه غير مسئول، قد يجيب: "حسناً"، إنه ليؤرقني فعلاً أن أعتقد أنها تفكر في بهذه الطريقة. فبعد كل الأفعال

 

المسئولة التي قمت بها، تضرب بها جميعاً عرض الحائط لمجرد أني نسيت علبة اللبن". أترى الفرق في طريقة التفكير بين الرجل والمرأة؟

 

لا أريد أن أقتل هذا المثال بحثاً، ولكن إذا استطعت رؤية جميع العناصر هنا، فقد ترى الصورة الأكبر وتعرف كيف يمكن تطبيق هذا المثال على العديد من المواقف التي تحدث بين الرجل والمرأة.