الإسفنجة (معتمدة أخرى على الغير)

 تمتص الألم وتحمي زوجها وأطفالها من الواقع. تبدو وكأنها إنسانة مثالية. تلتمس الأعذار والمبررات لزوجها في كل المواقف، وتتصل بعمله لتخبرهم بأنه مريض عندما يتكاسل عن الذهاب، وتخفي عن الأطفال أنه شخص طائش وغير مسئول (وهم يعرفون ذلك). لو تستطيع فقط أن تجعله يلتزم بقدر يجعله يحافظ على وظيفته فقط! ثم يصل الأمر إلى أنه قد تم فصله من عمله، وحان الوقت لتجد هي وظيفة للإنفاق على الأسرة، تجد وظيفة ولا تزال هي من يغسل الملابس والأطباق وتتأكد من ذهاب الأطفال إلى المدرسة. أحيانا تصاب بالإحباط، ولكن إساءته إليها بالألفاظ عادة تجعلها تكبت ذلك لتحافظ على الهدوء في الأسرة. تحاول أن "تساعده" حتى يخرج من أزمته ويجد وظيفة ليعول الأسرة، ولكن عندما يغضب منها، يترك المنزل ولا يأتي إلا في المساء. تحاول جاهدة أن تجد له الأعذار، وتخبر الجميع أنه يبحث عن وظيفة، ولكنه لا يجد.

حسناً، إنها تبدو إنسانة مثالية، ولكن ذلك أبعد ما يكون عن الواقع. وهي بالطبع لا تدرك ذلك، ولكنها تمهد لزوجها الطريق للقبر. وذلك ليس لأنها تسببت في طيشه وتهوره وعدم إحساسه بالمسئولية، ولكن لأنها تساعده على أن يبقى كذلك. إنها تكره طيشه وتهوره وعدم إحساسه بالمسئولية، وضد ذلك تماما. وهي تخبره بين الحين والحين أنها لا تستطيع تحمل ذلك. ربما يضربها ويعتذر لها في اليوم التالي.

فإذا انصلح حاله، تجد نفسها لا تعرف ماذا تفعل، فقد تختلق المشكلات، وذلك ليس لأنها ترغب في ذلك. ربما كان والدها شخص طائشة ومتهورة، وتعودت مثل أمها على التعامل مع ذلك. وإذا لم تجد مشكلة كهذه في حياتها، فقد تشعر بالضياع. إنها معتادة على أن تقوم بوظيفة الإسفنج، فهي تعرف كيف تمتص الألم وكذلك الخزي الذي يشعر به الآخرون نتيجة لتصرفاتهم الطائشة غير المسئولة، وبدون قصد، تخلق مناخا يدعو للانتكاس۔

تصعب عليها الحياة دون اضطراب. إنها تعتمد على زوجها وعلى مشكلاته الدائمة، إذا توقف زوجها عن إحداث المشكلات، ربما ستبدأ ابنتها في ذلك. يجب أن تجد اضطرابا ما في حياتها من أي جهة.

فإذا أرادت أن تساعد نفسها، فعليها اتخاذ القرار: "إما أنا وإما طيشه وتهوره وعدم تحمله للمسئولية". عليها أن تكون على استعداد للتغيير. إنها لا تستطيع أن تغيره هو، ولكنها تستطيع أن تغير نفسها. عليها أن تقذف يرقة الفراشة خارجاً. إذا عادت هذه اليرقة كفراشة، فقد يكون أمرا جيدا، أما إذا لم يحدث ذلك، فذلك لم يكن متوقعا أن يحدث. عندئذ سيكون عليه أن يحطم نفسه بدون مساعدتها.

أعرف أن ذلك يبدو بسيطاً، ولكني أعرف أيضا أنه صعب للغاية، ومع ذلك، يجب فعل ذلك من أجلها ومن أجل زوجها. من الجائز أنها تحبه، ولكن إما الآن وإما فيما بعد، بشكل ما أو بآخر، سيكون هناك خيار بينها وبين طيشه وتهوره. من الأفضل أن تأخذ القرار الآن بدلاً من انتظار كل المشكلات التي ستنتج عن عدم تحمله للمسئولية.