السمكة الضارية (تابعة المتنمرة)

ليس لدي الكثير لأقوله عن السمكة الضارية، فهي تسير مع المتنمرة حتى لا يهاجمها أحد. وهي تتخلص من إحباطاتها بأن تساعد المتنمرة في مهاجمة الآخرين. فهي تابعة، مثل الدجاجة تماماً. ففي الحظيرة، بعض الدجاجات تبدو مصدر تهديد. والدجاجة التي من هذا النوع تنظر للدجاجات ومنقارها موجه في اتجاه دجاجة أخرى ثم تسير إليها بطريقة تدل على التهديد وتتبعها كل الأخريات. وكل ما على المرء فعله أن يحرك ذراعه ويصيح "هش" فتجري التابعة مسرعة، وتصرخ طوال الطريق. وهي لا تتسم بالعمق ولا ترى الصورة الأكبر، فكل هدفها هو الحفاظ على نفسها، وهذا كل ما يقال عنها.

 

سمكة القرش (مصلحتها فحسب)

 تتجاهل سمكة القرش مشاعر ومشكلات الآخرين، رغم أنها تستطيع أن تتظاهر بالاهتمام. وهي عديمة الضمير، وتتسم بالأنانية والتكبر والإحساس بالاستحقاق والأهمية. ويبدو أنها تُقدر نفسها، وواثقة بذاتها وتشعر بأهميتها واستحقاقها. ولا يظهر عليها أنها مصابة باضطراب عصبي أو تعاني من القلق. يمكن أن تكون اجتماعية ومحبة للهو والتسلية. تعرف ما تريد في أي لحظة ولكن عادة لا يكون لها أهداف أكبر، إلا أن تشير إلى بعض الأهداف الكبيرة لمجرد التباهي أمام الآخرين، ولكنها لا تتابع لتحقيق هذه الأهداف. فهي رغم كل شيء تشعر بالأهمية والاستحقاق. لا تمانع في كسر القواعد من أجل مكاسبها الشخصية. يمكن أن تكون استغلالية وعدوانية وملحاحة جداً، إذا اضطرت لذلك. وإذا لم تقتض الحاجة، فقد تكون ساحرة جداً وقادرة على جعل الآخرين يعطونها كل شيء. قد تعد بإعطاء شيء ما في المقابل، ولكن ذلك لن يحدث. وهي في الحقيقة لا تحترم الشخص الذي يخضع لاستغلالها، وتعتقد في قرارة نفسها أنه شخص فاشل لأنه قد سقط في حيلها وأساليبها الخادعة.

سأخبرك الآن بخبر سيئ، وهو أنه ينبغي أن تبتعد عنها؛ فمن يقترب منها لن ينال شيئاً وسيخسر كل شيء. إن هناك شخصاً واحداً في هذا العالم يهم هذه المرأة، ألا وهو نفسها، أما الطرف الآخر فأهميته بالنسبة لها تنبع من خلال ما يمكنه الإسهام به من أجل سلامتها. وعندما لا يعد ذا قيمة في هذا الشأن، يصبح لا شيء بالنسبة لها، ولن تشعر بأي مشاعر أو تعاطف معه، رغم أنها قد تتظاهر بذلك، إذا كانت لم تفرغ بعد من استغلاله كلياً.

وهي تحقق أهدافها بالاستغلال أو القوة؛ فهي تؤمن أن البقاء للأقوى فقط وترى أنها على رأس من يستحقون البقاء. وهي تسي، تفسير العطف وتراه على أنه ضعف. وتؤمن أنها في عالم يأكل فيه الكبير الصغير؛ ولذا فعليها أن تقضي عليه قبل أن يقضي هو عليها. دائما ما تكذب وتغش ولا ترى أي عيب في ذلك، إلا أن يتم كشفها، وهي تشعر أن الآخرين يظلمونها وتحاول دائما الحصول على حقوقها كاملة. وتلقي باللوم على الآخرين فيما يتعلق بخطاياها. كما أنها تلوم ضحاياها؛ فإذا كانت الضحية لا تستطيع الحفاظ على نفسها، فهذه ليست مشكلتها هي.

يمكن أن تكون مخادعة جدا ولا تمانع في انتهاك القانون، إذا كانت تعتقد أنها لن تكشف، وعادة ما تكون مديونة بالكثير الذي لا تقوم بسداده، كما لا تفي بالكثير من التزاماتها، وغالبا ما يعول أطفالها أنفسهم. فيمكنها أن تترك زوجها وأبناءها دون الشعور إلا بالقليل من الندم. ويمكن أن تكون سريعة الانفعال وعدوانية جدا.

يمكنها أن تبدو مثالية لدرجة غير معقولة، حتى يعرفها من يتعامل معها. تحب اللهو والمرح ويمكن أن ينساق في انغماسها في ذلك أحيانا. تبدو واثقة جدا (إلى حد الغرور)، وتعرف ما تريده وتتجه نحو الحصول عليه (الشعور بالاستحقاق). وهي تحب الانطلاق وتخطي الحدود والقيود.

 

وإذا أراد رجل أن يتزوجها، فعليه أن يقضي وقتا سعيدة حيثما يمكنه ذلك، وذلك لأن التعاسة قريبة جدا. وهي على استعداد للزج به في أي مشكلة نيابة عنها كي تخرج هي منها بدون أي خسائر. عليه ألا يعطيها حق التصرف في أمواله إلا إذا أراد أن يفقدها كاملة. وعليه أن يبعد موروثات العائلة عن متناول يدها، فيمكن أن تذهب بها لترهنها غير مبالية بالقيمة العاطفية لهذه الأشياء. فإذا واجهها بأخذها، فقد تنكر ذلك وتقول إنها ربما تكون قد سرقت. فإذا ضبطها متلبسة، فقد تقول: "حسنا، ماذا كان يفترض أن أفعل؟ كنت بحاجة لبعض المال. لو كنت تحبني كما تقول، لأعطيتني ما أريد حتى لا ألجأ لفعل ذلك"، ملمحة إلى أن خطاياها تعتبر ذنبه هو.

 

لماذا أصبحت هكذا؟ يقول الباحثون إن ذلك بفعل الوراثة بالإضافة إلى بعض الظروف البيئية، يبدو ذلك معقولا، أليس كذلك؟ وأستطيع أن أضيف أن المسألة تتعلق كذلك بسلسلة من الاختيارات. فعندما يتداخل الضمير مع الرغبات، تشعر "بالضعف"، ولذلك تعمل جاهدة للتخلص من هذا "الضعف". ومن خلال عملي، تولد لدي إيمان قوي بأن هناك فرقا كبيرا بين المرض العقلي والإجرام. فهناك كثيرون ممن يعانون من الفصام الشيزوفرينيا) لا يمكنهم إيذاء حشرة، رغم ما ينتابهم من هلاوس. وهناك مصابون بالفصام يكتسبون طبيعة إجرامية، ولا يكون لإجرامهم علاقة كبيرة بمرضهم العقلي، ويمكن أن تتغذى الحالة المزاجية لهذه المرأة على الجانب المظلم منها ويصبح لا هم لها إلا مصلحتها وأغراضها. وسمكة القرش تتسم بالإجرام. ويعتقد بعض الناس أن من يفعلون أفعالا سيئة يفعلون ذلك لمجرد أنهم يعانون من بعض المشكلات. لا، فهناك فعلا شيء اسمه الشر. والشخص الشرير لا يجب عليه بالضرورة أن يفعل أشياء شريرة بشكل واضح، فكل ما عليه هو أن يفعل فقط أشياء تتجاهل حقوق الآخرين لمصالحه الشخصية. وكما قلت من قبل، فهذه المرأة قد لا ترغب عمدا في إيذاء أحد لمجرد الإيذاء، ولكن إذا وقف في طريق مصلحتها، فسيكون لزاماً عليها أن تتخلص منه، ثم ستقول بعد ذلك: "لقد أحببته حقا. كان رجلا لطيفا. ولكن كان عليّ أن أعتني بنفسي".

فما الذي يمكنه عمله حيال ذلك؟ يخرج من حياتها، وهذا هو الحل، دون أي مناقشة أو جدال. هل هذا واضح؟ لا ينبغي أن يقلق عليها، فستكون على ما يرام. ستجد مغفلا آخر. هل أقول ذلك بعداء؟ لا، في الواقع هذه هي الإجابة بموضوعية تامة، اعتمادا على أبحاث ومعلومات الباحثين والأطباء النفسيين الذين أهدروا طاقاتهم وفشلوا في إصلاح أشخاص من هذا النوع.

 

وإذا لم يأخذ باقتراحي وقرر أن يستمر مع هذه المرأة بأي حال، فهناك بعض الأشياء القليلة التي يمكنه عملها للتعامل معها:

  1.  أن يطالبها باحترامه.
  2.  أن يظهر إعجابه بها (فهي تستجيب للإعجاب وليس للحب بالضرورة، لأنها ترى الحب ضعفا).
  3.  ألا يطلب منها الرحمة أبدأ (فهذا يثيرها وتصبح كالقطة التي تتلاعب بالفار).
  4.  أن يضعها في إطار إيجابي أمام الآخرين.
  5.  أن يكون أقوى منها (بالطبع، لأنها ستلتهمه في اللحظة التي يفقد فيها قوته).

نحن نتعامل هنا مع مخلوق مفترس. فإذا أردت أن تربي أسداً على اعتبار أنه حيوان أليف، ففكر فيما يجب عليك فعله. عاملها باحترام، واطلب منها أن تحترمك، وكن لطيفاً معها ولكن لا تستسلم، وسيطر عليها، ولا تقف أبداً بينها وبين رغبتها التالية.

وإذا كانت رئيستك في العمل امرأة من هذا النوع، فنصيحتي لك هي أنها سوف تستغلك. ستقدم لك جميع الوعود التي ترغب في سماعها، ثم بعد أن تعمل بجد وتساعدها في الحصول على الترقية التي كانت تسعى لها، قد تنتقل للمستوى التالي وتنسى كل شيء عنه، إلا إذا كان لا يزال من الممكن أن تستغله أكثر من ذلك.