أحدث انبعاجاً في الكون

 

استيقظت من نومي مبكراً عن المعتاد بينما أكتب هذا الفصل. استمعت إلى بعض الموسيقى الجميلة. ودونت قليلاً في دفتر يومياتي. كتبت عن مدى حبي لأولادي. وكتبت عن الموضع الذي وصلت إليه حياتي حتى الآن. وكتبت عن الموضع الذي أود أخذها إليه. وكتبت عن توقي لأن يكون لي أثر في العالم. إن القيادة ـ كإنسان ـ تعني أن يكون لك أثر. أن تشكل فارقاً ملحوظاً. أن تترك الأشياء في حالة أفضل مما وجدتها عليها.

عندما قابلت أحد الحكماء المشهورين، سألته ما الغاية المفترضة للإنسان في الحياة في رأيه؟ فأجاب بدون تردد: "أن يجد قضية أكبر منه، ثم يهب حياته من أجلها". كيف يمكن أن يبدو هذا العالم لو أن كل إنسان وجد قضيته أو غايته في الحياة، ثم سعی بعد ذلك بكل حماس لتحقيقها؟ ستقل الكراهية، والحروب، وسیفیض الحب. ويصبح كل البشر کیاناً واحداً. وكما قالت کوریتا سکوت کنج: "عندما تكون مستعداً لأن تضحي من أجل قضية عظيمة، فلن تجد نفسك وحيداً أبداً".

وقد اعتاد ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، أن يخبر موظفيه بأنه من خلال إظهار أفضل ما لديهم، ستتاح لهم الفرصة لكي "يحدثوا انبعاجاً في الكون". لقد أصاب جوبز جوهر الحقيقة. مهم بالطبع أن يكون عملك مربحاً. ومن المؤكد أنك تريد أن يجري العمل في مؤسستك بطريقة ممتازة. وأنك تريد أن تكون منتجاتك وخدماتك عالية الجودة. وأنك بحاجة إلى الابتكار والإبداع والتجديد بصورة مستمرة، وإلى تطوير علامتك التجارية. ولكن أليس التأثير في العالم من خلال مساعدة عملائك والتأثير في الآخرين بإيجابية ـ هو الهدف من العمل في النهاية؟

أليس التأثير في العالم من خلال مساعدة عملائك والتأثير في الآخرين بإيجابية هو الهدف من العمل في النهاية؟

إليك إذن هذا السؤال الرقيق من رجل لا يتمنى لك إلا الأفضل: "ما الانبعاج الذي سوف تحدثه في الكون اليوم؟". ما القضية التي ستناضل من أجل الدفاع عنها؟ ما الإسهام في العمل وفي البيت الذي ستقدمه في الحياة؟