ماذا حدث لعبارة

"من فضلك"؟

كنت أتناول القهوة منذ وقت قريب في أحد مقاهي ستاربكس. أخذت المرأة التي كانت إلى جواري فنجان قهوتها من فوق الطاولة، ثم قالت للنادل: "هل يمكن أن أحصل على صينية". لم تقل ذلك بوقاحة في حقيقة الأمر، ولكنها لم تكن مهذباً أيضاً. وجعلني ذلك أفكر. ما الذي حدث لعبارة "من فضلك"؟

بالنسبة لي، عبارة "من فضلك" تعني "إنني أحترمك". كما أن عبارة "شكراً لك" تعني "إنني أقدرك ". إن التحدث بصورة أنيقة هو طريقة فعالة للغاية توضح بها لمن حولك أنك تهتم بهم، وتأخذهم بعين الاعتبار. تعجبني هذه المقولة لفرانك بايرن: "الاحترام هو الحب مرتدياً ملابس بسيطة". فكم مرة قمت بشراء شيء من أحد المتاجر أو طلبت شيئاً في أحد المطاعم، ورغبت بشدة أن يجيبك الطرف الآخر بكلمات أنيقة ومهذبة؟

إن النجاح الحقيقي ليس أمراً معقداً. فهو ببساطة ليس أكثر من اتباع سلسلة من الأساسيات، وبشكل ثابت. وكل ما فعله هؤلاء الذين وصلوا إلى العظمة أنهم قد طبقوا هذه الأساسيات ـ خطوة بخطوة، ويوما بعد يوم ـ وعلى مدى أشهر وأعوام طويلة.

فالمسألة ليست صعبة على الإطلاق. وهي لا تتطلب إلا تصرفات بسيطة كل يوم تدل على الالتزام تجاه القليل من الأشياء المهمة. ولكن بالمداومة على هذه التصرفات، تظهر نتائج مذهلة بمرور الوقت. ولا يفعل الناجحون أكثر من تلك الأشياء التي تعرف بالفعل أن من المهم القيام بها جيداً من أجل أن نحيا حياة فذة وغير عادية. وهم يداومون على ذلك بانتظام. ومن الأشياء الأساسية التي يفعلونها أنهم يكثرون من قول "من فضلك".

إن الأخلاق الطيبة هي وسيلتك لكي تصبح إنساناً متميزاً، سواء كنت أماً أو أباً أو بائعاً أو رئيساً تنفيذياً. إنها تظهر للناس أنك توقرهم وتحترمهم. نعم، الأخلاق الطيبة مسألة بديهية. ولكن كما قال الفيلسوف الفرنسي فولتير: "البديهيات لا يعرفها الجميع". وإذا كانت كل هذه الأشياء في غاية الوضوح، فكيف لا يطبقها معظم الناس؟

 

الأخلاق الطيبة هي وسيلتك لكي

تصبح إنسانا متميزاً