احرق مراكبك

 

فكرة مؤثرة: الإنجازات العظيمة غالباً ما تتحقق ونحن نعانٍ تحت وطأة المشكلات والأزمات. فالضغوط يمكن أن تحسن أداءك بالفعل. ولا تتبدى طاقتك في أبهى صورها إلا عندما تحتدم الظروف. ولا يظهر معدنك الحقيقي إلا عندما تضع نفسك في موقف غير مريح، وتبدأ في الشعور بأنك على المحك. إن التحديات تقوم بدور رائع في تعريفك على أفضل وأسمى ما فيك. من فضلك، توقف وفكر في تلك الفكرة لدقيقة أو اثنتين. إن الأوقات المريحة الرخية لا تجعل منك شخصاً أفض، بل إنها تجعل منك شخصاً كسوة ومستسلمة ومتبلد العقل. والبقاء في منطقة الراحة والأمان ـ والإبحار في الحياة كيفما اتفق ـ لم يحدث أن جعل أي إنسان يعلو ويكبر. والإنسان يميل بطبعه إلى أقل الطرق وعورة ومقاومة. كما أنني أتفق معك على أن من الطبيعي أو العادي أن ترغب في تجنب ضغوط تحدي ذاتك ودفعها للتألق. ولكن العظمة لم يدركها أبداً أي شخص عادي. (المهاتما غاندي، بيل جيتس، أوبرا وينفري، الأم تريزا، ألبرت شوایتسر، أندى جروف، توماس أديسون، كل هؤلاء بالتأكيد قد اختاروا حياة متميزة مختلفة. وحمدا لله على ذلك).

إنني لم أنس أبدأ قصة المستكشف الشهير هيرناندو کورتیز. لقد نزل على شواطئ فيراكروز بالمكسيك في عام 1919، وأراد أن يغزو بجيشه هذه الأرض من أجل أسبانيا. خاض معركة ضارية: عدو شرساً، ومرضاً قاسياً، مع ندرة الموارد وقلة الإمدادات.

وبينما كان الجيش يسير نحو المعركة، أمر كورتيز أحد ضباطه بأن يرجع إلى الشاطئ لينفذ أمراً واحداً: "احرق مراكبنا". هذا القائد هو بطلي المفضل.

 

إن التحديات تقوم بدور رائع

في تعريفك على أفضل

وأسمى ما فيك.

إلى أي مدى يمكن أن يكون حضورك قوياً ومؤثراً في العمل وفي الحياة ـ إذا لم يكن الانسحاب والتراجع خياراً مطروح؟ كم ستحقق من نجاحات كبيرة، وكم ستصبح أكثر جرأة وإقداماً، وكم ستعمل بجد واجتهاد، وكم ستصبح حياتك مؤثرة، لو علمت أن "مراكبك قد احترقت"، وأن الفشل ليس احتمالاً ممكناً؟ إن الماس يتشكل بالضغط الهائل. والعظماء يتشكلون من خلال العيش في ظل منظور أو إطار مرجعي يخبرهم أنه يتعين عليهم النجاح.