بون جوفي وقوة التركيز

 

أخبرني أحد الأشخاص منذ فترة أن جون بون جوفي هو من المعجبين بكتابي The Monk Who Sold His Ferrari. أمر مشوق. إنني كنت دائماً من المعجبين بهذا الرجل لحماسته وموسيقاه. وقد استمعت هذا الصباح إلى أغنية له يقول فيها: "عندما يقف العالم في وجهي، أقول له أتمنى لك يوماً جميلاً". وجعلني ذلك أفكر في بون جوفي، وفي حياته المهنية الطويلة، وفي أسباب بقائه على الساحة بقوة، بعد هذه السنوات الطويلة.

إن تركيز الإنسان على ما يريده يمنحه قوة هائلة. ورغم أن هذا المعنى يبدو مدركة بالبديهة، إلا أن معظمنا يغفل عنه. إن الأحلام يمكن أن تتحقق. يمكنك أن تصل إلى مكانة مرموقة في حياتك المهنية. يمكنك أن تجد حب أعمق مما تخيلته أبداً. يمكنك أن تجد الحيوية الشديدة والنشاط المذهل، وأن تحقق الرضا والإشباع الدائمين. ولكنك بحاجة لأن تركز. إن من يحاول فعل كل شيء، لا يحقق أي شيء. معظمنا يحاول أن يكون كل شيء لكل الناس، ولذلك ينتهي به الحال وهو لا يمثل أي شيء لأي أحد. وقد عبر كونفوشيوس عن هذه الفكرة ببلاغة في هذه المقولة: "من يطارد أرنبين، لا يمسك بأي منهما". فكرة مهمة.

ما تركز عليه هو ما سينمو ويتطور. وهو ما سترى في حياتك مزيد منه. فكر في هذا المعنى. ركز على إتقان الأمور المالية، وسترى حياتك المادية تنتعش. ركز على أن تكون محباً وحنوناً، وستتحسن علاقاتك بالآخرين. ركز على حالتك الجسدية عن طريق ممارسة الرياضة والسير على نظام غذائي ممتاز، وستتحسن صحتك. ركز. ركز. ركز. هذا هو ما يفعله الصفوة. التركيز التام على مهامهم الأساسية، وعلى أهم أولوياتهم. والالتزام الكامل بتوجيه كامل مجهوداتهم صوب هدف واحد، بدلاً من تشتيت هذه المجهودات. كنت قبل عدة أشهر قد تناولت العشاء مع أحد عملائي، وهو بليونير. سألته ما الشيء الوحيد الذي فعله ويعتبره وراء تكوين هذه الثروة، فأجاب قائلاً على الفور: "جعلت هذا الهدف نقطة مرجعيتي الوحيدة".

 

من يحاول فعل كل شيء،

لا يحقق أي شيء.

 

نعود الآن إلى جون بون جوفي. فما أعرفه هو أنه لا يزال موجوداً على الساحة، ولا يزال يؤدي عملاً رائعاً؛ لأنه كانت لديه فكرة واضحة عن الصورة التي يريدها الموسيقار، وعن الصورة التي يمكن أن يجعلها عليها، ثم ظل مركزاً على تلك المهمة. وقد سمعت أنه قد واجه بعض الأوقات العصيبة (وكلنا هذا الرجل). ولكنه لم يستسلم. ولم يتقمص دور الضحية. لقد بقي صامداً قوياً، ولم يحد عن طريقه. كما ظل مخلصاً لجمهوره وذاته، وصادقاً معهما.