إننا نعيش في عالم عقلي

إليك هذه الحقيقة، تحتاج لأن تعمل فيها الفكر:

 لكي نغير العالم كما نعرفه حاليا ونفهمه،

فإننا بحاجة فقط إلى رؤيته في ضوء مختلف.

 

بكلمات أخرى، إننا بحاجة إلى تجربة تحول المنظور نحو من نحن في إطار العالم بأوسع مفهوم. لابد أن نفهم أننا نعيش في عالم ذهني، ليس عالما ماديا، وكل ما يمكن لحواسنا الخمس أن تقدمه لنا تف ضئيلة من المعلومات، وانطباع ما، مما يقع في العالم الخارجي بحيث يمكننا تفسيره بطرق شديدة التنوع. ليس صحيحا أن كل ما نحتاج لرؤيته من أجل أن نكون ناجحين يكون دائما " خنيا " عن العين الإنسانية، لكن الأمر فقط أننا غالبا لا نكون قادرين على رؤيته " بعين عقلنا " -أي الرؤية من داخل أنفسنا. أي كيف نفسر المعلومات التي نستقبلها؛ فالأشخاص الذين تتغلب لديهم قوة الرؤية الداخلية على محفزات العالم الخارجي هم في موقع المسئولية عن الواقع الذي يصنعونه، وبما أنهم في موقع المسئولية، فهم كذلك في موقع التحكم. وكما أشار " آنتونی روبینز" قائلا": ما دمنا نشكل حياتنا بحيث تعتمد سعادتنا على شيء لا تحكم لنا عليه، فلن نعيش إلا الألم".

 

إن أسمی ذرى السعادة

يجدها الإنسان عندما يكون

مستعدا لأن يكون نفسه.

 

دیزیدریوس إراسموس

عالم إنسانيات، ورجل دين،

وكاتب هولندي

(1466-1536)

 

إننا جميعا نوجه واقعنا الخاص به في عقولنا. وما نتخير أن نراه، ونركز عليه هو ما نحصل عليه. أيا كان ما له الغلبة. عن طريق الكلمات والصور والتخيلات في عقولنا۔ سيكون هو المتحكم -لابد أن نؤمن بهذا أو بذاك. قبل أن نستطيع أن " نراه " قبل أن نستطيع القيام به، وقبل أن نحظى به في حياتنا وباختصار: الإيمان هو الرؤية. أما العبارة الأخرى الأكثر شهرة، الرؤية هي الإيمان، فليست دائما صحيحة، وتذكر قضبان القطار.

إننا نربط على الدوام ما يحدث في العالم الخارجي بنظام اعتقادنا الشخصي، وبما نؤمن به أننا نستطيع. أو لا نستطيع إنجازه في الحياة. إذا ما آمنا أنه ليست هناك حدود أمام ما يمكن لنا إنجازه، وصار هذا عندئذ المنظور الذي نبصر به العالم، وكل شيء يجري فيه. سيكون العالم الخارجي دائما انعكاسا لعالمنا الداخلي، وهكذا لابد أن نكون على ثقة من أن عقولنا لديها إحساس دقيق وواقعي بذاتنا الحقيقية.

 

عن طريق تغيير الإنسان المناحي الداخلية لعقله، يستطيع تغيير الناحي الخارجية لحياته.

." ويليام جيمس "

 

بفهمنا لهذا، نرى أن الحياة ليست سوى لعبة داخلية؛ لأنه كما نفكر نكون. إننا تجلب إلى حياتنا على الدوام ما نفكر به معظم الوقت، ونؤمن به معظم الوقت، وما نتوقعه، ونتخيله معظم الوقت. وهذا سيحدث سواء أردناه أو كرهناه، ولكن ما إن نفهم أنه على هذا النحو تعمل عقولنا، نستطيع أن نبدأ في رؤية مدى الاختيارات غير المعقولة المتاحة أمامنا. فيما نفكر، ونؤمن، ونتوقع، ونتخيل!