يستخدم الدجالون الأشياء غير المجسدة ليجعلونا نعتقد بصحة الأمور التي نود سماعها. ومن السهل أن نخلط بين العلم والخرافات إذا ركزنا فقط على النتيجة.

يشتكي” ماكاى” من جنون عالم الدجل فيقول;” هناك آلاف من الأسر المتواضعة التي تلجأ فيها الزوجة الصالحة وحتى الزوج الصالح إلى بقايا الشاي الموجودة في قعر فناجين الشاي لمعرفة هل سيكون الحصاد التالي وفيرا أم لا”.

ولهواة الدجل، يقدم "ماكاى” عدداً من الأساليب المختلفة المستخدمة في معرفة المستقبل مثل معرفة عدد مواليد الأم من خلال سرة المولود الجديد، ومن خلال الأصوات الصادرة من المعدة ومن خلال ذوبان الشمع، والمناشير والمناخل بالإضافة إلى معرفة الطالع من الجبن.

في اليوم الحاضر نقضي نصف الوقت في السخرية من الناس الذين يتوقعون المستقبل من خلال استخدام حروف اسم لشخص، الأمر الذي تم استبداله بزمحات حول كيفية صنع اسم استعراضي للشخص، أما النصف الثاني من الوقت فنكون بطبيعة الحال واقعين تحت تأثير العرافين المعاصرين.

من الأمثلة المذهلة المعاصرة التنبؤ بالماء والذي يعرف بالبحث عن المياه الجوفية باستخدام عصا الاستباء. وفية يستخدم الخبراء عصا على شكل حرف Y أو أداة أخرى مشابهة في البحث عن المياه المخفية. يدو أن هذا أمراً غير ضار، أليس كذلك؟

نعم، إلى حد ما؛ بيد أن الكثيرون هذه الممارسات المخرفة غالبا ما تمثل المشكلة في الضرر غير المباشر الذي تسببه.

انظر إلى جزيرة جيرسي على سبيل المثال، ستجد أنها ليس لديها مياه كافية. كما أن تكلفة استخدام تكلفة المياه تفوق تكلفة تخزينها في خزان بسبعين مرة. والحل البديل يتمثل في فرض قيود على استخدام المياه، وهي سياسة غير محببة؛

في الواقع هناك بديل آخر. إن عرافي المياه المحليين يعتقدون أن مياه جيرسي تُملأ ثانية من نهر جوفي يأتي من فرنسا. وقام الجيولوجيون التابعون للحكومة بمسح جيرسي وقرروا أن هذا الأمر مستحيل؛ بيد أن كثيراً من أهم السياسيين في جيرسي يفضلون تصديق العرافين وهم مقتنعون بوجود الأنهار الجوفية. وفي هذه الأثناء، قامت حكومة جيرسي بحفر حفرتين في الأماكن التي زعم العرافون أنها ستكشف عن الأنهار الجوفية؟ وعندما استخرجوا المياه من الأرض وقاموا بعمل اختبار عليها وجدوها مطابقة لمياه أمطار جيرسي، وليس للماء المزعوم أنه يأتي من تمت البحر من فرنسا. وحطئ الآن، ليس هناك دليل يدعم زعم العرافين، وفي الوقت نفسه لم يتم وضع القواعد اللازمة لتحديد استخدام المياه في جيرسي بعد.

هذه هي مشكلة استخدام الجمادات للتنبؤ بأمور لا علاقة لها بها. وطالما أنها تخبرنا أمراً نرغب في سماعه، فمن المحتمل أن نخصص بعض المصداقية لوجهة النظر تلك ونقدمها على النتائج العلمية الأكثر مصداقية لكنها في الأغلب أكثر سلبية. إن جمهور عرافي جيرسي يرغبون في سماع أن كل شيء سيكون على ما يرام، كما لاحظت أنه حتى الآن لم يذهب عراف إلى جيرسي واستنتج أنه ليس هناك نهر جوفي فيها.

إليك هذه الفكرة ...

إننا نحب سماع الأخبار الجيدة، لذلك في بعض الأحيان نثق في بعض المصادر غير الجديرة بالثقة إياك واتخاذ قرارات قائمة على ما يناسب تصوراتك المسبقة، بل انظر إلى الحقائق والأساس الإحصائي أولاً.