إذا كان "فرانكلين" يعيش في العصر الحالي، فإنه كان لا بد من ظهوره ضيفا في برنامج " أوبرا وينفري" التليفزيوني، وكانت نصيحته هي: " يعمل العمل الشاق على تسديد الديون، بينما يعمل اليأس على زيادتها". هذه هي الحكمة التي فشل العديد منا في الاهتمام بها.

يعد كل من الدين وإدمان المخدرات والاكتئاب من العوامل الرئيسية في انهيار الإنسان في العصر الحديث، سواء إذا جاءت هذه العوامل مجتمعة أو كانت كل واحده منفردة بما لديها من قدرة استفزازية. لم يكن" فرانكلين" يشير فقط طوال هذه السنوات إلا أن العمل الشاق يسدد الديون، لكن أشار أيضا إلى أن الجمود أو الثبات يزيد من تلك الديون، وغالبا ما ينسى الناس الحقيقة المرة التي تقول إن إقحام نفسك في العمل الشاق لن يكون كافيا لشق طريق للخروج من المأزق ولكن قد يساهم فقط في زيادة المشكلة.

يوجد في مملكة الحيوان أمثلة لا حصر لها من الحيوانات الصغيرة التي تتخذ حالة من السكون التام لتتجنب جذب انتباه الحيوانات الجائعة الأكبر حجما. وإذا لم تكن تلك الاستراتيجية ناجحة، إذن لن يوجد العديد من الحيوانات الموجودة من حولنا والتي لاتزال تدعى عدم وجودها. تتمثل الخدعة هنا في أنه بينما تقوم هذه الاستراتيجية بحمايتك مرارا وتكرارا من المفترس الجائع، إلا أنه لا تقدم لك أي فرص أو حظوظ عندما يتعلق الأمر بتجنب الديناصور الذي على وشك أن يسحقك بقدمه بكل بساطة لأنك تقف في طريقه. يشبه الدين ذلك الديبلودوكس (الديناصور النباتي) الضخم القصير والذي يسير بتثاقل في طريقك. لا يهم إذا كنت في حالة من السكون مثل الحشرة العصوية أو إذا كنت تعمل بنشاط متزايد مثل النمل لأن هذه هي الطريقة التي اعتاد العيش بها في الحياة. في كلتا الحالتين، فإنه عند وصول السحلية الضخمة ستسحقك وتسويك بالأرض تماما.

لذلك، تعامل مع ديناصور الدين قبل أن يسحقك، وإذا كان لابد من حدوث الدين، لأنه بالفعل جزء طبيعي من الحياة التي نحياها سواء كنا نتحدث عن الموارد المالية الشخصية أو أوراق موازنة شركة ما، فإن تلك المشكلة تحدث عندما ينمو الدين حتى يتجاوز حدود قدرتنا على إدارته. وهذه هي النقطة التي يتحول عندها الدين سريعا ليصبح مثل فرس النهر الحقير الذي لا يمكن تجنبه.

إن أول شيء يجب القيام به يتمثل في التعرف على الدين والتوقف عن الادعاء بعد وجوده. إذا كانت هناك بعض الحلول السريعة للتقليل من حجم الدين، لا بد من اتخاذها فورا. سواء تمثلت تلك الحلول في التخلص من بطاقة الائتمان وتحويل الحساب أو أن تتحكم في المصروفات التنفيذية. تتمثل الفرص المتاحة أمامك في أنه عندما تعرف المشكلة. فإن الحلول السريعة ستعطيك بعض من الوقت ولا كنها لتن تكون كافيه للتخلص من الدين. تتمثل الخطوة التالية في النقاش مع الدائنين. لن يكون هذا النقاش سهلا، خاصة لأن الغريزة الطبيعية-سواء للفرد أو الشركة. ستتمثل في التملص من هذا النقاش. لذلك استغل الموقف الشائك وكن صريحا وواضحا بقدر المستطاع. لن تبدو جيدا وأنت تقع في الدين، لكن إذا اشتبه أي من الدائنين في تهربك الدين فإنه سيفقد الثقة فيك أيضا. وهذا الأمر يعد حقيقة بالنسبة للبنوك كما هو حقيقة بالنسبة لأي شخص. مثل شريك التجارة أو الحكومات الأجنبية أو العمة غير المتزوجة.

إن الخطوة الأولى نحو إيجاد الحلول تتمثل في أن تكون واضحا.

إليك هذه الفكرة...

تحدث إلى شخص ما: لقد كان كل من "أوبرا" و"فرانكلين" متفقين بخصوص ذلك الأمر. إذا وقعت تحت طائلة الدين، فليس هذا أمرا فريدا من نوعه. سيكون تقاسم الحمل كافيا للتعامل مع اليأس كما أنه سيسهل من التحول إلى مرحلة العمل والتعامل مع ذلك الحمل. تتمثل أول، وأصعب، خطورة في التوقف عن الإنكار والتحدث عن المشكلة.