تتمثل الخطوة الحادية عشرة نحو تحقيق الثروة في إدارة عقلك الباطن. يقول "هيل"، "لابد من تصنيف وتسجيل كل حافز من حوافز التفكير التي تصل إلى العقل الهادف عن طريق أي من الحواس الخمس، ومن هذه السجلات يمكن استدعاء الأفكار أو سحبها كما هو الحال بالنسبة لسحب خطاب من خزانة حفظ الأوراق والمستندات".

 يصرح "هيل" بأن هناك وفرة من الأدلة التي تدعم الاعتقاد بأن العقل الباطن هو حلقة الوصل بين العقل المحدود للإنسان وذكائه غير المحدود، وبصفة خاصة، لقد تم التأكد من صحة أن الفكرة التي تقول بأن كل شيء يسجل ويخزن في خزانات تشبه إلى حد ما أنظمة حفظ الأوراق والمستندات.

للفصل بين رأيي "ويلدر بينفيلد" و"كارل لاشلي"، أثبت العلم أننا بالفعل نسجل

كل شيء يحدث. بداية من الطقس ليلة الاحتفال بالذكرى العاشرة لمولدك إلى وجه كل غريب قابلته في الشارع إلى كل كلمة تلفظت بها في كل محادثة أجريتها، ولقد اقترح "بينفيلد" وجود مكان مادي لهذه الذكريات، بينما برهن الاشلى" أن هذا المكان ليس له وجود (بمساعدة مجموعة من الفئران غير المتوازنة عقليا!). لذا أين يوجد هذا المكان؟ وأين بقع المخزن الشاسع الذي يستوعب كل هذه المعلومات؟ اقترح "کارل بريبرامس". أستاذ فسيولوجيا الجهاز العصبي بجامعة ستانفورد نظرية تعكس نظرية "دافيد بوم" (المذكورة في الفكرة ۳). حيث تعد الذاكرة من الأشياء التصويرية ثلاثية الأبعاد مثل باقي الأشياء في الكون. بخلاف الصور الفوتوغرافية العادية، فإن الجزء الصغير من الشكل الثلاثي الأبعاد يحتوي على

كل المعلومات في الشكل الثلاثي الأبعاد. وبنفس الطريقة برهن "بريبرامس" أن الجزء الصغير من المخ يحتوي على جميع المعلومات والذكريات الموجودة في باقي المخ.

وضح "كاندسی بیرت" أن مستقبلات التواصل (مركبات الببتيد العصبي) التي كان يعتقد وجودها في المخ فقط يمكن أن توجد في جهاز المناعة وأجزاء أخرى من الجسد، ومن ثم يصبح من المستحيل التمييز بين الجسد والمخ، بالفعل، لقد أشارت الدراسات الآن إلى أن الذاكرة تخزن في خلايا الجسد.

 بعد أن تمت عملية زرع قلب لفتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات، بدأت الفتاة ترى في منامها كوابيس مرعبة، واهتمت والدتها بأن تعرضها على أحد الأطباء النفسيين. بعد مجموعة من الجلسات العلاجية، ذهبوا جميعا إلى الشرطة حيث اكتشف الطبيب أن المتبرع كان طفلا يبلغ من العمر عشر سنوات راح ضحية لجريمة قتل، وهي الحقيقة التي لم تعلمها الفتاة. فقد استطاعت الفتاة أن تصف كل ما حدث للمتبرع المتوفى بما في ذلك الوقت والسلاح وموقع الجريمة والوصف والملابس التي كان الجاني يرتديها. وكان التفسير الوحيد لتلك الحادثة هو الذاكرة الخلوية. ونتيجة لشهادة الطفلة تم القبض على الرجل وأدين بالجريمة التي لم تستطع الشرطة حلها من قبل، ولم تكن هذه الحالة مجرد حادثة منفصلة.

إذا كان العقل الباطن الممتلئ بكل غمغمة ودمدمة ودقدقة في حياتنا مرتبطا بالفعل بالذكاء المحدود، إذن فإنه من الضروري استخدام أساليب "هيل" لتجاهل أي من الذكريات الضالة والمعتقدات المقيدة والحالات السلبية الموجودة في خزانة محفوظاتك.

إليك هذه الفكرة.

اختر الموضوع الذي يهمك. اكتب هذه الجملة مضافا إليها الموضوع الذي اخترته: "بخصوص [موضوعي]، إنني أعتقد أن …" اقرأ الجملة بصوت عال واكتب الفكرة الأولى. كرر هذا العمل حتى تحصل على إحدى وعشرين إجابة. بعد قليل من الوقت، اجعل عقلك الظاهر خالي تماما ثم استرجع المعلومات التي خزنتها في خزانة محفوظاتي الخفية. قد تتفاجأ من النتيجة التي تصل إليها.