في آخر يوم من أيام الدورة التعليمية أخبر "أركاد" طلابه أن السبيل السابعة والأخيرة من سبل معالجة الثروة الضئيلة تتمثل في "أن ترعى وتطور قدراتك الخاصة وأن تتعلم وتصبح أكثر حكمة وأن تصبح أكثر مهارة وأن تعمل كما لو كنت تحترم ذاتك. كلما زادت حكمتنا، زادت مكاسبنا".‏

يروي "أكارد" قصة الشاب الذي أتى إليه يطلب منه النصيحة قائلاً: "... لقد قمت خلال شهرين ‏بست محاولات للحديث مع مديري عن طلب زيادة راتبي، ولكن بدون جدوى. لا يمكن لأي شخص ‏أن يكرر الطلب أكثر من ذلك".‏

إننا غالباً ما نركز على ما نحصل عليه أكثر مما نعطيه. إننا نتوقع أن نتلقى المكافأة أولاً ثم نبرهن ‏بعد ذلك على أحقيتنا بها. إننا نتوقع زيادة الراتب كل عام لمجرد وجودنا ونقنع أنفسنا أنه إذا أراد ‏صاحب العمل المزيد فإنه يجب عليه دفع المزيد. لكن لماذا يوجد هؤلاء على الأرض؟ لابد أن ‏نؤدي عملنا بطريقة أفضل وأن نقوم بأكثر مما هو مطلوب منا وفي نهاية الوقت سنحصل على ‏المكافأة. وليس العكس. ‏

عندما بدأ "أركاد" حياته ككاتب، أدرك بسرعة أنه لابد أن يُحسن من نفسه ليضمن الحصول على ‏مزيد من المال، وفي هذا يقول: "من خلال سرعتي في العمل، سأحصل على المكافأة الخاصة ‏بمهارتي الزائدة، وليس من الضروري أن أذهب إلى مديري أكثر من ست مرات لأطلب منه ‏التقدير".‏

دائماً ما تكون الأعمال أعلى صوتا من الكلمات لم يتم توضيح هذه الفكرة بطريقة أفضل مما يتم ‏عرضه في البرنامج التلفزيوني البريطاني ‏The Apprentice‏, حيث يستضيف المليونير الصارم ‏والعصامي "سير آلان شوجر" 16 من الشخصيات الطموحة (الوهمية عادة) ويكلفهم ببعض المهام ‏ليرى من يمكنه الحصول على وظيفة داخل مؤسسته. وفي الحلقة الرابعة، انصب التركيز على ‏‏"مايكل سوفوكليز" مندوب المبيعات الذي علم نفسه بنفسه والذي يحاول أن يبيع صفقة سيارات ‏فيراري بالتقسيط داخل الأسواق التجارية الموجودة بالشارع. إنني أكاد أتخيل شكله وقد وقف بالشارع ‏ينادي على سياراته كما ينادي الباعة على بضاعتهم. يتمثل اللغز هنا في قدرته على منافسة آخر ‏ستة متسابقين والبقاء في المنافسة، لكن في نهاية الأمر لم يعد هناك أي جدال على كونه مدعياً ‏بسبب عدم التوافق بين ما يقوله عن نفسه وما يظهره. ‏

قدم أفضل ما لديك من أداء، وتعلم كل ما يمكنه المساهمة في تحسين أدائك ولن تشعر فقط بأنك ‏شخص جيد لكن من المؤكد أيضاً أن يلاحظ رؤساؤك هذا الأداء وأن تحصل في المقابل على ‏مكافأة لذلك الأداء الرائع. إذا لم تحصل على مكافأة، إذن يمكنك المضي قدماً إلى الأمام. لا تصرخ ‏للحديث عن قدراتك، ولكن لتظهر هذه القدرات إلى الآخرين. ‏

يردد "أركاد" على طلابه هذا المعنى قائلاً: "قوموا دائماً بالأمور التي تتعلق بتغيير وتحسين الإنسان ‏فالإنسان ذو العقلية البارعة يحاول دائماً أن يزيد من مهارته التي قد تساعده في خدمة الأشخاص ‏الذين يعتمدون على رعايته لهم. لذلك، فإنني أحث كل البشر على أن يكونوا في المراتب الأولى ‏للتقدم والا يقفوا في مواضعهم مخافة أن يتخلفوا عن غيرهم".‏

إليك هذه الفكرة...‏

إذا أردت تحصيل المزيد من المال في العمل، فحسن من أدائك. تعلم أن تؤدي العمل بطريقة أفضل وأسرع وأكثر فاعلية إذا وجدت أن جزء من النظام يحتاج إلى التحسين، فأشر غليه في حديثك واقترح بعض الحلول. وفي نهاية الأمر، سيلاحظ رؤساؤك هذا الأمر لن تحصل أبداً على المزيد بينما تعطي القليل.