يذكرنا "هيل" أنه " لن ينجح أكثر الأشخاص ذكاء في الحياة في تجميع الثروة. ولا في أي مشروع آخر. بدون الخطط العملية والفعالة. تذكر أنه عندما تخفق في تنفيذ خطتك، فإن هذه الهزيمة المؤقتة لا تعد إخفاقا دائما. ابدأ الأمر برمته من جليد".

إذن، أين يقع الخط الفاصل بين المثابرة والغباء؟ ليس الهدف هنا أن ترتاب في هدفك والمحدد من خلال الخطة التي وضعتها لتنفيذه. أحيانا ما ننجذب بشدة إلى الطريقة" لدرجة أننا لا نرى "الهدف".

خُذ "آل جور" مثالا على هذا. كان من الممكن أن يقضي باقي سنوات عمره يتجرع من مرارة فشله في أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة في عام ۲۰۰۰، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الجدال الذي وقع في هذه الحادثة. ومع ذلك، كان "آل جور" على قدر كاف من الذكاء جعله يدرك أن "طريقته" ليست أكثر أهمية من "هدفه". لقد أراد أن يحدث تغيرا بخصوص حماية البيئة، وبعد أن فشل في القيام بهذا من الناحية السياسية فإنه لم يتوقف عن تحقيق هذا الهدف.

يتمثل أحد الأسباب التي يمكن من خلالها ألا نرى هدفنا فيما يشير إليه "سيالديني" بالتمسك، لقد وضع "سيالديني" أننا نتمتع برغبة ملحة في أن نكون، أو نبدو أننا، على ترابط مع ما نعرفه بالفعل. يقول "سيالديني": "بمجرد أن نهتدي إلى خيار ما أو أن نخطو خطوة، سنواجه الضغوط الشخصية والضغوط الناجمة عن العلاقات بين الأفراد للتعامل بترابط مع هذا التعهد".

ولذلك، فإننا نركز على تعديل أعمالنا واختياراتنا لأننا نريد أن تعرف على المستوى النفسي أن قرارنا السابق كان صحيحا. قد يتسبب هذا الأمر على مستوى العلاقات الشخصية في أن يقع الإنسان في علاقة تعسفية. حتى مع الذهاب إلى أقصى حد ممكن لتأييد سلوك شريكه.

 في سياق العمل التجاري، سيسفر هذا عما يشير إليه "سيدني فرانكلشتين" ب "الالتزام المتزايد". في دراسته التي استمرت ست سنوات لاكتشاف السبب وراء إخفاق الموظفين الأذكياء، اكتشف "سيدني" أن هذه الحاجة الملحة للتمسك بالقرارات السابقة قد تؤدي إلى إصرار المدراء القدامى على الاستراتيجية التي قد تكون معيبة جدا. عندما يخفق القادة في الفصل بين رؤية الشركة وخطة العمل التي تتناسب مع هذه الرؤية، يصرون على الالتزام بها لفترات طويلة مما قد يؤدى إلى اجتياز حد الغباء.

قد يكون هذا الدافع نحو التمسك بقرارات سابقة هو ما يفسر حالة المتسابق الذي لا يميز بين الطبقات الصوتية في المسابقة الغنائية لبرنامج X Factor حيث إن قيامه بالتزام عام على شاشات التليفزيون القومي قد نشط دافعه النفسي القوى نحو التمسك بقراره السابق بالاشتراك في المسابقة.

إنه لمن الضروري أن تكون واضحا بخصوص "سببه". بهذه الطريقة يمكن تنويع الطريقة المستخدمة حتى تصل إلى النجاح. على سبيل المثال، إذا أمعنا النظر البرنامج X Factor سنرى أن المتسابق قد يرغب بالفعل في كتابة أشعار غنائية. وليس من الضروري أن تكون مغنياً لتقوم بهذا الأمر.

إليك هذه الفكرة…

 إذا كنت تعرف هدفك المحدد، إذن تأكد أنه "سبب" وليس " طريقة". فيما يخص حلمك، أجب عن السؤال التالي: "لماذا أرغب في تحقيق هذا؟ " استمر في السؤال حتى تحصل على التفسير النهائي لهذه الرغبة، هل هناك طرق أخرى يمتلك من خلالها تحقيق نفس النتيجة على الأقل تحتاج إلى أن تدرك أنه يوجد أكثر من طريقة لتحقيق هدفك.