"ألم أثبت طوال أربع سنوات أنني أمتلك هدفاً محدداً...؟

هل تطلق على الصياد الذي انغمس سنوات عدة في دراسة عادات السمك لدرجة أنه ـــ على الرغم من تغيير اتجاه الرياح ــــ يمكنه أن يلقي الشبكة في الاتجاه المناسب ليصطاد الكثير من السمك صياداً محظوظاً؟ تعد الفرصة بمثابة روح متغطرسة لا تضيع الوقت مع الشخص غير المستعد".

إنه لمن السهل أن تنظر إلى الأشخاص الناجحين وتفترض أنهم محظوظون! لكن دائماً ما تجد خلف كل "نجاح عظيم" التزاماً حازماً للهدف مما يُمكن الشخص الناجح من القيام بأي شيء قد يحتاج إليه لتحقيق هدفه المتعلق بالرفاهية المالية.

عندما نتحدث عن الالتزام الحازم، فقد لا نتذكر فوراً اسم "جورج سامبسون". في بداية عصر الكتابة، كان راقص الشوارع "جورج سامبسون" البالغ من العمر أربعة عشرة سنة والمقيم في مدينة مانشستر يتنافس في مسابقة البرنامج التلفزيوني لاكتشاف المواهب Britains Got Talent  .

وما يجعله حالة خاصة هو أنه دخل المسابقة في عام 2007 لكنه خرج قبل أن يبلغ الدور نصف النهائي؛ لكنه لم يستسلم للخسارة، بل استفاد من النقد الذي تلقاه وتقدم للمسابقة مرة ثانية في عام 2008، وفي ذلك الوقت زاد طوله بمقدار خمس بوصات وأصبح أكثر إصراراً على تحقيق حلمه.

يرقص "جورج سامبسون" في الشوارع ليحصل على المال اللازم لتلقي دروس وتدريبات الرقص لمدة أربع ساعات يومياً. لقد كان أداؤه في الدور النهائي أمراً استثنائيا يشبه الظاهرة وفاز بالمسابقة أمام منافس عنيد وصلب. قد تكون الفرصة بمثابة الروح المتغطرسة، لكنها لمعت وبرزت بسهولة لدى"جورج سامبسون" لأنه كان مستعداً جيداً.

لقد قدم "جورج سامبسون" في هذه المسابقة أفضل العروض الراقصة، ولذلك استحق أن ينال كل نجاح ممكن. سواء كان حلمك هو أن تصبح راقصاً مشهوراً أو أن تتحرر من الاضطرابات المالية، لا بد أن تضع هذا الهدف ليكون هدفك المحدد وترفض أي شيء آخر قد يخرجك عن طريق تحقيق هذا الهدف.

لكي تدعم هذه النقطة، ضع في اعتبارك ما يلي: "جيمس آلين" في كتابه As A Man Thinketh : "إن هؤلاء الأشخاص الذين لا يمتلكون هدفاً رئيسياً في حياتهم يسقطون كفريسة سهلة أمام المشاكل والمخاوف والاضطرابات التافهة بالإضافة إلى رثاء النفس، والتي تقود جميعها إلى الفشل والشقاء والخسارة.

يجب على الإنسان أن يتخيل هدفاً منطقياً بداخله، ويشرع في تحقيقه. ويجب عليه أن يجعل هذا الهدف بمثابة واجبه الأعظم، وأن يكرس حياته لتحقيقه وألا يسمح لأفكاره بأن تجول في الرغبات والشهوات والتخيلات سريعة الزوال.

إن القيام بعمل شاذ لتحقيق هدفك سيؤدي إلى نتيجة شاذة أيضاً، ويذكرنا "أركاد" أن "قوة الإرادة ما هي إلا هدف ثابت لتحقيق المهمة التي التزمت بتحقيقها. إذا حددت مهمة وألزمت نفسي بتنفيذها، فإنني أحرص على ألا تكون مهمة تافهة. ولكن سأعمل عليها حتى النهاية. كيف سأمتلك أيضا الثقة اللازمة بالنفس للقيام بالأشياء المهمة؟".

إليك هذه الفكرة...

ما الشيء الذي ترغب في تحقيقه بشدة؟ إذا كنت تقرأ هذا الكتاب، فإنني أعتقد أنك ترغب في جمع الكثير من المال لتسدد جميع ديونك. مهما كان الأمر الذي ترغب في تحقيقه، حدد هدفك وذكر نفسك به كل يوم عندما تستيقظ من نومك. احرص على أن يقود كل شيء تقوم به إلى تحقيق هذه النتيجة.