وفقا ل "نابليون هيل" فإن الخطوة التاسعة نحو تحقيق هدفك المحدد تتمثل في "العقل الممتاز". يقول "هيل": "عندما تتعاون مجموعة من العقول وتؤدي الوظيفة بتناغم، فإن الطاقة الزائدة التي تنتج عن هذا التعاون تصبح متوفرة لعقل كل فرد من أفراد المجموعة".

يقول "نابليون هيل" : إن الوجود الناتج عن الاشتراك التعاوني بين اثنين أو أكثر من المعقول المتجانسة غالبا ما يشبه إحدى "القوى الخفية غير الملموسة والتي قد تشبه عقلا ثالثا مختلفا تماما".

لذلك، فإنه من المهم أن تكون مجموعة من "العقول الممتازة". لقد نسب "اندرو كارنيجي" كل الثروة التي جمعها إلى مجموعة العقول الممتازة التي تعمل معه. لم بكن "كارنيجي" يعلم أي شيء عن الهدف الفني من صناعة الصلب ولم يرغب في أن يعرف أي شيء عن تلك الصناعة، وبدلا من ذلك وصل إلى هذه المعرفة عن طريق الأشخاص الموجودين في مجموعة العقول الممتازة التي يعمل معها.

وقد تمنحك هذه القوة الإضافية الطريق نحو شيء آخر. الإدراك التعاوني. فمثلا في مرحلة مبكرة من عمله، أصبح "كارل يونج" مقتنعا بأن تجارب المرضى لا يمكن تفسيرها تماما من خلال تاريخهم الخاص وأنهم بطريقة ما قد أدركوا مصدرا آخر من مصادر المعرفة.

إن الحالة المرضية التي قادت "بونج" إلى هذا الاستنتاج كانت تتضمن الهلوسة الصادرة من مريض مصاب بانفصام في الشخصية حيث وصف هذا الشاب كيف أن الشمس يوجد بها ريش وأنه عندما يحرك رأسه من جانب إلى آخر فقد "يتسبب هذا في هبوب الرياح". حسنا، لقد استمر المريض في تناول الأقراص العلاجية التي حددها الطبيب له، ولكن بعد مرور عدة أعوام قرأ "يونج" أحد النصوص الفارسية القديمة التي يبلغ عمرها حوالي ۲۰۰۰ عام والتي تصف التضرعات والشعائر الدينية في فارس. حيث كانت لي أحد هذه التضرعات لكي يتمكن الشخص الذي يتلوها من رؤية الأنبوب المتدلي من الشمس وعندما يتحرك هذا الأنبوب من جانب إلى آخر بسبب ذلك في هبوب الرياح.

 أجريت إحدى الدراسات المهمة الأخرى على مجموعة من القرود القاطنة في إحدى الجزر القريبة من اليابان حيث قدم عالم الأحياء "ليال واتسون" مصدرًا جديدًا للطعام. البطاطا الحلوة الطازجة المدفونة في الرمال وكان لا يحتاج مصدر الطعام الجديد إلى أي تحضير من القرود، لذلك أصبحت القرود تنفر من تناول البطاطا القذرة، وفي يوم من الأيام قام أحد القرود بغسل حبة من حبات البطاطا قبل أن يتناولها، ثم علم أصدقاءه القيام بهذا الأمر.

وحدث بعد ذلك شيء ملحوظ. إذ بعد الوصول إلى العدد الحرج. الذي يقدر بحوالي مائة فرد. بدأت جميع القرود في غسل البطاطا قبل تناولها. لم تكن هناك أي طريقة مادية ملموسة تشير إلى تعامل هذه القرود مع بعضها البعض: لفد كانت تقطن في أماكن مختلفة على الجزيرة بل ومنها من يفطن في جزر أخرى. لذا كيف تعلمت جميعا على نحو مفاجئ أن تغسل البطاطا قبل تناولها؟

تضيف فكرة الإدراك التعاوني أو بعض أنواع المكتبات العامة بعض التحديثات على النموذج التصويري. الذي نرتبط به جميعا والذي إذا عرفه واحد يمكن أن يعرفه الباقي.

إليك هذه الفكرة...

 قد لا تكون لديك طريقة للوصول إلى المخترعين العظام أو أصحاب الأعمال الرائعين لكن يمكنك أن تنشط هذه القوة. ابحث عن أشخاص لديهم نفس الهدف المحدد والتق بهم بصورة منتظمة أو على الأقل التق بانتظام بمجموعة من الأصدقاء الذين يفكرون بنفس الطريقة وبدل بين الأفكار البارعة الناجمة عن الهدف المحدد لكل شخص۔