يؤيد "هيل" فكرة توظيف "مستشارين غير مرئيين" كطريقة لتطوير الحاسة السادسة. ويقول: "يُعتقد أن المزج بين السلوك العقلي والروحاني (الحاسة السادسة) هو النقطة التي سيتصل عندها عقل الإنسان بعقل العالم ككل". بتطوير هذه القدرة يمكن الوصول إلى ذروة الفلسفة.

يقترح "هيل" أنه بعد إتقانك للمبادئ الأخرى الموجودة في كتابه، ستكون "مستعداً لتقبل مثل هذه الحقيقية والتي قد تكون من ناحية أخرى غير مقبولة لديك، والتي تقول إنه من خلال مساعدة الحاسة السادسة، ستكون حذراً تجاه المخاطر الوشيكة في الوقت المناسب بحيث يمكنك تجنبها وإنك ستكون على اطلاع بالفرض في الوقت المناسب لتعتنقها". يمكنك أن تطلق عليهم لقب الملاك الحارس، إذا أردت.

يستمر "هيل" في شرح عملية إقامة اجتماعات لمجلس الشورى الوهمي مع أشخاص من الماضي والحاضر يُعجب بهم كثيراً في البداية اختار كلاًّ من "إيمرسون" و"بايني" و "إديسون" و "فورد" و "كارنيجي". حيث يمتلك كل منهم بعض السمات التي يود "هيل" أن يعزز بها نفسه، ولسنوات عديدة، "هيل" يرحب بهم كل ليلة في اجتماعه الوهمي، محدداً من سيكون المستشار غير المرئي ومستنبطاً السمات التي يمتلكونها وطالبا منهم بكل احترام أن يعلموه من حكمتهم. بمجرد أن يحضر الجميع، يتحدث إليهم "هيل". تنطلق المحادثة بين المجموعة ويبحث "هيل" عن النصيحة المتعلقة بهدفه المحدد. منهياً بذلك فلسفة النجاح.

يقول "هيل": "وبعد عدة شهور من القيام بهذا الإجراء الليلي، اندهشت من اكتشفا أن هذه الشخصيات الوهمية قد أصبحت واقعية بالفعل. لقد قام كل واحد من هؤلاء الرجال التسعة بتطوير بعض السمات الذاتية، والتي أدهشتني كثيراً، على سبيل المثال، طور "لينكولن" عادة أنه كان دائم التأخير، ثم عاده السير بتباه". أصبحت تلك الاجتماعات واقعية بالنسبة إلى "هيل" لدرجة أنها أثارته وحفزته لفترة قليلة ثم توقف عنها بعد ذلك.

إذا عرف "هيل" أي شيء عن مدرسة يونج للتحليل النفسي، فقد يقل اهتمامه بمرضه النفس الوشيك. لقد شرح "يونج" أن التأمل أو الصور العفوية التي نراها بأحلام اليقظة قد تدل في بعض الأحيان على حياتنا الخاصة. وبالتالي تضع طريقة "يونج" للعلاج النفسي قدرا كبيراً من التأكيد على محاولة التواصل مع الموارد الإيجابية للعقل الباطن.

ما فعله "هيل" بمستشاريه غير المرئيين يبدو عن طريق الخطأ بأنه مقابل لعملية تُعرف باسم "أحلام اليقظة الموجهة"، وهي شكل من أشكال الخيال العقلي صُمم خصيصاً للتواصل مع المرشد الداخلي، يرى العديد من الناس أن المرشد الداخلي يأخذ شكل الشخصية البارزة ذات السلطة المحترمة، ولقد تردد هذا التفسير مرة ثانية من خلال تجربة "هيل" فالأشخاص المشتركون في الاجتماع يمكنهم طرح أسئلة وتلقي إجابات قد تبدو حكيمة فيما وراء نطاق القدرات الإدراكية للفرد. بالفعل هذه طريقة التواصل التي نسبها "نايل دونالد ولستش" إلى سلسلة كتبه Conversation With God قد يسمح لنا هذا النوع من الأحلام الموجهة بالوصول إلى مرحلة الإدراك الكلي.

إليك هذه الفكرة ...

إذا كنت تواجه مشاكل في التواصل مع شخص ما، تخيل نفسك للحظة وأنت تجلس مع ذلك الشخص وضح اهتماماتك بطريقة هادئة واسأل الشخص الآخر ما شعوره تجاه تلك الاهتمامات. فقط انتظر واستمع لكل الآراء. قد تحصل على انطباع بالطريقة التي قد يفسر بها ذلك الشخص الآخر هذا الموقف.