مرحباً بخنافس (أبي العيد) :

يجب علينا جميعا أن نقدم الشكر لخنفساء معينة مستديرة عليها بقع نسميها «أبا العيد» أو سيدة الحشرات ولو أنها ليست رحيمة بحشرات «المن» التي تصيب مزروعاتنا وأشجارنا. وعندما كان قمل النبات هذا الذي يعرف كثيراً باسم «البق الدقيقي» يهدد مزارع البرتقال في كاليفورنيا.

تاريخ خنفساء أبي العيد :

 أحضرت هذه الخنفساء من أستراليا لأنها مغرمة بأكل البق الدقيقي ويوجد في الوقت الحاضر من يقوم بجمع هذه الخنافس والتجارة فيها وبيعها إلى المزارعين وتشحن العلب التي تحوي كل منها ۱۳۰ ألف حشرة إلى مسافات بعيدة لتساعد في حماية المحصولات والأشجار من البق الدقيقي.

ولكن خنافس «أبي العيد» تكره البرد ولذلك تربي بأعداد كبيرة في أفران تفريخ خاصة كما يحدث في الكتاكيت وأثناء ذلك يلزمها الحصول على تموينها من البق الدقيق الذي رغم أنه يفضل أشجار الموالح إلا أنهم عودوه أكل البطاطس.

خنافس أبي العيد وفوائها للمزارعين :

وعلى ذلك تشتري أطنان البطاطس ليربي عليها البق الدقيقي الذي يقوم بدوره الخنافس «أبي العيد» حتى تبلغ مرحلة كافية من النضج يطلقونها بعدها لتقوم بدورها في مساعدة الفلاح والحد من انتشار البق الدقيقي.

ولكن أبا العيد ليس حليفنا الوحيد من ذوات الست الأرجل لأن أعدى أعداء الحشرات هي أنواع أخرى من الحشرات، فكل نوع ضار يهددنا له عدو أو أكثر من الأنواع الحشرية الأخرى.

حشرات أخرى نافعه:

وعلى ذلك فلدودة نبات الهليون عدو قاتل. وهو دبور صغير مغرم بالبيض الذي تخرج منه هذه اليرقات، وهو يأكل خمس أو ست بيضات في المرة الواحدة. وبذلك يكون مثل السنجاب والغراب الذي يسطو على عش الطيور.

ولكن أنثي هذا الدبور تفعل شيئا آخر لا يستطيعه أي سنجاب أو غراب حيث تضع الأنثى في بعض البيض الذي تسطو عليه عددا من بيضها نفسه ويفقس البيض واحدة بداخل الأخرى، وتتغذى يرقة الدبور المختفية داخل جسم يرقة الهليون على أنسجة الأخيرة الحية.

وأثبتت «الخنفساء اليابانية»، أنها إحدى المشكلات الهامة في الولايات المتحدة، لأنها تخفي يرقاتها تحت الأرض حيث لا نستطيع الوصول إليها.

ولكن هناك دبوراً صغيراً ينجح في ذلك، لأن أنثي هذا الدبور تحفر الأرض حتى تجد اليرقة فتلسعها وتقطع منها رجلا أو اثنين وتشرب شيئا من عصارة جسمها ثم تضع عليها بيضة واحدة. وبعد مدة تفوق اليرقة المصابة وتبدأ في الأكل، ولكن بعد قليل تفقس بيضة الدبور، وتغرز يرقة الدبور أجزاء فمها في جسم اليرقة الكبيرة وتتعلق بها حتى تأتي على عصارة جسمها ومحتوياته تماماً.

ومن هذه الحلفاء النافعة - ولو أنها قاسية - ما يسمى بذباب «كقيومون» الذي ينتمي كذلك إلى رتبة الزنابير ومنه أكثر من ثلاثة آلاف نوع. وتملك الأنثي أحيانا آلة لوضع البيض تفوق طول الجسم عدة مرات، وبها تضع بيضها داخل بيض أو يرقات الحشرات الأخرى حيث يفقس وتقوم يرقاته بعملها القاتل.

وعندما تمر الحشرات الضارة الوافدة من البلاد الأخرى خلال استحكاماتنا تتكاثر بسرعة لأنه ليس هناك ما يمنعها من أعدائها الحشرية التي تتواجد معها في موطنها الأصلي. ولذلك تنقب الحكومة على مثل هذه الأعداء الطبيعية في جميع أنحاء العالم. وتساعد الحكومة كذلك البلاد الأخرى التي غزتنها آفاتنا الحشرية نفسها.

وخلال السنوات القليلة الماضية شحنت مئات من طرود هذه الحشرات التي بلغت ۱۳۸ نوعاً مختلفا إلى أقطار عديدة.

ولقد ساعدنا حلفاؤنا من الحشرات كذلك في القضاء على النباتات الضارة ومنها نوع يعرف في أوربا باسم «حشيشة الماعز». وعندما وجدت منتشرة على ساحل المحيط الهادي قرب وادي نهر «كلاماث ، سميت حشيشة «كلاماث» وكانت تزاحم الحشائش الخضراء في المراعي وتسببت في تسمم الأغنام والأبقار حينما دفعها الجوع إلى أكلها.

وانتشرت هذه الحشيشة بسرعة من كاليفورنيا حتى ولاية مونتانا. ولم تكن هناك طريقة لمحاربتها. وبعد ذلك على أن هناك نوعين من الخنافس تتغذى على حشيشة مشابهة لها في أستراليا.

وهذه الخنافس في حجم حبة البسلة وأجنحتها لامعة في لون معدن البندقية.

واستحضرت هذه الأنواع إلى الولايات المتحدة وربوها بالملايين كما حدث في حالة «أبي العيد» ثم أطلقوها بأعداد كبيرة. والآن تنمو المراعي الخضراء مرة أخرى في الأماكن التي كانت تغطيها حشيشة كلاماث.

وهكذا بينما نقتل الذباب ونبيد البعوض، دعونا نذكر أن هناك حشرات أخرى كثيرة مفيدة لنا، وبين جميع أنواع الحشرات التي تبلغ الملايين يندر أن يضرنا نوع واحد من كل عشرين نوعاً، وتعتبر أمثلة سيئة من أفراد عائلتها، وحتى هذه الأنواع منها عدد قليل فقط الذي يسبب لنا ضرراً بالغاً.

وفي الولايات المتحدة توجد ستة أنواع وهي أضرها جميعًا وتكلفهم هناك ألفيّ مليون دولار سنويًا.

أصدقاءنا من الحشرات :

هذا حتى إن بعض العلماء يسمون الحشرات أصدقاءنا الصغار". وهذا صحيح بالنسبة للنحل والرعاش وفرس النبي وحشرات أخرى كثيرة بجانب خنافس أبي العيد وخنفساء كلاماث.

ورغم وجود كل الأنواع من آكلات الأوراق والجذور والبراعم، فلا تزال المزروعات تنمو وتزدهر حينها ويسمح لها الجو والتربة الصالحة. ومع ذلك تستمر الحشرات في تكاثرها منذ قرون بعيدة. ولا ريب أن كل نوع منها يملأ فراغه الصغير في نطاق ونظم الحياة الكبرى على كوكبنا الأرضي.