أنواع البق الحقيقي

كثير من الناس في الولايات المتحدة يسمون الحشرات كلها بقا، ويضمون إليها كذلك أنواع القراد والعناكب التي ليست حشرات مطلقاً ، ويعتبر هذا التعريف شاملا لأنه يضم حيوانات مختلفة.

وفي إنجلترا عندما يتكلم الناس عن البق - وقليلا ما يفعلون ذلك – إنما يعنون بق الفراش فقط وهذا تعريف ضيق جداً.

وعندما يتكلم العالم عن البق فهو يعني بذلك رتبة «نصفية الأجنحة» وهي حشرات أجزاء الفم فيها من النوع الذي يمص السوائل التي يتكون منها غذاؤها .

أكبر أنواع البق:

وأكبر أنواع البق هي (السيكادا)، وأنثي السيكادا لها آلة حادة تشبه الأزميل لوضع البيض ، وهي تستعملها في شق قلف الشجر لتضع بيضها تحته . وعندما تفقس الحوريات تسقط على الأرض وتدفن نفسها تحت سطح التربة وهناك تنمو بواسطة امتصاصها لعصارات جذور النباتات. وهناك نوع معين منها يعيش مدفونة سبعة عشر عاماً تحت سطح الأرض ولذلك يسمى «جراد السبعة عشر عاما»، غير أنه ليس جراداً على الإطلاق.

وأخيراً بعد هذه المدة الطويلة تظهر الحشرة الكاملة ذات الأجنحة لتبعث بصريرها النافذ طوال الأربعة أو الخمسة الأسابيع من حياتها القصيرة التي تقضيها في النور.

وكثيراً ما يجد جامعو التوت ضمن ما جمعوه من ثمار « بقا » رائحته كريهة يسمي « البق كريه الرائحة»، وهو غير ضار بل إنه يحاول حماية نفسه فقط بهذه الرائحة المنفرة، ونفس الشيء يفعله أيضاً « بق القرع» ولكنه يسبب خسائر لحدائقنا.

أضرار بعض أنواع البق :

وتعتبر بقة الحنطة واحدة من أشد أعدائنا ضرراً لأنها بامتصاصها لعصارة النباتات النامية تبيد حقولا بأسرها من حقول الحبوب والتبن. أما «بقة القبلات» فإنها قد اكتسبت اسمها من عاداتها القبيحة لأنها تعض النائمين في شفاههم أو وجوههم وتسبب لهم قروحا قد تنقل الأمراض.

وهناك بقة من نوع عجيب تسمى (نطاط الضفدع)، وهي دائماً تطلق الفقاقيع، فبعد أن تمص شيئاً من عصارة النبات تخرج بعض هذا السائل من فمها على هيئة فقاقيع حتى يكاد جسمها يغطى بما يشبه الرغاوي البيضاء التي تقيها حرارة الشمس وهجمات الحشرات المفترسة وحجمها صغير جدا يبلغ نحو ربع بوصة ولونها أصفر مخضر وتبتي في راحة وأمان داخل مسكنها هذا الفريدة حتى تتكون لها الأجنحة فتطير بعيداً.

بعض أنواع البق المفيدة: 

وبعض أنواع البق تخدُم أغراضنا لأنها تقتل الحشرات الضارة ومن هذه الأنواع «البق المُغتال» وقد توافق خنافس البطاطس على الأقل على هذا اللقب لأنه يقتل عدداً كبيراً من هذه الآفة المخططة التي تضر بحقول البطاطس.

ويشكل «بق الكمين»، خطراً آخر على بعض الحشرات الأخرى ، فهو يختبىء بين الأزهار ولونه أخضر وبني وعليه علامات سوداء أما عيونه الصفراء فيترقب بها مرور نحلة سيئة الحظ أو فراشة قريباً منه.

ورغم أنه لا يبلغ أكثر من نصف البوصة إلا أن له مخالب قاسية وخرطوماً سامنًا يطويه بنظام تحت رأسه.

و بهذه الأسلحة يمكنه بسهولة قتل الحشرات الأخرى وامتصاص عصارتها وعندما تبهت أزهار النبات الذي يختفي بين أوراقه يطير بعيداً إلى نبات آخر حيث ينتظر صيداً جديداً.

المن :

ويعد « المن» أو قمل النبات، أكثر أنواع البق انتشاراً وهو يحدث خسائر فادحة بالأشجار والنباتات ، ويتكاثر الن بطريقة عجيبة. فني خلال الصيف تتعاقب أجياله وكلها من الإناث . وفي النهاية يظهر جيل منها له أجنحة تحمله الرياح أحياناً أميالا طويلة ، وفي الخريف تظهر الذكور لتلقح الإناث التي تضع بيضاً يفقس في الربيع التالي ويخرج منه جيل جديد من الإناث تعيد دورة حياتها العجيبة .

وهناك حشرات كثيرة تفترس المن ونلاحظ منها يرقة الحشرة التي تسمى و شبكية الأجنحة ، وأحياناً يطلق عليها اسم « أسد المن» ويمكنها أن تبيد المن بواقع واحدة كل دقيقة ولا تملك حشرة المن المسكينة إلا أن تلطخ وجه مهاجمها بطبقة من الشمع اللزج.

ولكن لا يلزمنا أن نشفق على المن فهو يتجمع في أعداد كبيرة حتى إننا لا نستطيع تصور ما قد يحدث إن لم يكن له كل هذه الأعداء.

ويخبرنا الدكتور (آلى سترونج) من وزارة الزراعة الأمريكية أنه إذا قدر لزوج واحد من « المن» أن يعيش وتتكاثر ذريته بدون مهاجمة وفي حرية لمدة عام واحد لأمكنها إنتاج ما يكفي لملء المحيط الأطلنطي بأكمله.