شعار المبدعين

المبدعون الحقيقيون لديهم شعار يقول: "عدو الأفضل هو الجيد". وهم باستمرار يحاولون بكل تحد تحسين الأمور. وما يطلق عليه الآخرون مستحيلاً، يرونه هم ممكناً. كما أنهم يعيشون انطلاقاً من خيالاتهم، لا انطلاقاً من ذكرياتهم. يعيشون ليتحدوا ما هو مقبول في العادة. ولا يفترضون شيئاً. ولا يعرفون حدوداً. كل شيء ممكن بالنسبة لهم.

وإذا أردت أن تكون قائداً، فعندي لك اقتراح بسيط: كن مبدعاً دائماً. أبدع في العمل. أبدع في البيت. أبدع في علاقاتك. أبدع في الطريقة التي تدير حياتك بها. أبدع في الطريقة التي ترى بها العالم. إن الجمود هو بداية الموت. فالنمو والتطور والابتكار هي ما يجدد الحياة. بالطبع يمكن أن تكون الحياة مخيفة ومحفوفة بالمخاطر في ظل هذه الأشياء. ولكن ألا تفضل أن تشعر بالخوف على أن تعيش على هامش الحياة؟

ليس هناك أمان في أن تكون اليوم نفس الشخص الذي كنته بالأمس. فهذا مجرد وهم سوف يفطر قلبك في النهاية، عندما تصل إلى آخر حياتك، وتكتشف أنك قد فوت على نفسك فرصة الحياة بجرأة وجسارة. إن الإشباع الدائم يوجد هناك في دنيا المجهول. عندما كنت طفلاً، كان أبي يقول لي باستمرار: "الأغصان محفوفة بالمخاطر. ولكنها المكان الذي توجد عليه كل الثمار". ولكي تصل إلى الأغصان، تحتاج إلى أن تبدع. كل يوم. دون كلل أو ملل.

وبالطبع، كلما كنت أبدعت أكثر، ورفضت أن تصبح مقيداً بأغلال الرضا عن الذات، زادت مرات تعرضك للفشل. وقد أشرت إلى ذلك في فصل سابق. فليست كل مخاطرة تقدم عليها، وليس كل ما تحاول فعله، سوف يسير وفق الخطة التي وضعتها له. وهذه هي سنة الحياة بكل بساطة. إن الفشل شيء أساسي وضروري للنجاح. وكلما علا سقف طموحاتك، استطعت الوصول إلى أشياء أبعد. الفشل هبة رغم كل شيء. أنا شخصياً قد استفدت من الفشل كثيراً. فهو قد قربني أكثر من أحلامي، وزودني بمعرفة أكثر، وجعلني أكثر قوة وصلابة، مما جعلني أكثر استعداداً. إن النجاح والفشل يسيران جنباً إلى جنب. فهما شريكان في العمل.

ليس هناك أمان في أن تكون اليوم نفس الشخص الذي كنته بالأمس. فهذا مجرد وهم سوف يفطر قلبك في النهاية.

إحدى القيم التنظيمية في شركة الأدوية العملاقة جلاكسو سميثكلاين هي "بعثرة الأشياء". تعجبني هذه الفكرة. كما تجعلني أفكر في كلمات إد زاندر، الرئيس التنفيذي لشركة موتورولا: "عندما تصبح في قمة النجاح، أقوض عملك. إن الشركات التي لا تبدع أو تجدد لا يكتب لها البقاء، ولذلك فالأساس هو توجيه هذا الإبداع والتجديد. وهذا الدرس مهم على نحو خاص في الأوقات التي تسير فيها كل الأمور على ما يرام. ورغم أن هذا الأمر يتعارض مع البديهة والمنطق، إلا أن الشركات الناجحة تحتاج بالفعل إلى أن تكون أكثر إبداعاً وتجديداً من المنافسين. والأمر يشبه لعبة "ملك التل" عند الأطفال، حيث يسعى كل منهم للوصول إلى القمة. إن القادة الذين لا يجددون ويبتكرون، يأخذ مكانهم هؤلاء المستعدون للإقدام على المخاطرة. لذلك اذهب إلى العمل كل يوم وارفض أن تفعل نفس الشيء الذي فعلته بالأمس، فقط لمجرد أنه ما فعلته بالأمس. داوم على تحدي ذاتك ودفعها إلى التفكير بشكل أفضل، والعمل بشكل أفضل، وتحقيق مكانة أفضل. أعد بناء وتنظيم كل الأشياء من جديد. واجه مخاوفك، وحاول كسر قيودك وتخطى حدودك. ارفض أن تكون عادية. لا تتنازل عن الأفضل. التزم بأن تكون عظيماً ورائعاً في كل ما تفعله. وهذا هو ما ستصبح عليه بالفعل. وأسرع مما تتصور.