حول الجبال وإتقان

      التغيير

 

كنت في حفل للتوقيع على أحد كتبي للقراء، عندما التقيت بأحدهم. كان شخصاً متشائماً، حتى بعد أن قرأ واحدة من كتبي. ولكن هذا لم يقلقني، فليس من المفترض أن يتقبل كل الناس كلماتي على أية حال. كما أني ليست بي حاجة ملحة لأن أكون المصيب على الدوام. إنني ببساطة أعرض على الناس فلسفتي بكل أمانة وصدق، وإذا كان هناك من لا يتفق معها، فلا بأس؛ فحتى القهوة لا يحبها الجميع. واختلاف الرأي هو في الحقيقة ما يضفي على الحياة متعتهاً، ويجعلها مثيرة للاهتمام. ولكن رغم ذلك كان هذا القارئ شخصاً رقيقاً، وأوضح لي أن كتابي قد أعجبه، ولكن المسألة أنه لا يثق بأنه يمكن أن يفيده. حسنا.

إن الإيمان والثقة يحركان الجبال. وإذا كنت لا تؤمن بأن فكرة ما ستحقق النجاح، فليس من المحتمل أنك ستعمل على تجربتها (وإذا لم تجربها، فكيف ستحصل على نتائج؟). إن الفكرة هي أصل العمل، ومعتقداتك تصبح نبوءات محققة.

وقد فكرت طويلاً في تعليقات هذا القارئ بعد حفل توقيع الكتب. ولو كانت قد أتيحت لي فرصة مقابلته مرة ثانية، لكنت قد استخدمت صورة تسلق الجبال؛ أساعده على فهم أن في مقدور الإنسان أن يحدث تغييرات دائمة. وسأعرض عليك ما أراه حول هذه النقطة. وسأقدم لك ثلاث نقاط على وجه الخصوص، حتى أساعدك على فهم الأفكار التي تناولتها حتى الآن في هذا الكتاب، وعلى دمجها في حياتك اليومية، وبالتالي يمكنك أن تری نتائج حقيقية ودائمة:

حدد كيف يبدو شكل قمة الجبل: أقترح عليك أن تحدد، كتابة، كيف يبدو النجاح بالنسبة لك. دون ما يحتاج في حياتك إلى تغيير حتى تشعر بالنجاح الباهر، ودون أيضا ما سيحدث إذا لم تتحسن وتتقدم. ثم دون أهدافك في كل جوانب حياتك الرئيسية. عبر بالكتابة عن الصورة التي تريد أن تكون عليها بعد خمس سنوات من الآن. اكتب قائمة بالقيم والمبادي التي تريد التمسك بها والدفاع عنها. إن الوضوح يسبق النجاح، والإدراك يسبق التحول والتغير.

ابدأ في التسلق: هناك قوة هائلة في البدء (أطلق عليها طاقة البدء). فعمل واحد ـ تقوم به الآن يمكن أن يهيئ كل قواك للاشتراك في المعركة. فهو يولد قوة دافعة. ومع البدء في العمل سوف تبدأ في رؤية نتائج إيجابية. وهذا يبدأ دائرة إيجابية من التغذية الاسترجاعية: عمل أكثر، نتائج أكثر، وهكذا. وهذا بدوره سوف يعزز ثقتك بنفسك.

 

لا يمكنك الوصول إلى قمة إفرست

بقفزة واحدة، ولكن تستطيع بلوغ

قمة الجبل بأن تأخذ خطوات مرحلية

صغيرة. وخطوة بخطوة

تصل إلى هدفك.

 

خذ خطوات صغيرة: لا يمكنك الوصول إلى قمة إفرست بقفزة واحدة، ولكن تستطيع بلوغ قمة الجبل بأن تأخذ خطوات مرحلية صغيرة. وخطوة بخطوة تصل إلى هدفك. كل خطوة نقربك أكثر من الحلم. والحياة على هذا النحو أيضاً. فخطوات صغيرة تأخذها كل يوم تجعلك تصل إلى العظمة بمرور الوقت. لماذا؟ لأن الأيام تصبح في الحقيقة أسابيع، والأسابيع تصبح أشهراً، والأشهر تصبح سنين. إنك سوف تصل إلى نهاية حياتك على أية حال، فلماذا لا تصل إلى هناك كإنسان فذ ومتميز