الشركة الجيدة

        تفيد من حولها

 

هذه فكرة بسيطة سيكون لها أثر هائل على شركتك (وعلى حياتك المهنية) بمجرد أن تعمل وفقاً لها: يرغب الناس في العمل لصالح شركة جيدة. شركة لا تدار بطريقة جيدة فحسب، ولكن تقوم بدورها في بناء عالم أفضل. إن أفضل الشركات هي ما لها غاية نبيلة. وليس هذا شعار مبتذلة، ولكن هذا هو ما لاحظته بالفعل من خلال عملي مع أشخاص حقيقيين وشركات حقيقية في كل أنحاء العالم. إن أفضل الشركات تسعى لتحقيق هدف نبيل، كما تحرص على معاملة موظفيها وعملائها معاملة حسنة. كما تدرك الشركات العظيمة أيضاً أنه رغم أن مهمتها الحيوية الأساسية هي تحقيق الأرباح الضخمة، فإن من المهام الحيوية أيضاً تحمل المسئولية الاجتماعية. والكثير من الشركات التي نتعامل معها قد وضعت برامج المساعدة المعوزين وتنمية وتطوير المجتمع. وإعجابي بهذه الشركات أكبر مما يتصورونه بكثير.

إن الفخر قيمة لا تحظى بقدر كبير من الاهتمام في دوائر العمل. وهذا شيء مؤسف للغاية. فما اكتشفته هو أن الناس يرغبون في الذهاب إلى عملهم كل يوم وقلوبهم مملوءة بالفخر والكبرياء. فهم يرغبون في أن تكون مشاعرهم طيبة تجاه الشركة التي يعملون بها. يريدون معرفة أن شركتهم والعمل الذي يؤدونه ـ ترتقي بحياة الناس وتحدث فارقاً في العالم. وقد عبر فيلسوف مجال الأعمال بيتر كويستنبوم عن هذه الفكرة بطريقة جميلة في كتابه الرائع Leadership: The Inner Side of Greatness: "العمل ما هو إلا وسيلة لتحقيق العظمة الشخصية والمهنية. لتحقيق شيء قيم ونبيل. العمل مؤسسة يمكنك من خلالها أن تقدم لمجتمعك إسهامات مهمة".

 

يرغب الناس في العمل لصالح

شركة جيدة. شركة لا تدار بطريقة

جيدة فحسب، ولكن تقوم بدورها في

بناء عالم أفضل.

 

وكما اقترحت على مدار هذا الكتاب، فنحن جميعاً نستطيع القيادة من غير منصب رسمي. نحن جميعاً قادرون على التأثير. قادرون على أن نؤدي أداء جيداً، في العمل، وفي مجتمعاتنا. لذا كن متطوعاً. امنح مالاً للجمعيات الخيرية. ابداً بأن تخصص محشر دخلك للأعمال الخيرية. أما المؤسسة فيمكن أن تشترك في مشروعات المساعدة المجتمعات الفقيرة (من خلال دعم المبادرات المهمة على سبيل المثال). کرس حياتك من أجل تقديم إسهام أكبر. احرص على تحمل المسئولية الاجتماعية، كحرصك على تحقيق أرباح كبيرة. لن يساعدك هذا على الاحتفاظ بأصحاب المواهب الحقيقية من موظفيك وجذب المزيد من أمثالهم، ولكن سيجعل عملاءك يحترمونك أيضاً. إن أفضل الشركات هي ما لها غاية نبيلة. والعطاء هو بداية الأخذ.