من جعل النجاح

         كلمة سيئة؟

 

يعتقد كثير من الناس أن من الخطأ أن يسعى الإنسان لتحقيق النجاح. وما أكثر من يقللون من شأن الإنجازات المهمة والمثمرة. وما أكثر من يستخفون بالأشخاص المقدامين المتحمسين الذين يضعون لأنفسهم أهدافاً، ثم يكرسون أنفسهم لتحقيقها. وقد سمعت كثيرة هذه الأيام من يرددون أنه إذا كان الإنسان يكافح من أجل تحقيق النجاح، فليس عليه أن يبالغ في الاهتمام بأن يترك بصمة في العالم ويصبح شخصاً مهما. ويبدو الأمر كما لو كان الحماس والمغامرة يتعارضان مع كون الشخص حنونة وصالحة وواعية من الناحية الاجتماعية. وهذا هراء.

وهذه وجهة نظري في قضية "النجاح في مقابل الأهمية": إن الحياة الفذة والمتميزة تضم الشيئين معاً. فالتوازن هو جوهر الحياة. وبدون النجاح، سوف تشعر بالخواء من داخلك. فمن جوانب طبيعتنا الإنسانية توقنا الشديد إلى إدراك أعظم هباتنا، وعيش الحياة بأمثل صورة ممكنة. الإنسان خلق لكي يكون عظيماً. والإنجازات الكبيرة هي ببساطة انعكاس لقدراته الإبداعية. وكلما كانت الأشياء التي تفعلها أكثر قيمة، أطلقت بذلك قدراً أكبر من طاقاتك الإبداعية الطبيعية. إن النجاح عمل إبداعي. وهو أيضاً من أفضل الطرق لتحقيق الرضا والإشباع، بشرط أن يكون ممتزجاً باحترام سليم لفكرة التوازن بين العمل والحياة. وقد اكتشفت أن المشاعر الجميلة التي تصاحب إنجاز شيء قيم ومهم لا تعادلها أي مشاعر أخرى. إن إنجاز أشياء مهمة في الحياة يعزز الإحساس بالسعادة. والنجاح ينبه مشاعر البهجة. كما أنني أعتقد أنه بدون الإحساس بالأهمية، فسنشعر أن وجودنا في الحياة كان عبثاً. فالنجاح وحده، بدون الإحساس بأنك قد قدمت إسهاماً بارزاً، سوف يجعلك تشعر في قلبك بالخواء.

أثناء سعيك لتحقيق النجاح، فإنني أحثك على أن تكرس نفسك للارتقاء بحياة من تصادفهم، وترك العالم في صورة أفضل مما وجدته عليها.

ليس من الخطأ أن تكون من أصحاب الأداء المتميز، وأن تتخذ الخطوات المطلوبة من أجل أن تحقق نجاحاً باهراً في هذا العالم. والنجاح هو انعكاس حقيقي لتقدير الذات بصورة سليمة. ولكن أثناء سعيك لتحقيق النجاح، فإنني أحثك على أن تكرس نفسك للارتقاء بحياة من تصادفهم، وترك العالم في صورة أفضل مما وجدته عليها. وهذا هو معنى الأهمية والتأثير. فمن خلال النجاح والشعور بالأهمية، سوف تحيا الحياة في أبهى صورها.