طبَّق معيار فريق يوتو

 

فريق يو تو U2 هو واحد من أروع فرق الروك الموسيقية في العالم. ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد لعشقي له. نعم، موسيقاه خلابة. نعم، أغانيهم عميقة. نعم، عروضهم شيقة (إذا كنت تشك في ذلك، فشاهد لهم Go Home Live from Slaney Castle) ولكن ما يجذبني حقا إلى فريق U2 هو التزام أفراده الصارم بالتحسن والتطور، مهما كان مستوى ما وصلوا إليه من عظمة. وليس المال هو ما يعنيهم. ولا الشهرة. ولا الظهور على أغلفة المجلات. إن ما يعنيهم أكثر من أي شيء آخر هو أنهم لا يرضون بأقل من التميز معياراً لهم. وكما قال بونو، مغنيهم الأول: "هذا هو ما يميز فريق يو تو. إن ما يهمهم دائماً هو ما سيحققونه في المستقبل، لا ما حققوه في الماضي". رؤية جميلة.

إن كل القادة العظام، والمبدعين، ورجال الأعمال الناجحين، يمتلكون في أعماق أرواحهم ذلك التوق الدائم إلى العمل والإنجاز واكتشاف الأشياء المميزة طوال حياتهم. كل منهم يمتلك ذلك الشعور بالحماسة المتقدة. يمكن بالطبع أن تقول إن هذا التوق النهم ليس علامة صحية بطريقة ما، على أساس أن مثل هؤلاء الناس لا يعرفون معنى الرضا والقناعة. وربما تكون محقاً. ولكن من ناحية أخرى، وكما أشرت في فصل سابق، فنفس هؤلاء الناس هم أصحاب الفضل فيما شهده العالم من تقدم وتطور. وهم هؤلاء الذين أسسوا شركات ومؤسسات عظيمة أضافت قيمة إلى حياتنا. وهم هؤلاء الذين قدموا لنا الاختراعات والاكتشافات العبقرية التي جعلت الحياة أكثر سهولة ويسراً. وهم العلماء الذين ساعدوا البشر على الحياة بصحة أفضل. هم هؤلاء الذين أهدوا إلينا الفن الجميل والموسيقى الخلابة. إن العظمة تتحقق لهؤلاء الذين لا يرضون بالواقع أبداً، مهما بدا هذا الواقع جميلاً. نعم، على الإنسان أن يجد السعادة في الحياة. ونحن بحاجة للاستمتاع برحلة العيش بكل تأكيد. وتلك رسالة أنشرها في كل مكان أذهب إليه. فتحقيق التوازن في الحياة شيء في غاية الأهمية.

كل ما أقوله هو أن هناك الكثير من الناس قد ذهبوا إلى النقيض. لقد جعلوا تركيزهم منصبة على مطاردة السعادة وتحقيق السلام والتوازن الروحي، متخللين بذلك عن فطرة وغريزة الإبداع والابتكار. وأثناء ذلك، أخفقوا في تحقيق التوازن، وفاتهم الانتباه إلى أحد الأسباب الرئيسية للعيش، وهو الإبداع، والتألق، وبلوغ العظمة.

العظمة تتحقق لهؤلاء الذين لا يرضون بالواقع أبداً، مهما بدا هذا الواقع جميلاً.

لذلك، طبق معيار فريق يو تو. كل يوم، وحتى آخر لحظة في عمرك. ركز على ما ستحققه غداً، لا على ما حققته بالأمس. كافح من أجل التميز والتألق والامتياز، في كل ما تفعله. سوف تنضم بذلك إلى تلك الفئة القليلة النادرة من الناس الذين لا يشعرون إلا بقليل من الندم والحسرة في نهاية حياتهم. وسوف تشعر بالسرور من حقيقة أنك قد أخذت أفضل ما في الحياة، ولم تعش على هامشها. وسوف تشعر بذلك الإحساس الحقيقي بالسعادة الذي نطمح جميعا إليه ولا يبلغه إلا القليلون.