احصل على ما تريد بينما

تحب ما لديك

 

يشجعنا بعض الخبراء على الاستمتاع باللحظة الحالية وتقدير ما لدينا، على أساس أن الكفاح المستمر من أجل المزيد ليس أمراً صحية، كما أنه هو المصدر الرئيسي للقلق وعدم الشعور بالرضا. ولكن هناك آخرين يقولون إن الإنسان قدر له أن يتطلع دائماً لما وراء حدود قناعته ومنطقة ارتياحه، ويحاول الوصول إلى شيء أسمى، وهو بلوغ العظمة. وقد أخذت مني هذه القضية الكثير من البحث، إلى أن توصلت إلى فلسفة شخصية عاهدت نفسي على الحياة مؤمناً بها. وأعتقد أنني قد وجدت الإجابة، أو الحل الذي أشعر أنه هو الصواب: لقد اكتشفت أن المسألة هي مسألة توازن. وأنا أطلق على ذلك اسم "التوازن على طريقة مانديلا".

لقد قال نلسون منديلا ذات مرة، وأنا معجب به أشد الإعجاب: "بعد تسلق تل عظيم، تكتشف أن هناك الكثير من التلال الأخرى التي يجب تسلقها. لقد وقفت برهة هنا كي أستريح، وكي ألقي نظرة على المشهد البديع الذي يحيطني، وكي أنظر ورائي على الطريق الذي منه قدمت. ولكن لا يسعني أن أستريح إلا للحظات قليلة؛ فمع الحرية تفرض المسئوليات، ولا يمكنني أن أتوانى، فرحلتي الطويلة لم تصل إلى نهايتها بعد".

أعتقد أن نيلسون مانديلا يقترح أن المسألة هي مسألة توازن. استمتع بالمشهد من الموضع الذي تقف فيه. استمتع بالمسافة الكبيرة التي قطعتها. اشعر بالامتنان لكل ما تصل إليه على طول رحلتك في الحياة. عش في اللحظة الحالية. ولكن تذكر أيضاً أن الهبات التي تحصل عليها، تفرض عليك الكثير من المسئوليات المهمة. أعتقد أن كل إنسان عليه "واجب للتألق". يجب ألا نقنع بنجاحاتنا الماضية، ونرضى عن واقعنا الحالي تمام الرضا. يجب أن نتقدم في هذا العالم ـ كل يوم ـ ونبذل كل ما بوسعنا الخدمة الآخرين بأقصى شكل ممكن، ولإدراك المزيد من قدراتنا وطاقاتنا، ولنصبح مواطنين أفضل في هذه الحياة. يجب علينا باستمرار أن نواجه مخاوفنا، ونستغل حياتنا الاستغلال الأمثل. يجب علينا باستمرار أن نؤدي دوراً أكبر في الحياة، ونستغل مواهبنا الإبداعية في فعل المزيد، وتحقيق المزيد، ورؤية المزيد. إن هذا الدافع لإدراك جوانب العظمة في أنفسنا مغروس في جيناتنا الوراثية في رأيي، وإنكاره هو إنكار لطبيعتنا الإنسانية.

ولكن هذا العالم قد بناه أناس

شعروا بقدر من عدم الرضا تجاه

ما هو كائن حولهم، وأدركوا أن

باستطاعتهم فعل ما هو أفضل.

 

وأنا أتفق مع الرأي الذي يقول إننا عندما نحلم أحلام ضخمة، ونعلي معاييرنا الشخصية، فإن ذلك يولد بداخلنا بعض مشاعر الاستياء وعدم الرضا. ولكن هذا العالم قد بناه أناس شعروا بقدر من عدم الرضا تجاه ما هو كائن حولهم، وأدركوا أن باستطاعتهم فعل ما هو أفضل. يقول توماس أديسون: "دلني على شخص يشعر بتمام الرضا، وسأدلك على شخص فاشل". أعرف أن هذه العبارة تبدو غير صحيحة هذه الأيام من الناحية السياسية. ولكن أعتقد أنه كان يقرر الحقيقة. إن أعظم الناس كانوا لا يشعرون بالرضا عن العالم من حولهم. فكر في غاندي. في الأم تريزا. في بيل جيتس. في أينشتاين. في نيلسون مانديلا.

عليك إذن أن تحب ما لديك. ثم انطلق للحصول على ما تريده. استمتع بتسلق الجبل، ولكن لا تجعل قمته تغب عن نظرك.