لديّ صديق. ليس صديقا مقربا بشكل خاص، فهو أقرب على أن يكون أحد المعارف. إنه إنسان تقليدي، يدير عمله في مجال الحواسب. لديه أسرة، وطبيعي، وتقليدي، وملتزم، ولا يحمل أي شيء غير مألوف، أو هكذا كان يظن.

إنه انجليزي المولد والمنشأ، كان يبدي دائما تذمره من أمر الهجرة، كان يتذمر أحيانا بشأن أعداد المهاجرين، ولكنك كنت تشعر دائماً أن الأمر أعمق منهذا. وقد اكتشفت منذ فترة ليست طويلة انه طفل مكفول. ليس هناك ما يعيب ذلك – شأنه شأن الكثيرين – ولكنه قرر أن يقتفي أثر أسرته، أجل، لقد حدث ما خمنته. كان والده أجنبيا. أنت لن تدرك هذا عندما تنظر إلى الرجل ولكنه وجد نصفه إنجليزياص كما كان يظن. مدهش.

إن ألقيت الضوء على خلفية أي شخص فسوف تجده يجمع بين لمحات من ثقافات، وانتماءات عرقية شتى. لا يوجد بيننا شخص "خالص". لقد اختلطت كل الأمور، وامتزجت ببعضها البعض وتداخلت حتى باب يصعب على أي منا أن يجزم بمصدره وأصله. عد إلى الخلف بما يكفي، وسوف تجد أن كلاً منا يحمل بداخله شيئاً مختلفاً بعض الشيء، يبدو أن نصف ذكور اوروبا يحملون عِرقاً يرجع إلى جنكيز خان – أي من أصل مغولي.

هدفي؟ لا تصدر أحكاما على الآخرين، نحن جميعا بشر، نحن جميعا ننتمي على نفس البوتقة التي امتزجنا فيها ببعضنا البعض، كلنا نرتبط ببعضنا البعض إن اقتفيت أثرنا بما يكفي. ليس هناك فارق. يجب أن نتقبل المجتمعات الأخرى، والثقافات

الأخرى حتى إن كانت تبدو شديدة الاختلاف معنا، لأن الفارق بيننا ضئيل للغاية إن نزعت القشرة الخارجية التي نرتديها.

نعم قد يكون لكل منا ملابس مختلفة، ولغة مختلفة، وعادات مختلفة ولكننا جميعا نحب ونرغب في مصاحبة شخص نحتمي به ونحتضنه، ونرغب في تكوين أسرة، ونرغب في إحراز السعادة والنجاح، ونرغب في ألا نخاف من الظلام، ونرغب في أن نعيش لفترة طويلة، وأن نموت ميتة سويةن وأن نتمتع بالجاذبية والتخلص من السمنة والمرض والشيخوخة. ما الذي يضير غذن إن ارتدينا البدلة أو الساري أو القميص المشجر عن كنا جميعا في أعماق نفوسنا نبكي عند الألم، ونضحك عند السعادة، وتئن معدتنا عند الشعور بالجوع؟ إن القشرةالخارجية يمكن أن تسقط في لحظة لكي تكشف عن أننا جميعا سواسية، كلنا كائنات محبة، وبشرية، وغاية في البشرية.