أنت على وشك أن تكون لاعباً يمارس اللعب وفق قواعد محددة. إنك على وشك الإبحار في مغامرة سوف تغير مجرى حياتك؛ هذا فقط إن اخترت أن تقبل بهذه المهمة. أنت على وشك اكتشاف طرق لأن تصبح إيجابياً، وأكثر سعادة، وأكثر نجاحاً في كل ما تقوم به، أي أنك لست بحاجة لأن تقول أي شيء لأي أحد. الزم الصمت. لا أحد يحب الشخص المتظاهر بالحكمة. هذا هو كل ما في الأمر.

القاعدة الأولى: تَحرَّ السرية.

قد تكون هناك بالفعل أوقات تشعر فيها برغبة في التحدث مع الغير بشأن ما تفعله لأنك ــــ وهو أمر طبيعي تماماً ـــــ تريد أن يشاركك أحد ما تشعر به. حسناً؛ لا يمكنك أن تفعل ذلك، ولا يسعك أن تفعل ذلك. دع الآخرين يكتشفوا من تلقاء أنفسهم ما أنت بصدده. قد تظن أن هذا ليس منصفاً؛ ولكنه في واقع الأمر أكثر إنصافاً مما تظن. أنت إن أخبرت الآخرين؛ فسوف يسعون لتجنبك. كما أننا جميعاً نكره من يعظنا. إن الأمر أشبه في واقع الأمر بمحاولة الإقلاع عن التدخين، واكتشاف حياة أكثر صحة، إذ تنتابك فجأة الرغبة في تغيير كل أصدقائك المدخنين. المشكلة هي أنهم لم يستعدوا بعد للإقدام على هذه الخطوة، وقد ينعتونك بالمتكبر أو المتباهي، بل والاسوأ؛ قد ينعتونك بالمدخن السابق. وكم نكره جميعاً كل هذا. إذن القانون الأول ببساطة شديدة هو: لا تعظ؛ ولا تدع الأمر ولا تسعَ لتغيير الغير؛ لا تصح بأعلى صوتك من أعلى السطح، ولا حتى تنوه إلى الأمر.

سوف تشعر ببريق دافئ يعتريك عندما تغير نظرتك للحياة، ويسعى الآخرون إلى سؤالك عما فعلته؛ أو ما تفعله، ويمكنك عندها أن تجيبهم قائلاً: إنك لم تفعل شيئاً، وإنما فقط أصبحت تشعر بشيء من الدفء، وإنك تشعر أنك أفضل وأكثر سعادة وحيوية وجمالاً وأياً ما تريد. ليس هناك حاجة لأن تخوض في التفاصيل؛ لأن هذا هو في واقع الأمر ما لا يريد أن يعرفه الآخرون. بل إن العكس تماماً هو ما يريدونه تحديداً. إن الأمر أشبه عندما يسألك أحدهم عن أحوالك، ويكون كل ما يريد أن يسمعه في واقع الأمر هو كلمة " بخير ". حتى إن كنت في أقصى حالات البؤس؛ هذا هو كل ما يريد أن يسمعه؛ لأن أي شيء أكثر من هذا سوف يفرض عليه التزاما، وهذا بالطبع ما لا يريده، إن كل ما يريد أن يسمعه كلمة " بخير " وهكذا سوف يتسنى له أن يمضي في حياته بدون مزيد من التدخل والتورط. إن لم تجب بكلمة "بخير". وفضلت بدلاً من ذلك أن تفيض بمكنون نفسك؛ فسوف يتراجع السائل بمنتهى السرعة.

 وهذا هو ما ينطبق تماماً على اللاعب وفق القواعد المحددة. لا أحد يريد أن يعرف في واقع الأمر؛ إذن يجدر بك أن تبقى هادئاً. كيف لي أن أعرف؟ لأنني عندما كتبت قواعد العمل الذي بدل حياة الكثيرين، وأكسبهم القدرة على إحراز النجاح في مكان العمل بدون الحاجة للجوء إلى أية وسائل ماكرة؛ اقترحت نفس الشيء، وثبت نجاحه، فقط طبِّق ما تريد تطبيقه في هدوء، وواصل تطبيقه في حياتك اليومية بسعادة وسرية بدون أن تخبر أحداً.