إنه أمر يسهل قوله ويصعب فعله، إنني أقدر صعوبته، ولكنني أعرف أنك تستطيع أن تطبقه. إنه يتطلب فقط تغييراً بسيطاً في الرؤية، لكي تنتقل من شخص يتصرف وفق نظرة معينة إلى شخص آخر يتصرف وفق رؤية مختلفة. انظر، مهما قست الظروف فأنت لن تقدم أبداً على:

  • الانتقام.
  • التصرف بشكل سيئ.
  • الغضب الجامح.
  • إيذاء الغير.
  • التصرف بدون تفكير.
  • التصرف برعونة.
  • العدوانية.

هذا هو ما أقصده، ملخص ما أريده. سوف تحافظ دائماً على خلفيتك الأخلاقية رفيعة المستوى. سوف تتصرف بأمانة ونزاهة ورقة وطيبة وتسامح ولطف (بكل ما يحمل ذلك من معنى)، وبصرف النظر عما يثيره من ضيقك وحنقك، أياً كان التحدي الذي يفرض نفسه عليك، وأياً كان الظلم الذي وقع عليك، وأياً كان سوء التصرف الذي تواجهه، أنت لن ترد بنفس الطريقة، سوف تبقى دائماً جيداً ومتحضراً وأخلاقياً، وسوف تبقى مهذباً، ومتحلياً بكل الآداب الرفيعة. سوف تبقى لغتك قويمة وطاهرة. لا شيء يقال أو يُفعل يمكن أن ينال منك، أو يجعلك تحيد عن طريقك.

نعم، أعلم أن هذا سوف يكون صعباً في بعض الأوقات، وأعلم أنه عندما يتصرف الجميع من حولك بشكل فظ، وتواصل أنت ترفعك وكبتك لرغبتك للنيل من غريمك بكلمة فظة سوف يكون بالغ الأمر عندئذٍ. عندما يسيء الآخر تصرفه معك سوف يكون من الطبيعي أن تعتريك الرغبة في الرد عليه، والانتقام لنفسك. ولكن لا تفعل ذلك. بما أن يمر هذا الوقت العصيب، سوف تشعر بالفخر لأنك حافظت على قيمك الأخلاقية الرفيعة، وسوف يكون هذا أفضل آلاف المرات من أي انتقام في العالم.

أعلم أن الرغبة في الانتقام مثيرة، ولكنك لن تقدم عليها. ليس الآن، ولا في أي وقت. لماذا؟ لأنك إذا فعلت ذلك فإن هذا يعني أنك سوف تكون في صف الوحوش وليس الملائكة (انظر القاعدة 9)، لأن هذا يقلل من شأنك ويحقرك، ولأنك سوف تندم على ذلك، وأخيراً لأنك إن فعلت فلن تكون لاعباً ماهراً.

إن الانتقام سمة الخاسر، أما الاحتفاظ بالخلفية الأخلاقية العالية فهو الخيار الوحيد أمامك. هذا لا يعني أن تبقى متخاذلاً أو خانعاً. وإنما يعني أن تصرفاتك سوف تكون دائماً محترمة وشريفة ونظيفة.