"أوه، أوه، كلا، ميكي براون ثانية!" هكذا كانت تصيح أمي، صباح كل يوم سبت. كانت تكره ميكي براون. كانت تحقد عليه وتبغضه وتكن له الضغينة. لماذا؟ ليس لديّ أدنى فكرة. لم تكن تحب معظم أصدقائي ولكنها كانت تحتفظ بالقسط الأكبر من البغضاء لميكي براون المسكين حتى قبل أن تراه.

انظر، إن أبناءك سوف يكَّونون صداقات لن ترضى عنها. هذا أمر طبيعي، نحن كأبناء سوف ننجذب على أبناء آخرين يختلفون عنا، هذه هي طريقة الأبناء في اكتشاف الأشياء. سوف تجد الابن منجذبا إلى الابن الأكثر فقرا أو الأكثر ثراء لأنه لا يملك خبرةعن هذا ويريد أن يعرف ويكتشف هذه الحالة. سوف تجد ابنك يختلف عن الابن الأكثر إثارة للفضول أو الأكثر تدليلا أو الذي ينتمي إلى خلفية عرقية مختلفة أو على الطفل القذر أو المتوحد أو المنتمي إلى الغجر أو المنتمي إلى الطبقة المتوسطة المتأنقة حيث يعمل الأهل في مجال المحاسبة.

مهما كان الأمر، سوف نجد في أنفسنا رغبة في عدم المواقفة والاعتراض. إنها الطبيعة البشرية ولكننا يجب ألا نفعل ذلك. يجب أن نقدم الدعم والتشجيع والترحيب والتفتح، لماذا؟ لأن ابنك يصاحب أصدقاء لا يحظن بموافقتك، فهذا أمر جيد، لأنه يثبت أنك قد ربيت أبناءك على تجنب كل الأحكام المسبقة، وإن كان ابنك كذلك فيجب عليك أنت أيضا أن تكون مثله.

ولكن الشيء المضحك هو أن أهل ميكي براون أيضا لم يكونوا يطيقونني بدورهم. لم يكن أهله يسمحون له باللعب بالمسدسات وكنت دائماً أسرب المسدسات إلى منزله في غفلة أهله. لم أكن أحمل حبا خاصاً للمسدسات ولكنني كنت أحب أن أوقعه في المشاكل.

أقمت ذات مرة حفل عيد ميلاد لابني وأصر على دعوة زميل له في الفصل كان يعاني من مشاكل حادة في التكيف مع الآخرين (لقد اعتدنا أن نطلق عليه طفلاً مزعجاً ولكنه لم يعد بإمكانك أن تستخدم هذا اللفظ ثانية – انظر القاعدة 73). عندما جاء أهل الطفل للعودة به إلى منزله كانت الدموع تتساقط من أعينهم لأنه كان أول حفل عيد ميلاد يحضره الطفل المسكين. عم تسأل؟ سلوكه. لقد كان ملاكا صغيرا ولم يحدث أي خطأ. محض هراء. لقد أثبت بالفعل أنه يعاني من مشاكل تكيف حتى إنني سمعت نفسي أهمهم قائلاً: "لن أفعل هذا أبداً، لن أفعله ثانية أبداً" على مدى عدة أسابيع بعدها. كلا، لقد اساء التصرف قليلا بالفعل ودمر المكان ولكنه لم يكن أسوأ من أي طفل آخر. بل إن هناك طفلا آخر – من المفترض أنه طفل جيد – ضُبط وهو يملأ حذائي العالي بشطائر الجبن والجيلي، لقد انجرف مع التيار.