كانت هناك عبارة تسللت من جنوب كاليفورنيا، وذاعت وانتشرت إلى أن وصلت إلى المملكة المتحدة. كانت هذه العبارة تثير أعصابي وحنقي حيث تقول: "هناك طفل جيد اقترف شيئاً سيئاً".

كم كانت تلك العبارة تثير استفزازي. كنت أكرهها. كانت هذه هي أسوأ عبارة سمعتها تم انتشارها عن طريق الحاسب. ولكن عليّ الآن أن أقدم اعتذارا. فقد بدأت أستوعب العبارة، وفي الوقت الذي قد لا أستطيع فعليا أن أقول باللفظ "هناك طفل جيد اقترف شيئاً سيئاً". فإنني أستشعر المعنى. ليس هناك – كما ترى-أطفال سيئون. نعم، قد يكون هناك أطفال يقترفون أشياء سيئة. قد يكون هناك أطفال مثيرون للضيق في بعض الوقت. ولكن ليس هناك طفل سيء. مهما كان الطفل مزعجا ومثيرا للمشاكل فإنه ليس سيئا. قد يدفعني سلوك أبنائي أحيانا إلى أن أثورة ثورة عارمة، ولكن بمجرد أن يخلدوا للنوم وتلقي نظرة عليهم فسوف تجدهم أشبه بملائكة صغار، في قمة المثالية والتمام. نعم، إن ما يفعلونه على مدار اليوم قد يكون مثيراً وربما مزعجاً أو سيئاً، ولكنهم يبقون في الأصل أصحاب فطرة طيبة.

إن السبب الوحيد الذي يكمن خلف هذا السلوك السيء هو رغبة الطفل في اكتشاف العالم، والتعرف على حدوده. عليه إذن أن يقترف أخطاء أثناء رحلة الاكتشاف. إنه أمر طبيعي ومنطقي للغاية.

ينطبق نفس الشيء على أي سلوك آخر يشذ عن الطبيعي. ليس هناك طفل أخرف، ولكن هناك سلوكاً أخرق. ليس هناك أطفال أغبياء ولكن هناك تصرفاً غبياً. ليس هناك طفل حاقد ولكن هناك تصرفاً حاقداً. ليس هناك طفل أناني ولكن هناك أفعالاً أنانية.

إن الطفل لا يعرف غير ما يفعله، ومهمتك أنت هي أن تعلمه، وتلقنه، وتساعده، وتشجعه. سوف تبدأ من عند نقطة خاطئة إن تصورت أن ابنك سيء. سوف يكتب عليك الفشل حتما إن بدأت تتصرف من هذا المنطلق. أنت لا تملك القدرة على تغيير طفل سيء، ولكنك تستطيع أن تغير سلوكاً سيئاً. إن كنت تؤمن بأن ابنك جيد فسوف تحقق ما تريده في الحال، لأن كل ما عليك هو أن تغير سلوكه، وهو هدف قابل للتحقيق.

إنه أمر مدمر للغاية أنت تنعت الطفل قائلاً: "أنت طفل سيئ". إن هذه العبارة ترسخ شيئاً ما في عقله يصعب تغييره. يفضل أن تقول له: "لقد قمت بعمل أو تصرف سيء" أو "لقد أسأت التصرف" هنا يستطيع الطفل أن يفعل شيئاً إزاء الأمر. ولكنك إن قلت له إنه سيئ، فلن يملك أن يفعل شيئاً حيال الأمر، وسوف يكون له تأثير كبير عليه.