سمعت لتوي عن شخص اخترع حذاء يمكن أن يعيد شحن هاتفك الخلوي أثناء سيرك، أمر عبقري. كنت أريد أن أقتني واحداً، ولكنه بدا لي حذاء من تلك الأحذية العالية المتينة – التي صممت لارتدائها في المناطق التي يصعب فيها إعادة شحن الهاتف نظراً لتعذر وجود أدوات الشحن مثل الغابات، سوف أقتني زوجاً عندما يصنع في شكل حذاء كلاسيكي. لا يمكن أن يكون كل شيء أخضر، لا يمكن أن يكون كل شخص صحياً وعضوياً وأخضر، كما يجب أن يكون.

حسناً، لقد أفضنا في شرح حالة العالم من حولنا وما نفعله فيه. والآن سوف أمنحك الخلاصة النهائية المقتضبة، لا يمكن أن يكون كل شيء أخضر وصحياً. يجب أن تكون هناك مخلفات ثانوية. يجب أن يكون هناك قدر من التلوث. يجب أن يكون هناك قدر من الضرر. إن أعدادنا هائلة، بلايين من البشر يعيشون على كوكب واحد، وهو ما يجب أن يحدث أثراً، وعلينا أن نعيش. سوف يكون هناك دائماً قدر من الضرر. ولكن مهمتنا هي أن نحد من الضرر، ولكن من غير المنطقي أن نسعى للتصدي للضرر نهائيًا. إنها مسألة توازن، مسألة أولويات.

سوف يكون من غير المنطقي أن تطالب بالاستبعاد الفوري لكل المركبات الميكانيكية في العالم، هذا لن يحدث. ولكننا يمكن أن نمارس دورنا بشراء السيارات التي تستخدم

قدراً أقل من الوقود، التي تخلف قدراً أقل من المخلفات والعوادم، يمكن أن نستخدم المواد التي أعيد تدويرها في أعمال البناء. ولكنها لن تكون خضراء تماماً، هذا لن يحدث أبداً.

يمكننا أن نهرع جميعاً إلى مناطق الكوارث لكي نمد يد المساعدة، ولكننا سوف نطير إلى هناك، وسوف تنفث الطائرات قدراً مهولاً من العوادم. أرأيت، نحن نقدم على اختيارات طوال الوقت، قيادة السيارة إلى العمل، تدفئة المنازل، اختيار الملابس والأطعمة، كل هذه اختيارات. ولكن لا يمكن أن نتوقع أن يكون كل شخص صحياً كما يجب أن يكون.

ولكننا إن نجحنا جميعاً في الحد من مثل هذه الأمور، فسوف نسهم في المساعدة. إن اضطلع كل منا بدوره فسوف يساعد إن تفكر كل منا فيما يفعله فسوف نساعد ولكن لا يمكن أن نصبو للكمال، لا يمكن أن نغير الأشياء بين يوم وليلة. إن كنت تبذل جهدك لكي تكون أخضر وصحياً، ومتحرراً مما يكبلك بالضغوط، ويسبب لك المعاناة في حياتك (فقط حاول أن تقتني طعاماً، أو أية منظفات منزلية غير مغلقة بالبلاستيك، وسوف تدرك ما أقوله) فعليك التوقف. ابذل جهداص ولكن اقبل بأنك لن تبلغ المثالية أبداً. طالما نسعى لعمل شيء فسوف يسهم هذا في المساعدة.