تتمثل الخطوة الأخيرة نحو تحقيق الثروة في استخدامك للحاسة السادسة. يقول "هيل"، "إن عظماء الفنانين والمؤلفين الموسيقيين والشعراء أصبحوا عظماء، لأنهم اكتسبوا عادة الاعتماد على الصوت الضعيف الدائم الذي يخرج من داخلهم من خلال الخيال الإبداعي... وتأتي أفضل أفكارهم مما يُسمى بــ (مواطن الشعور)".

يتحدث "هيل" كثيراً عن د. "إلمر جايت" والذي كان يجلس لتصيد الأفكار". كان لدى "جايت" حجرة تواصل شخصي موجودة داخل معمله ولتي كانت إلى حد ما كاتمة للصوت ومزودة بكرسي واحد وطاولة صغيرة ولوح للكتابة. عندما يواجهه تحد ما يدخل "جايت" إلى غرفته الصغيرة ويركز في عوامل الاختراع والتي سببت له المشاكل. ثم يجلس بعد ذلك صامتا في الظلام حتى تطرأ الأفكار على رأسه وعندما تكون إحداها مفيدة له يفتح النور بسرعة ويدون الفكرة.

لقد كان "جايت" واحدا من المخترعين المثمرين واشتهر – من بين اختراعاته-باختراعه لرغوة طفاية الحريق، لكنه لم ير نفسه مخترعا. اعتبر "جايت" نفسه خبيراً نفسياً وكان مهتماً فقط بمطاردة الاختراعات حتى يمكنه تقييم طريقة عمل المخ أثناء قيامه بأفضل ما لديه، لقد كان مهتما بالطريقة التي يُولد بها العبقري.

لقد كرس حياته لدراسة ما يُعرف بـ "فن استخدام العقل". افترض "جايت" وجود طريقة أو عملية مناسبة للتفكير والتي باتباعها يضع الشخص قدمه الأولى نحو العبقرية. افترض "جايت" أن النشاط الذهني غير المعتاد يبدأ من عملية إنتاج تغييرات كيميائية وهيكلية غير معتادة داخل المخ. باعتبار أنه قد كون أكثر من 200 براءة اختراع طوال حياته فكان من السهل افتراض أنه يمتلك فكرة ما يمكن الحصول منها على اكتشاف عظيم.

في عام 1931 قدم "بلات" و "باكير" للعالم ما يُعرف بـ "الشعور" معرفين الظاهرة على أنها "فكرة مُوحدة أو مُوضحة والتي تطرأ على الإدراك فجأة كحل للمشكلة التي نهتم بها كثيراً"، لقد شرعا في اكتشاف حجم الدور الذي يلعبه الشعور في الاكتشافات العلمية، حاصلين على إجابات لتساؤلاتهم من 232 عالماً من علماء الكيمياء. وفي دهشة هائلة، فهم 83% من العلماء المفهوم ونسب العديد منهم التطورات العلمية المهمة إلى مساعديهم. لقد ظهر الشعور بالفعل بعد دراسة طويلة وبدا أنه طرأ إلى الإدراك في الوقت الذي لم يعمل فيه المفتشون بفاعلية على المشكلة.

قال الفيزيائي وعالم النفس الألماني الشهير "هيلموليدز" إن الشعور لا يأتيه إلا بعد أن يُتم البحث في المشكلة "في جميع الاتجاهات"، كما أكد أيضاً أهمية الراحة لظهور الأفكار الأصلية. بعد مرور أعوام من جمع المعلومات وعدم رؤية أي شيء يربط النقاط ببعضها البعض، قال "تشارلز دارون": "يمكنني تذكر أكثر الأشياء سطوعاً على الطريق بينما كنت راكباً في عربتي التي تجرها الخيول، عندما ظهر حل المشكلة أمامي"، بالطبع، كان الحل هو نظريته في التطور 

إليك هذه الفكرة ...

اذهب إلى مكان هادئ حيث لا يمكن لأحد أن يُقاطعك واغمر عقلك في التحدي الذي يواجهك. ركز على العوامل المعروفة ثم قم بعمل تصور للنتيجة المثالية تخيل شعورك بالنصر عند حل اللغز، اغمر نفسك في الشعور بتحقيق الإنجاز واستمتع بمدى لذة ما تشعر به بمجرد أن تتواصل تماما مع هذه النتيجة، انظر إلى الخلف لتنظر ماذا فعلت.