قد تعتقد أن أي شخص يقوم بتأليف كتاب مثل هذا منذ قرنين مضيا لم يكن ملما بموضوع "هوس الشراء" ومشاكلة. ولكم "فرانكلين" تعامل مع هذا الأمر فكر في كلماته هذه،" اشتر ما لست في حاجة إليه، وعما قريب ستقوم ببيع بعض الضروريات.

 لقد قمنا جميعا بهذا الأمر. فقد يكون لدينا هوس بشراء أحدث هاتف محمول أو شراء أحدث موديل من نوع معين من السيارات أو-في معظم الحالات -شراء شركة صغيرة لكنها تنافسك بشدة ولطالما لهثت وراء شرائها. وفي كل حالة من هذه الحالات تسير عملية الشراء الكاملة مثل لعبة قطار الموت بداية من الشد العصبي المترقب ومرورا بمتعة الشراء التي تشبه متعة التودد إلى الحبيب وانتهاء بهوس ما بعد الشراء. ومن هنا تنحدر المتعة تدريجيا حتى تصل إلى النقطة التي يمكن عندها نسيان أحدث هاتف محمود في مؤخرة الخزانة بينما تراجع فواتير بطاقة ائتمانك وأنت لا تصدق هذا.

يبدو ان هوس الشراء-مثل حب الأكل وإدمان الشوكولاتة-يعتمد على أساس من الفهم والرغبة حيث بمجرد أن نتواجد في المكان، فإننا نبحث من حولنا عن أشياء نقوم بشرائها. إننا نقنع أنفسنا بأن نظام الصوت الجديد لن يكون مكتملا ما لم يكن مشتملا علة نظام توليف الأصوات عالية الجودة، على الرغم من أن الغرض وراء شراء نظام الصوت هذا لا يتخطى مجرد استخدامه في سماع فريق الكورس الغنائي بينما نقوم بطهي الطعام. فكر في عدد الأشخاص الذين تعرفهم ممن يمتلكون واحدة من أفخر ثلاجات سكاندى ويجيان والتي إذا نظرت بداخلها ستجد مجموعة من الشطائر الملفوفة والطعام الفاسدة واللبن المروع. أما بالنسبة لشراء سيارة جديدة، لا يوجد حد للأساليب التي يمكن من خلالها أن تقتنع بشراء موديل أفضل به بعض الزيادات التي لن نستخدمها على الإطلاق إلا بغرض أن نظهر لأصدقائنا ونتباهى أمامهم بمدى جودة هذه السيارة. قد يكون كل هذا جيدا ويندرج تحت مستوى التباهي الطبيعي للبشر، وذلك إذا لم يؤد هذا النوع من حب الشراء إلى تكلفة. تلك التكلفة التي غالبا ما يزيد في مقابلها معدل الفائدة على بطاقة الائتمان مما يؤدي على وجود مشاكل كبيرة في الدين-إن لم تصبح مفزعة في نهاية الأمر.

لقد كان" فرانكلين" من كبار مؤيدي فلسفة " اصنع-اعمل أصلح" المستمدة من مذهب مناهضة حب الشراء. تلك الطريقة التي أصبحت رائجة مؤخرا والتي جاءت كردة فعل على مذهب حب الشراء الذي انتشر في الثمانينيات والتسعينيات والتي جاءت أيضا كردة فعل طبيعية لارتفاع معدلات الدين الشخصي في الدول الغربية. إن الجيل الذي عاش قديما بما يكفي لتذكر معدلات الفائدة المرشدة أو التي لا تتجاوز رقمين (من 10 إلى 99) غالبا ما ينظر إلى فلسفة" اصنع-اعمل-أصلح" كطريقة للحياة. لكن تكمن المشكلة في أن بعضنا-ممن لم يمرا بظروف قاسية في الحياة-ينظرون إلى كل من الدين والموارد على أنها أشياء لا حد لها.

لا نهتم كثيرا إذا ما كنت قد قررت كبح ولعك بالشراء على أساس الأخلاق أو الميزانية (أو الميزانية المتخفية في ثوب الأخلاق) حيث إن الحقيقة تقول إنه بعد مرور شهور قليلة فإنك غالبا ما ستقدم الشكر لنفسك لأنك قد تحكمت في إنفاقك على البضائع التي تعرف-من أعماق قلبك-أنك لا تحتاج إليها.

إليك هذه الفكرة...

أنت تود الحصول على شيء ما، لكنك لن تموت إذا لم تشتره. أجبر نفسك على تأجيل شراء ذلك الشيء لمدة 28 يوما. التقط دفتر يومياتك ودون الشيء الذي تود شراءه وثمنه تحت تاريخ اليوم مع ملحوظة قصيرة لتذكرك بع بهد مرور 28يوماً. إذا مرت هذه المدة ولا زلت ترغب في الحصول عليه، فقد يستحق هذا الشيء أن تشتريه، لكن هناك احتمالاً أكبر أنك ستنساه.