قد تتسائل الآن عما يفترض بك فعله إذا طلب ولدك النصيحة منك. لا توجد مشكلة، يمكنك إسداء النصح إليهم.

قد يبدو الأمر سهلاً إذن؛ وقد لا يستحق حتى إفراد قاعدة كاملة له، أليس كذلك؟ كلا، إنه ليس بهذه السهولة، وإلا لكنت تركت باقي الصفحة التي تقرؤها الآن خالية! هناك أمران-في رأيي لا بد لك أن تعرفهما بخصوص إسداء النصح إلى ولدك البالغ (أو إلى أي شخص آخر في الحقيقة):

  • إياك أبدا أن تسدى النصح إلى الشخص لم يسألك إياه.
  • أعط السائل النصيحة على قدر ما سألك فقط لا أكثر.

فإذا سألك ولدك النصيحة، فهو يطلب نصيحتك فقط. إنه لا يطلب منك تعليمات؛ أو إرشادات، أو أوامر، أو تعليقات بخصوص نظام حياته أو آرائه أو أحكامه أو أي شيء آخر. إنه يطلب منك مجرد النصيحة، لا أكثر ولا اقل. وحتى عندئذ عليك أن تتعامل مع الأمر بكل حرص.

فلنجرب تدريباً بسيطاً. افترض أن ابنك البالغ طلب منك النصيحة بشأن مسألة قبوله أو رفضه لوظيفة معينة عُرضت عليه. إليك بعض الاستجابات التي يمكن الاختيار منها:

  • "لا يهم، فسوف تتركها بعد ثلاثة أشهر كما فعلت مع أي وظيفة أخرى".
  • "ستكون أحمق إذا لم تقبلها".
  • "لا أدري ما الذي تراه في مهنة تنظيف السجاد على أي حال؟".
  • حسناً على الأقل لن يمانعوا في مجيئك للعمل وأنت واضع حلقات الأنف واللسان البشعة تلك".

لن أهين ذكاءك وأخبرك بأن أياً من تلك الاستجابات السابقة لا تصلح. كل ما عليك فعله في الواقع هو أن تسدى النصح، وأفضل وسيلة تفعل بها هذا دون أن تتجاوز حدودك هي أن تسأله أسئلة من قبيل: "لماذا تروق لك هذه الوظيفة؟"،" ما هي احتمالات الترقي الموجودة في هذه الوظيفة؟"، "ما هو شعورك حيال فترة الانتقال الطويلة منها وإليها؟" - مجرد أسئلة كهذه. أي إنك في الواقع تساعده على أن يجد الإجابات بنفسه وبالتالي يتوصل إلى القرار بنفسه.

وهذه هي النصيحة، بكل بساطة، وليس لزاماً على ولدك أن يقبلها. وهكذا حين يقرر أن يفعل عكس ما نصحته به تماماً فالأمر راجع إليه في النهاية. ولا يعني هذا أن نصيحتك لم تساعده على أن يصل إلى قراره النهائي، لذا لا تحزن -بل كن سعيداً لأنك تمكنت من مساعدته.

إنك تساعده على أن يجد الإجابات بنفسه، وبالتالي يتوصل إلى القرار بنفسه